-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد أن "قتلوه" بالإشاعة في عيد الأضحى المبارك

تضامن شعبي واسع مع المدرب رابح سعدان

الشروق الرياضي
  • 3049
  • 4
تضامن شعبي واسع مع المدرب رابح سعدان
ح.م
رابح سعدان

بقدر ما غرّد بعض الناس لنقل خبر خيالي من نسج الإشاعات، عن وفاة الشيخ رابح سعدان، المدرب الأسطوري في الجزائر، بقدر ما وجد ابن ولاية باتنة واللاعب السابق لمولوية قسنطينة واتحاد البليدة، تضامنا واسعا من الآلاف من الجزائريين الذين غرّدوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتحية الرجل ونشر صوره والتذكير بإنجازاته وتهنئته بعيد الأضحى المبارك والتمني له بوافر الصحة والهناء.

فقد يختلف الجزائريون في تقييم الرجل ولكنهم يُجمعون على أنه ظاهرة تدريب قد لا تتكرر، يرافقه النجاح في كل ترحاله وله من الألقاب ما جعل السقف الذي رفعه عاليا جدا، وقد لا يصله مدرب من بعده. رابح سعدان ودّع عالم الكرة منذ انسحابه من المديرية الفنية للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، ووصف ما حدث له بإهانة لرجل خدم “الخضر” كثيرا بعد أن بلغ الرابعة والسبعين من العمر. صحيح أن رابح سعدان نال فرصته لثلاثة عقود كاملة مع الخضر ومنتخبها الأول، مع عدد من أجيال الكرة الجزائرية من مصطفى دحلب ورابح قموح إلى زمن مراد مغني وكريم زياني، ومرورا بفوضيل مغارية وحسين ياحي ولكن الصحيح أيضا، أن الرجل له بصمته في ثلاث مشاركات في المونديال للجزائر، من بين أربع مشاركات، بدءا بتواجده ضمن ثلاثي التدريب الذي حقق للجزائر التأهل إلى كأس العالم لأول مرة في إسبانيا في سنة 1982، ثم قاد لوحده منتخب الخضر المتأهل لمونديال المكسيك سنة 1986، ورفع التحدي في زمن الجفاف الكروي والإحباط الرياضي بقيادة الخضر إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010.

لم يكن رابح سعدان لاعبا متميزا في شبابه، فقد انتقل من ناديه الأول مولودية باتنة، ليلعب لمولودية قسنطينة في أواخر ستينيات القرن الماضي، قبل أن يذوب بين أندية عاصمية ومن وسط البلاد ومنها اتحاد البليدة في القسم الأول، وكان منصبه في وسط الميدان وحمله لشارة القيادة يوحيا بأن الرجل هو مشروع مدرب من طينة متميزة، وربما هذا ما سمح للرجل من حرق المراحل وقيادة الخضر مباشرة من دون أندية، وعمره لا يزيد عن الرابعة والثلاثين، أي أنه كان تقريبا في سن بعض لاعبي الخضر من الذين درّبهم في بداية ثمانينيات القرن الماضي، حيث تسلم زمام المنتخب الوطني للأواسط، وفي سنة 1981، شارك رفقة السوفياتي روغوف والجزائري معوش في تكوين منتخب وطني تنافسي لعب تصفيات كأس العالم، فأطاح بسيراليون، ثم أقصى السودان والنيجر ليصطدم بالنسور الخضر ففاز أمامهم ذهابا في نيجيريا وعودة في قسنطينة، ولكن المسؤولين على الاتحادية أقالوا هذا الثلاثي ومنحوا قيادة المنتخب الجزائري للمدرب محي الدين خالف، وكان حينها رابح سعدان في الخامسة والثلاثين ربيعا فقط، وأثار قرار الاتحادية أو وزارة جمال حوحو حفيظة المدرب الشاب سعدان، وزميله معوش الذي أطلق لحيته حزنا، والذي كلما ذكر الحادثة ذرف الدموع، وحتى المدرب السوفياتي الراحل روغوف ظل يذكر الحادثة بألم وكان يقول بأنه لا يفهم كيف يطهي ثلاثة مدربين الأكل، ويُمنح الطبق لرجل آخر، والمقصود هنا قائد الخضر في إسبانيا محي الدين خالف.

ونجا رابح سعدان من كآبة معوش وروغوف عندما قاد لوحده الخضر في سن الـ 39 بمنتخب قوي، كان يضم خيرة ما أنجبت الكرة الجزائرية، وبعد تأهل على حساب أنغولا ثم زامبيا، التقى في اللقاء التأهيلي الأخير لمونديال المكسيك 1986 بالمنتخب التونسي، فلعب مقابلة تكتيكية قوية في تونس، وفاز برباعية مقابل واحد، وأكملها بفوز آخر في ملعب 5 جويلية بثلاثية نظيفة، ولكن رحلته مع كأس العالم باءت بالفشل في المكسيك، خاصة بعد الخسارة القاسية أمام إسبانيا بثلاثية نظيفة، فخرج من الباب الضيق وتعرض للتهديد فغادر الجزائر إلى المغرب، فجرب حظه مع الرجاء البيضاوي فنال لقب رابطة أبطال إفريقيا، على حساب فريق مولودية وهران الذي كان يضم في صفوفه لخضر بلومي، في خريف 1989، ورفض العمل في الجزائر، ثم انتقل في تجارب تدريب في المملكة العربية السعودية وتونس والإمارات العربية المتحدة، وفي سنة 1999 عاد للخضر ولكن لبضعة أسابيع ثم قاد اتحاد العاصمة، وشباب قسنطينة ووفاق سطيف ومنتخب اليمن، ونجح مرة أخرى في عهد الحاج محمد روراوة بقيادة الخضر للمشاركة لثالث مرة في مونديال 2010 في جنوب إفريقيا، في مشوار أشبه بالمغامرة، فرسخ الرجل في ذاكرة الناس وصار جزءا منهم لأجل ذلك شجبوا إشاعة وفاته.
ب.ع

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • .nass al gorba

    إلتقيت بسعدان في مدينة ليون وكان رجل متكبر وكان يهرب من الجزائريين

  • Boukhari

    وين راه المشكل الموت حق علي كل نفس.

  • جزائري وفقط

    الجزائريين يُمَوِتُونَ الأحياء ويحيون الأموات أي أحيانا لا يعتقدون بأن فلان توفي رغم أنهم يحضرون جنازته كما أنهم يتنكرون لأمراض وأوبئة زارت كل العالم كجائحة كورونا في وقت تبتكر مخيلاتهم أمراض وغرائب لا وجود لها أصلا وكذلك لا يثقون في أدوية ولقاحات أظهرت نجاعتها في العالم بأسره في وقت يثقون في مشعوذين ودراويش ورقات كثيرا ما كانوا سببا في جرائم شنيعة

  • شعب يحب اللعب

    والتذكير بإنجازاته ؟
    اي انجازات الله يهديكم
    انجازات جلدة منفوخة
    الجزائر متاخرة بخمسين سنة عن باقي دول العالم حتى بعض دول الافريقية بداو يهربوا على الجزائر
    ونتوما خليكم مع الجلدة المنفوخة التي ضيعكم بها بوتفليقة السراق الخاين عشرين سنة وكان يستخدمها في الهائكم