-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مواطنون يترقبون ومهنيّون يتوقعون عشية عيد الأضحى:

… تراجع الأسعار خلال 48 ساعة

كريمة خلاص / عصام بن منية / الشيخ بن إيعيش
  • 97875
  • 0
… تراجع الأسعار خلال 48 ساعة
أرشيف

جدد الموالون تفاؤلهم بتراجع أسعار الأضاحي عشية عيد الأضحى، تزامنا مع تراجع إقبال المواطنين على الأسواق وكساد الماشية لدى الكثير من السماسرة، الذين سيضطرون لتخفيض الأسعار لبيع أضاحيهم، في حين يترقب الكثير من المواطنين الساعات الأخيرة لشراء كباش العيد، طمعا في تراجع الأسعار التي بلغت هذا العام مستويات قياسية.

نائب رئيس فيدرالية مربي المواشي ابراهيم عمراني لـ”الشروق”
كل المؤشرات تؤكد تراجع أسعار الأضاحي عشية العيد!
90 بالمائة من الماشية في يد السماسرة والأسعار مبالغ فيها
تجمع شهادات أغلب الجزائريين المترددين على أسواق الماشية على أن عيد الأضحى للعام 2023 استثنائي من حيث ارتفاع أسعار الأضاحي، ومن حيث نسبة الشراء. فقبل أيام قليلة من العيد، لم يحسم كثير من المضحّين قرارهم ومازالوا يترقبون تراجعا في الأسعار، في حين يتمسك جلّ التجار والسماسرة بالأسعار المحددة التي فاقت حدود إمكانيات الطبقة المتوسطة، التي وصفها الموالون بغير المعقولة، ملقين بالكرة في مرمى السماسرة.
وأكّد ابراهيم عمراني، نائب رئيس فيدرالية مربي المواشي، في تصريح لجريدة “الشروق”، توقعات بتراجع الأسعار في اليومين الأخيرين قبل حلول العيد، لافتا إلى أن السوق حافظت على نفس وتيرة الإقبال مع تراجع في الشّراء، إلاّ أنّ الغالبية رغم ارتفاع الأسعار مقارنة بالعام الماضي ظلوا أوفياء لإحياء هذه السنة النبوية.
وأضاف عمراني أنّ غلاء الأضاحي هذا العام لم يكن مرتبطا بعيد الأضحى بل كان ملازما للماشية قبل العيد بسبب جملة من الظروف التي عاشها الموال جراء الجفاف، فالعام كان عسيرا على المربي في غياب تساقط المطر الذي نهاية جاء متأخرا في شهر جوان أين كانت الأضاحي جاهزة، وكان قد صرف عليها الموال العلف والدواء، وهو ما كلفه غاليا انعكس سلبا على المواطن.
وبحسب عمراني، فإنّ كل التوقعات تشير إلى تراجع الأسعار عشية العيد، فعلى التاجر والسمسار بيع كل الماشية التي اقتناها قبل العيد، وبالتالي، فإن الوفرة في ظل عدم امتلاك السمسار التجهيزات والإمكانيات وثقافة تربية الماشية سيساهم في إدخال الماشية بكثرة إلى السوق، وبالتالي، تراجع الأسعار نوعا ما، لذا، على التاجر البيع كاملا 24 ساعة قبل العيد…
وأردف قائلا: “اليوم 90 بالمائة من الماشية في يد السمسار فالموال يحرص على عدم الإبقاء على ماشية البيع وألا يمتلك أي شيء عشية العيد…إذن، فالكرة في ملعب السمسار الذي يدرك جيدا أهمية التخلص من هذه الماشية في أقرب الآجال، لأنه متأكد أنه من المستحيل إعادة بيعها بنفس القيمة..”
وعلّق عمراني على تراجع إقبال المواطنين بارتفاع أسعار الأضاحي التي زادت بحوالي 20 ألفا إلى 30 ألف دج، أي في حدود 20 -30 بالمائة، وبالتالي، فإن من كانوا يستطيعون الشراء في حدود 50 ألف لم يعد بمقدورهم ذلك خاصة مع كثرة الالتزامات الاجتماعية التي تنتظرهم.
ووصف عمراني الأسعار في المدن الساحلية والمناطق الشمالية بالأسعار الخيالية التي لا يتقبلها العقل، مقابل أسعار معقولة نوعا ما في المدن الداخلية التي تتوفر على تربية المواشي.
المواطنون الذين خاضوا رحلة البحث عن الأضحية في الأسواق أعربوا عن أسفهم للأسعار المرتفعة التي لم تمكنهم من اقتناء أضحية مناسبة كما وكيفا، حيث أفاد بعض من تحدثنا إليهم بأنّهم يتنقلون بين نقاط البيع والأسواق المختلفة علهم يجدون ما يبحثون عنه.
وقال أحمد/م إنه لم يحسم قراره النهائي بعد فأحسن كبش يليق للأضحية لا يقل عن 9 ملايين وهو جعله يقلل المستوى نوعا ما إلى 7 ملايين..
وإلى ذلك صرح عمر/ن بأنه اضطر الى تأخير الشراء الى يوم الثلاثاء بالنظر الى الغلاء الشديد الذي شمل مختلف الأضاحي المتوسطة، مؤكدا تراجع السعر بالنسبة للكباش الكبيرة التي تجاوزت 15 مليونا، على أمل تراجع محسوس في بقية الكباش.

