تساؤل بريء

صلاح الدين.ع : boussiafa@ech-chorouk.com

تساؤل بريء يطرحه كل متتبع لما بدأ يدور في الساحة السياسية بخصوص الانتخابات التشريعية المقبلة، هو ما الجدوى من الانتخابات ومن المصاريف والجهود من طرف جهاز الإدارة إذا كانت كل المؤشرات توحي بأن البرلمان المقبل لن يختلف عن البرلمان الحالي في شيء.ذلك أن تقييما بسيطا لخمس سنوات من العمل البرلماني يخرج بنتيجة مفادها أن العملية الانتخابية في مجملها ستكون مضيعة للوقت والجهد والمال، ما دام الأمر يتعلق ببرلمان لا يبادر ولا يقرر ولا يعترض ولا يفعل شيئا غير تقديم الأسئلة الشفوية بهدف الاستعراض والظهور.

كم قرار حاسم اتخذه المجلس الشعبي الوطني؟ وكم قانون أو قرار اعترضت عليه هذه المؤسسة الدستورية التي تمثل الشعب؟ وكم إنجاز يمكن أن يحسب لها خلال العهدة الماضية؟ غير التصديق برفع الأيدي على مشاريع الحكومة بعد إدخال تعديلات بسيطة.

أما المحير، فهو ماذا سيقول المترشحون للشعب في حملاتهم الانتخابية وبماذا سيعدونهم والجميع يعلم أن البرلمان هيكل بلا روح، هل سيقولون إننا سنقدم أكبر قدر من الأسئلة الشفوية وسنفحم الوزراء بعبارات السجع والكناية والتشبيه؟ أم يقولون لهم إننا سنحطم الرقم القياسي في المصادقة على الأوامر الرئاسية دون اعتراض أو نقاش؟

وفي الواقع، فإن المواطن أصبح أكثر وعيا للذي يحدث ولن يصدق من يعده بالرفاهية إذا مكنه من الوصول إلى قبة البرلمان، لأنه يعلم أن البرلمان الصومالي الذي يجتمع في العراء أكثر فعالية، بحكم أن حكومة الصومال مجبرة على الحصول على موافقته في أي قرار يمس السيادة الوطنية.