تطوير حقنة ستنهي معاناة 10 ملايين جزائري مع ضغط الدم

يعد ارتفاع الضغط الدموي مرضا شائعا جدا في العالم وفي الجزائر، فهو العامل الأول في الوفيات عالميا حيث يقتل 10 ملايين شخص سنويا، وفي الجزائر، تشير الإحصائيات والدراسات إلى وجود نحو 23.6 بالمائة من المواطنين مصابون بالمرض، غير أنّ الواقع بحسب المختصين، يخفي نسبا أكبر بكثير.
ويلحّ الأطباء المختصون في أمراض القلب وفي الطب العام والطب الباطني على أهمية المتابعة الطبية الدقيقة المنزلية لنسب الضغط الدموي ثلاث مرات في اليوم وفي أوقات معينة لاكتشاف الإصابة في وقت مبكر، خاصة أنّ الإصابات التي يتم تشخيصها تعود على الأقل إلى 10 سنوات سابقة.
وفي هذا السياق، بعث البروفيسور جمال الدين نيبوش، رئيس مصلحة أمراض القلب بمستشفى نفيسة حمود “بارني” الأمل في قلوب المرضى، خاصة الذين يرفضون أو يتكاسلون في تناول الأدوية بخصوص تطوير حقنة تحت الجلد تقدم مرة كل 8 أشهر وتغني عن جميع الأدوية الحالية، خاصة مع وجود 23.6 بالمائة من الجزائريين مصابين بارتفاع الضغط الدموي، بحسب آخر دراسة أجريت عام 2017 مع منظمة الصحة العالمية.
وكشف نيبوش عن نتائج دراسة حديثة تناولت موضوع مستوى الضغط الدموي في أثناء الفحص عند مريض الضغط الدموي المعالج تحت عنوان “PACT 2″، وصفها المختص بالمقلقة والمثيرة للاهتمام.
وقد شملت الدراسة التي تمت بالتعاون مع مخبر “سانوفي” 2000 مريض مصابا بارتفاع الضغط الدموي على الأقل منذ 3 أشهر وأشرف عليها 100 طبيب مختص في أمراض القلب والطب العام، ودامت خلال الفترة الممتدة من 8 أوت 2021 إلى غاية 24 نوفمبر 2021.
وتم تقسيم المرضى الذين تتجاوز أعمارهم 18 عاما إلى 6 مستويات تبين على إثر ذلك أن 17,4 بالمائة من المصابين حققوا استقرارا في المرض وفق النسب المقبولة والموصى بها المحددة “130/80” وأنّ 76 بالمائة كانت لديهم مستويات بين 140/90 وهي نسب تقارب النسب المطلوبة ويمكن للمرضى فعل الأفضل لبلوغها.
وكشفت الدراسة أيضا أنّ 66.3 بالمائة يتواجدون في مرحلة خطيرة للإصابة بأمراض القلب والشرايين منهم 27.8 بالمائة يتواجدون في حالة خطر كبير مقابل 38.5 في حالة خطر كبير جدا ومهددون بتعقيدات خطيرة خلال السنوات المقبلة، إلى جانب 49.3 بالمائة يتواجدون في المستوى الثالث، وهي نسبة مقبولة لفئة من المرضى يجري التكفل بهم جيدا، لكن يمكنهم أن يرتقوا إلى الأفضل، وهو ما يعني وجود تحسن نوعي في التكفل لكنه يحتاج إلى المزيد من الجهود للوصول إلى المستوى المطلوب.
أمّا مرضى المستوى الرابع، فيمثلون 20 بالمائة مقابل 3.6 بالمائة في المستوى الخامس و0.3 في المستوى السادس.
وبحسب الدراسة دائما فإنّ 33.2 بالمائة من مرضى ارتفاع الضغط الدموي مصابون بأمراض القلب و22.4 مصابون بالقصور الكلوي مقابل 12 بالمائة مصابون بالقصور الكلوي المزمن.
وتطرّق البروفيسور نيبوش إلى مجموعة من العوامل الأساسية التي ترفع احتمال الإصابة بارتفاع الضغط الدموي ومنها تقدّم السن والعامل الوراثي والسمنة والسكري ونقص النشاط البدني والغذاء الغني بالملح والاستهلاك المفرط للكحول.
ويؤكد البروفيسور نيبوش أن الأشخاص الذين يزيد ضغطهم عن 180/120 معرضون للإصابة بالأعراض التالية: آلام رأس حادة وآلام في الصدر دوران صعوبة في التنفس وغثيان وقيء وطنين في الأذن ونزيف في الأنف.

هذه أعراض الإصابة بالضغط الدموي
ونبّه المتحدث إلى أن ارتفاع الضغط الدموي غير المعالج يسبب أمراضا أخرى عديدة منها الكلى والقلب والشرايين والأعصاب ويحفز الإصابة بالزهايمر، وعليه يجب المعالجة الصحيحة بالأدوية الثنائية أو الثلاثية، معتبرا العلاج بدواء واحد مجرد مضيعة للوقت وتبذيرا للمال والدواء دون الحصول على النتائج المرجوة لاستقرار الوضع الصحي للمريض.
ونصح في سياق ذي صلة ببعض الخطوات والإجراءات من أجل تجنب المرض أو التعايش معه على غرار تغيير نظام الحياة والاهتمام بالغذاء الصحي مع توقيف التدخين ومعالجة الأمراض المتسببة في المرض مثل السكري والبدانة وتقليل نسبة القلق والتوتر من خلال حصص اليوغا والاسترخاء. وركّز في ذات الإطار على أهمية الكشف المبكر للمرض والمتابعة الدقيقة لنسب القياس اليومية في المنزل وفق شروط معينة، فهي النسب الحقيقية التي يمكن الحصول عليها مقارنة مع النسب التي تقاس لدى الطبيب بفعل تأثير “المئزر الأبيض”، داعيا إلى ضرورة منح الطبيب العام مكانته الفعلية في المنظومة الصحية لاكتشاف المرض وغيره من الأمراض الأخرى كما كان معمولا به من قبل مع “طبيب العائلة”.