مازالت تشهد إقبالا محتشما على اقتناء أضاحي العيد
تراجع نسبي في أسعار الأضاحي في أسواق الشرق الجزائري
تشهد أسواق بيع الماشية عبر مختلف ولايات الشرق الجزائري، هذه الأيام ركودا نسبيا في حركة البيع والشراء، على الرغم من بداية العد التنازلي لاستقبال عيد الأضحى المبارك الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى أقل من أسبوع فقط. فعلى الرغم من تزايد إقبال المواطنين على الأسواق الأسبوعية للماشية في مختلف الولايات الشرقية، وكذا نقاط البيع التي حددتها السلطات المحلية في كل ولاية عبر عدد من البلديات، إلاّ أن الباعة والمتسوقين يجمعون على حد سواء، على أنه لا بيع ولا شراء في الأسواق منذ فترة بسبب ارتفاع الأسعار التي فاقت حدود المعقول هذه السنة وبلغت أرقاما فلكية..
وبرر الموالون وباعة الأغنام غلاء الأسعار بارتفاع تكاليف تربية الأغنام والأبقار، على مدار أيام السنة، حيث ذكر السيد كمال ـ ف بأن شعبة تربية المواشي أصبحت مهددة بسبب غلاء الأعلاف التي تضاعف سعرها خلال الأشهر الماضية، وانعدام المراعي الطبيعية في الحقول، بسبب فترة الجفاف التي شهدتها أغلب الولايات هذه السنة، بالإضافة إلى ما تتطلبه تربية الأغنام والأبقار من مصاريف أخرى كتوفير الأدوية ولللقاحات وفحص البياطرة، وتوفير المياه وغيرها من المصاريف الإضافية التي رفعت تكلفة تربية الأغنام إلى أعلى مستوياتها، بينما يرى عمي محمد ـ ش وهو أحد مربي الأغنام بمنطقة عين اسمارة، بأن الأسعار المتداولة في أسواق الماشية هذه الأيام منطقية جدا مقارنة مع الارتفاع المستمر لأسعار مختلف المواد الأخرى الاستهلاكية في الأشهر الأخرى.. وقال مبتسما: حتى سعر فنجان القهوة أضحى بخمسين دينارا، مؤكدا أن عيد الأضحى هو الفرصة الوحيدة للموال من أجل تعويض خسائره.

تراجع نسبي للأسعار
وفي ظلّ ارتفاع أسعار الأغنام في عدّة ولايات من الشرق الجزائري، فإن مواطنين قصدوا السوق الأسبوعي للمواشي ببلدية تاملوكة في ولاية قالمة، يوم الجمعة الماضية، أكدوا أن الأسعار قد عرفت تراجعا نسبيا مقارنة بالأسعار التي كانت قبل نحو ثلاثة أسابيع، وذلك بسبب عزوف المواطنين عن شراء الأضاحي خلال هذه الفترة، وهي نفس المعطيات التي أكدها مواطنون عادوا من مدينة عين مليلة بولاية أم البواقي، حيث ذكروا بأن الأسعار بدأت في التراجع في الأيام الأخيرة بسبب عدم إقدام أغلبية المواطنين عن شراء أضحية العيد، إذ أنه وعلى الرغم من الحركة التي تشهدها الأسواق من طرف المتسوقين، إلاّ أن معظمهم يكتفون بالاستفسار عن الأسعار دون شراء، وهو ما دفع ببعض الموالين إلى خفض الأسعار خوفا من تكبد خسائر إضافية في حال احتفاظهم برؤوس المواشي إلى ما بعد عيد الأضحى.
ويؤكد متابعون للحركة التجارية في الأسواق الماشية، بأن الأسعار المتداولة، التي تفوق عتبة ثمانية ملايين سنتيم، وقد تصل إلى 12 مليونا وأكثر في بعض الأحيان هي للكباش كبيرة الحجم، وأن أغلب الأسواق تفتقد للخرفان صغيرة الحجم، ويتوقع هؤلاء بأن الأسعار قد تعرف تراجعا في قادم الأيام مع قرب موعد النحر، لأن المربين الذين تعبوا في تحضير وتهيئة رؤوس الأغنام في عيد الأضحى ليس في إمكانهم الاحتفاظ بها لفترة طويلة، قد تكبدهم مصاريف إضافية وتدخلهم في الخسارة الحتمية، وهو ما يمنّي به أغلب الزبائن أنفسهم بعدما فضل الموظفون وأصحاب الدخل المتوسط، الانتظار لأيام أخرى علّها تكون أكثر رحمة على جيوبهم، ويستطيعون إحياء شعيرة النحر وإدخال الفرحة على عائلاتهم. وفي ظلّ كل تلك المعطيات فإن البعض الآخر لم ينتظر طويلا واهتدت بعض العائلات إلى الاشتراك ماديا في ما بينها واقتناء الأبقار لإحياء سنة إبراهيم الخليل، بدل الخرفان والكباش، بالنظر إلى كمية اللحوم التي يتحصلون عليها مقارنة بالأغنام، وهي ظاهرة تحولت إلى عادة دأبت عليها العديد من العائلات بولاية سكيكدة وميلة وحتى جيجل، وقد تمتد هذه السنة إلى ولايات أخرى من الشرق الجزائري في ظلّ الارتفاع السائد في أسعار الخرفان والكباش.

