-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تربية الأطفال والأبناء مسؤولية كبيرة ومبنية على التوازن

خير الدين هني
  • 799
  • 0
تربية الأطفال والأبناء مسؤولية كبيرة ومبنية على التوازن

ينبغي أن يعلم الوالدان والمربون والمجتمع بجميع مؤسساته أن تربية الأبناء والأطفال والأجيال الصاعدة هي مسؤولية الجميع، وهي واجب على كل فرد عاقل راشد، وعلى كل جماعة تشكّل مجتمع الأمة في الوطن الواحد، وأن يعلموا -أيضا- أنّه قبل تربية الأطفال والأبناء وتعليمهم وتوجيههم يتوجّب على الجميع، بما فيهم المؤسسات الدينية والثقافية والسياسية والمدنية والإعلامية والدعائية، أن ينتقوا أنجع الطرق وأفضل الأساليب لتربيتهم وتعليمهم، وأنّ هذه الطرق والأساليب لا تكون ناجعة وفعالة، إلا بالإلمام بشيء من علوم التربية والنفس والتهذيب والتثقيف كيما ينشئونهم النشأة الصحيحة.
وهي النشأة القائمة على العقلنة والعلمنة والمنهجية، وحسن التخطيط والتدبير والتوجيه الإرشاد، وأن يتجنبوا استعمال الأساليب التقليدية، التي ورثوها عن العادات الاجتماعية الخاطئة، وهي العادات التي تنتهج الارتجال والتخمين والظن، في التفكير والتخطيط والتصويب والنقد وإصدار الأحكام، والوالدان والمربون إذا لم يأخذوا بالمعارف النفسية والتربوية الصحيحة في التربية والتعليم والتوجيه والتهذيب والإرشاد، قد يؤثرون على شخصيات أبنائهم وتلامذتهم تأثيرا خطيرا، ينعكس على تفكيرهم ووجدانهم وسلوكهم وشخصياتهم في المستقبل، حينما يوجهون إلى الحياة العملية، ويمارسون وظائف المسؤولية في الدوائر الحكومية، وسوق العمل والمقاولة.
وقد يزداد الأمر خطورة حينما يتلقى بعض الأطفال والأبناء، شيئا من الدلال الزائد وهو حياة التغنُّج والترفّه والتنعّم والعناية التفضيلية عن الإخوة، أو ما يتلقاه البعض الآخر من قهر وقسوة وتضييق وإذلال ومعاملة سيئة، فالمدلّل قد يتحول إلى إنسان ضعيف الشخصية والتأثير، أو يصبح إنسانا نرجسيا وساديا تحكمه العواطف والغرائز والأهواء والذاتية، فتنحرف به النرجسية إلى أن يصبح رجلا شريرا غير متوازن في عواطفه وأخلاقه وتعاملاته، ويجد في نفسه ميلا إلى التمرّد والمشاكسة، أو الانتقام لإشباع غرائز الشر في نفسه.
وقد ينحرف به الجنوح، إلى التلذّذ بتعذيب الآخرين ممن يقعون تحت مسؤوليته، بسبب ما تلقاه من حياة طريرة جعلته يستعلي على الناس وينظر إليهم نظرة سوء ودونية، ومثله يفعل الفرد المقهور المكبوت الذي تلقى تربية قاسية وعنيفة، فينتقم لنفسه من المجتمع حينما يسود الناس، ويعاملهم بالغلظة والفظاظة والقسوة وانعدام الرحمة، أو يلتجئ إلى العزلة والانطواء والابتعاد عن الناس، إذا خانه حظه التعس المتعثّر في الارتقاء إلى مراتب المجد والعزّ والطموح.
فالحياة مبنية على التوازن بين القوى المتصارعة في الذات الإنسانية، وهذا ما ينبغي على الوالدين والمربين والمجتمع إدراكه بوعي كبير، كيما ينشئون أبناءهم وأطفالهم على أساس هذا التوازن، وإذا طغى جانب على الآخر، اختل هذا التوازن وفسدت الحياة والعلاقات الاجتماعية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!