تعطي الكلمة لحزب الله وللاسرائليين ايضا .. قناة الجزيرة مع من؟
-
-
1193
-
0
تطرح الطريقة التي تتعامل بها قناة الجزيرة القطرية مع الحرب على لبنان تساؤلات كبيرة حول حقيقة الدور الذي تقوم به هذه القناة المملوكة لدولة معروفة بمواقفها المتساهلة مع إسرائيل، فالقناة ومنذ بداية الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية حرصت على فتح الباب أمام المحللين والمسؤولين الإسرائيليين ليبرروا الجرائم المرتكبة في حق اللبنانيين ويوجهوا الاتهامات لحزب الله.صلاح الدين.ع
وقد يبدو أن الأمر يتعلق بالحياد الإعلامي الذي يعطي الحق لكل الأطراف في إبداء رأيها، إلا أن في قضية الصراع العربي الإسرائيلي وعندما يتعلق الأمر بالجرائم في حق المدنيين من نساء وأطفال لا بد من إعادة مراجعة فكرة الحيادية التي تعطي الحق للمجرم بأن يبرر أفعاله، ويتم التعامل معه بنفس القدر في التعامل مع ضحيته.
صحيح أن قناة الجزيرة هي الرائدة في مجال التغطية الشاملة والمميزة للأحداث ولم تنسلخ تماما عن ضمير الأمة العربية والإسلامية كما فعلت نظيرتها “العربية” التي غاصت في الرؤية الأمريكية وظهر ذلك جليا في تغطية الحرب التي أطلقت عليها إسم “الهجوم الإسرائيلي على لبنان”، غير أن حرص الجزيرة على إعطاء الكلمة للمغتصبين وتصوير المواجهة وكأنها محصورة بين إسرائيل وحزب الله يجعل المتابع يتريث في إعطاء حكم إيجابي على هذه القناة التي كانت أول صوت عربي حر يخرج للواجهة ومثلت على مدار السنوات الماضية متنفسا للشعوب العربية التي وجدت أخيرا من يعالجها من العقد النفسية التي تسبب فيها الحكام.
التحول البارز لدى قناة الجزيرة أن الضحايا في صفوف اللبنانيين هم قتلى لا شهداء، وحزب الله يواجه “إسرائيل” لا كيان صهيوني، مما يوحي بأن القناة مندمجة في نهج إيديولوجي معين مخالف لتوجهات جمهورها العريض في العالم العربي الذي سئم تخاذل حكامه الذين فضحتهم الجزيرة مرارا وتكرارا، لكنها شوهت تلك الصورة الناصعة بالسماح لرموز الدولة العبرية المحتلة بدخول كل بيت عربي.