بسبب السماسرة ولهفة المواطنين
التهاب أسعار الماشية الأفريقية بتمنراست عشية عيد الأضحى
تشهد سوق الماشية الرئيسي بمدينة تمنراست ارتفاع كبير في أسعار الخرفان الإفريقية المعروفة باسم “سيداون”، تزامنا مع اقتراب عيد الأضحى المبارك حيث بلغ سعر كبش من الحجم المتوسط 6 ملايين سنتيم، وسط ذهول المواطنين من ارتفاع الأسعار في الأشهر الأخيرة، بالرغم من فتح الدولة لأسوق تجارة المقايضة مع الدول الإفريقية للتبادل التجاري من خلال تصدير التمور وادخل الماشية الإفريقية بهدف توفير اللحوم الحمراء لساكنة ولايات أقصى الجنوب وبأسعار تنافسية، لكن الأمور سارت بعكس ما خطط له.

الاحتكار سبب التهاب الأسعار
ويعود السبب الأول في ارتفاع الأسعار يعود بالدرجة الأولى، بحسب المختصين في تجارة اللحوم إلى نقص في عدد الماشية نتيجة منح تصريح الدخول لعدد من التجار فقط بعدد أصابع اليد، وتسبب هذا القرار في تدني عدد رؤوس التي يتم إدخالها عبر كل من بوابتي عين قزام وتين زواتين، حيث بلغت خلال الشهر الماضي 2100 خروف، بسبب قرار السلطات بتخصيص يومين في الشهر لفتح الحدود، ودخول الموالين إلى ارض الوطن، بالمقابل، بلغ عدد روؤس الماشية التي أدخلت في نفس الشهر من العام الماضي، 4600 خروف.. كل هذه العوامل مجتمعة، أدت إلى ارتفاع سعر اللحوم الحمراء، حيث ارتفع سعر كلغ من اللحم إلى 2000 دينار وسط حالة من الذهول الشعبي.
وأمام هذه الوضعية، استغل التجار الفرصة لرفع الأسعار مع اقترب عيد الأضحى إلى أسعار خيالية، في ظل نقص العرض خاصة أن موجة، الجفاف التي تشهدها، ولاية تمنراست منذ سنوات، أدت إلى نقص في الثروة الحيوانية من الإنتاج المحلي، كل هذه العوامل أثرت سلبا وأدت إلى ارتفاع جنوني للأسعار بالسوق المحلية.

مبررات غير منطقية للتجار
بالمقابل، يرجع تجار الماشية سبب ارتفاع الأسعار إلى ارتفاع الأعلاف والشعير في الآونة الأخيرة، مما تسبب في ارتفاع سعر تكلفة التغذية ويواصل احد التجار أن نقص الوقود بالمناطق الحدودية وتكاليف النقل الباهظة بسبب اهتراء الطرقات السبب الأول في ارتفاع الأسعار، ومعلوم أن سوق الماشية بالمنطقة تحتكر من طرف بعض التجار الذين يمارسن تجارة المقايضة، منذ سنوات ويعرفون كل خباياها، حيث تصدر التمور إلى مالي مقابل جلب الماشية الإفريقية، والملاحظ، أنه بعد عيد الأضحى تنخفض الأسعار إلى حوالي 30 بالمائة نتيجة الأرباح من عمليات البيع خلال فترة العيد المرتفعة، وبالتالي، تحقيق هامش ربح جيد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!