-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نسبة التغطية الوطنية أقل من المعدلات العالمية

تراجع تلقيح الأطفال في الجزائر!

كريمة خلاص
  • 482
  • 0
تراجع تلقيح الأطفال في الجزائر!
أرشيف

أكّد أخصائيون في طب الأطفال والتلقيح ضد الأمراض المعدية أنّ الجزائر تشهد في الآونة الأخيرة تأخرا ملحوظا في عملية التلقيح لدى الأطفال، حيث تراجعت مستويات التغطية الوطنية إلى نسب أقل من المعدلات الموصى بها عالميا.

وأرجع المشاركون في اليوم التكويني، الذي نظّمه معهد باستور الجزائر يوم أمس الثلاثاء، لفائدة الإعلاميين، أهم الأسباب في هذه الوضعية الدخيلة على بلادنا إلى جائحة كوفيد19 التي أدت إلى اختلال في المواعيد والرزنامة الوطنية للتطعيم خاصة لدى الأطفال الأقل من 5 سنوات على اعتبار أن القانون الجزائري يمنع التحاق أي تلميذ بالمدرسة إذا لم يتم برنامجه التلقيحي.

وفي هذا السياق، دعت البروفيسور سماتي ليلى، رئيسة وحدة الأمراض الصدرية وتنظير الشعب الهوائية لطب الأطفال الأولياء الذين يعرف أبناؤهم تأخرا في التلقيح إلى التقرب من مراكز الصحة الجوارية لاستدراك التلقيحات الناقصة واستكمال الجدول.

وأوضحت المختصة بأن هذا التأخر يتعلق بمختلف دول العالم وليس حكرا على الجزائر فحسب، ويعود بالأساس إلى تخوف بعض الأولياء من التوجه نحو مراكز التلقيح في بداية الجائحة وكذا إلى التذبذب الحاصل في استقبال كثير من الطلبيات على المستوى العالمي، فالاهتمام بالتكفل بفيروس كوفيد19 أثّر على بقية اللقاحات، لكن سرعان ما تم تدارك الأمر.

وأكدت سماتي وفرة ووجود كافة التلقيحات الخاصة بالأطفال في الوقت الراهن على مستوى جميع مراكز الوطن أن الجزائر قطعت أشواطا كبيرة وباتت مرجعية في مجال التلقيح ضد عديد الأمراض، حيث توفر حاليا 11 تلقيحا لنحو مليون ولادة حديثة سنويا، بالإضافة إلى قرابة 2 مليون متمدرس يتم استدراك تلقيحاتهم، بينما تتخلف عن تلقيحين آخرين هما “HPV” و”Rotaverus”.
وأكّدت البروفيسور سماتي أنّ للتلقيح أثرا مهما وبالغا في الصّحة العمومية وتخفيف الأعباء الصحية وكذا تجنيب المواطنين الأمراض الخطيرة وواسعة الانتشار وفي حال توفّر كميات كافية من اللقاح لضمان وصوله للجميع، مع توفر الموارد المالية لاقتنائه.

وأفادت سماتي أنّه كلّما كان معدل العدوى بالمرض مرتفعا، كلما كان التلقيح ملحا ومهما، وعليه، فإن حملات التذكير ببعض التلقيحات لدى تلاميذ المدارس لا يجب أن تشكل مصدر قلق أو تخوف لدى الأولياء بل بالعكس هي تعزيز للحماية وتجنيب للخطر، مشيرة إلى أن التلقيح في الجزائر بات عملية روتينية ومكسبا لا يجب التخلي عنه.

وتطرقت المختصة إلى بعض الأمراض التي تم القضاء عليها نهائيا في بلادنا ومنها الشلل والدفتيريا والتيتانوس.

بدورها، عرضت ممثلة مركز البحث في الاقتصاد المطبق من أجل التنمية “CREAD” دراسة حديثة أجريت في شهر ماي 2021 تخص تعامل الجزائريين مع لقاح كوفيد19 وأسباب عزوفهم شملت 1530 شخص عبر 32 ولاية لدى الفئة المتراوح سنها بين 18-65 عاما ومن أهم نتائجها أن 62 بالمائة من المعنيين لا يثقون في المعلومات الرسمية التي كانت تقدم عن الوباء والإحصائيات، مقابل 28 بالمائة فقط أبدوا ثقتهم في ما كان يقدم من معلومات.

وكشفت الدراسة أيضا أنّ 92 بالمائة من الجزائريين كانوا يطبقون إجراءات الوقاية من كوفيد19 في فترات ذروة الانتشار مقابل 29 بالمائة فقط مع انتهاء الموجة. وكشفت الدراسة عن حقائق أخرى تتعلق بالتزام ووعي كبير بإجراءات الوقاية في الوسط الريفي ومن قبل من يحوزون مستويات تعليمية عليا وكذا من قبل المسنين وكبار السن مقابل تهاون صارخ في المدن ومن قبل محدودي المستوى والشباب.

بدوره، دعا البروفيسور بن سنوسي عبد اللطيف بن سنوسي رئيس الجمعية الجزائرية لطب الأطفال إلى ضرورة إطلاق جميع برامج اليقظة الصحية والوقاية ضد مختلف الأمراض المعدية من أجل مواجهة أي عزوف أو تردّد لدى الجزائريين الذين لم يعايش أغلبهم مآسي السبعينات والستينات التي قتلت الكثيرين، مؤكدا أنّنا في الجزائر أقل من معدلات التلقيح المطلوبة نسبة بين “10-30 بالمائة”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!