-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تساؤلات بعد خرجة الصومال

ياسين معلومي
  • 2495
  • 0
تساؤلات بعد خرجة الصومال

أثارت الخرجة الأولى للمنتخب الجزائري أمام المنتخب الصومالي في إطار الجولة الأولى من تصفيات كأس العالم المقررة سنة 2026 بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك تحفظاتٍ كثيرة من الجمهور الجزائري الذي فوجئ بالمردود المتواضع للتشكيلة الوطنية، مردود لم يكن مقنعا وأدخل بعض الشك في نفوس محبي “الخضر”، خاصة وأن بعض اللاعبين كانوا بعيدين عن مستواهم المعهود، وهذا قبل أقل من شهرين عن كأس إفريقيا للأمم المقررة من 13 جانفي إلى 11 فيفري 2024.
وإذا كان المدرِّب الوطني جمال بلماضي قد أعطى تفسيرات لعدم ظهور التشكيلة الوطنية بأداء مقنع، محمّلا بطريقة أو بأخرى المشرفين على ملعب نيلسون مانديلا مسؤولية أرضية الميدان التي أعاقت -حسبه- المردود العامّ لرفقاء محرز، وصعبّت مأموريتهم أمام منتخب يحتل المراتب الأخيرة في تصنيف “الفيفا”، ورغم أن ذلك قد يكون صحيحا إلى أبعد حد، خاصة وأن كتيبة المحاربين لم تتدرب ولا حصة واحدة على الملعب الرئيسي ببراقي، إلا أنّ ذلك ليس حجة دامغة، إذ لاحظ العامُّ والخاص أن مستوى بعض اللاعبين كان بعيدا كل البعد عن المستوى الحقيقي للاعبين ينشطون في المستوى العالي، وسط الدفاع هشّ ولم نجد له حلا منذ كأس إفريقيا الأخيرة بالكاميرون، ووسط الميدان يعاني منذ إصابة بن ناصر، والهجوم الذي لولا المخضرم سليماني الذي فك الشفرة مباشرة بعد دخوله لعشنا نهاية مباراة صعبة ومتعبة مثل التي كنا نعيشها وقت المدرِّب رابح سعدان الذي كان يعاني من ضعف اللاعبين، لكن حنكة الشيخ والإرادة أوصلتنا إلى نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا 2010 رغم تواجد “الفراعنة” يومها في مستوى عال بلاعبين تمكّنوا من الفوز بثلاث كؤوس افريقية متتالية.
كل الذين تابعوا لقاء الصومال من المدرَّجات أو على شاشات التلفزيون متيقنون أن المنتخب تراجع مستواه في الآونة الأخيرة رغم التحاق بعض اللاعبين الذين ينشطون في أحسن الأندية الأوروبية، والذين لا تنقصهم إلا “توليفة” مع اللاعبين القدامى المجبرين على منحهم تجربتهم في الملاعب الإفريقية، والتي تساعدهم في بادئ الأمر على التأقلم ثم إظهار إمكاناتهم، والبداية ستكون في كأس إفريقيا القادمة أمام عمالقة القارة الإفريقية، يتقدمهم البلد المنظم للنسخة الـ24 من كأس إفريقيا المنتخب الإيفواري العازم على التتويج، وهذا رغم أن مدرِّبه أثنى على المنتخب الجزائري ووضعه ضمن قائمة المنتخبات المرشحة للتتويج باللقب القاري.
بلماضي واللاعبون أمام مسؤولية كبيرة لإعادة المنتخب إلى سكته الصحيحة، ونسيان الخروج المبكر من النسخة السابقة من العرس الإفريقي.. المخضرمون على غرار محرز وسليماني وماندي وغيرهم أمام تحدّ صعب في ظل نقص الانسجام الذي ظهر في اللقاء الأخير أمام المنتخب الصومالي، وعدم التوازن بين الخطوط الثلاثة أعطى للجمهور الجزائري انطباعا بأن عملا كبيرا ينتظر التشكيلة الوطنية، في وقت صادق الاتحاد الجزائري على ميزانية ضخمة لكأس إفريقيا القادمة، وإمكانات لوجيستيكية أخرى قد تسهِّل العمل من أجل التواجد على الأقل في المربع الأخير من المنافسة القارية.
وإذا كان التأهل إلى نهائيات كأس العالم محفوفا ببعض المخاطر، غير أنّه أمرٌ قد يكون محسوما، ويبقى فقط تحقيق نتائج أحسن من تلك المحققة في آخر مشاركة خلال نسخة 2014 بالبرازيل، حين وصل رفقاء فغولي إلى الدور الثاني لأول مرة في تاريخ الكرة الجزائرية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!