تعلّموا الشّرف من نساء القدس
فيما تغرق الأمة الإسلامية في النزاعات والحروب والمؤامرات وتتيه الشعوب العربية والإسلامية في الفتن والخرافات، ويتسابق حكامها إلى نيل رضا أمريكا، تطوّع عدد من نساء فلسطين لحماية قبلة المسلمين الأولى من محاولات الاقتحام التي ينفذها يوميا مستوطنون صهاينة داخل باحات المسجد الأقصى.
ولعل ما يحدث في اليمن هذه الأيام تجلّ واضح لحالة الانحطاط التي يمر بها العالم الإسلامي، بدءا من الصعود الغريب للحوثيين وسيطرتهم على الدّولة بدعم واضح من إيران، إلى عاصفة الحزم التي تقودها السّعودية وشاركت فيها عشر دول. كما تم تجنيد كل النخب الثقافية والدينية لدعمها والترويج لها. واندمج في ذلك دعاة معروفون في العالم الإسلامي، كان الإعلام قد صنعهم لمثل هذه المواقف.
دعاة ومنشدون لهم الملايين من المحبين والمتابعين في مواقع التواصل الاجتماعي تحولوا إلى “غانيات” للجيوش المشاركة في عاصفة الحزم، لم نكن نراهم أو نسمع أصواتهم أيام كان أطفال غزة ينتشلون من تحت الركام، بينما الآن يملؤون الساحة ضجيجا عن الغزو الفارسي، بينما لا يعني لهم الغزو الصهيوني شيئا، كما لا تعني لهم شيئا تلك الجرائم والتجاوزات المرتكبة في حق النساء المتطوعات لحماية المسجد الأقصى من اعتداءات الصهاينة.
ويكفي أن يصيح أحدهم، ويقول إن ما يحدث هو قتال بين مسلمين موحدين وإن الصواب ألا نكون طرفا فيه، وإنّ ما يجري في صالح الكيان الصهيوني، ليتصدى له الكثير فيتهمونه بالزندقة والعمالة وغيرها من الاتهامات الجاهزة!
إلى هؤلاء الذين يتشدقون بعاصفة الحزم، ويرفعون شعار لبيك سلمان، والذين يبحثون عن المبررات لتدخل إيران في الشأن الداخلي لعدد من الدول العربية، وينخرطون فيما يحدث من فتن ونزاعات… إلى كل هؤلاء نقول: تعلّموا الشّرف من نساء القدس اللائي يسترن عوراتكم وعورات مليار مسلم في العالم. هؤلاء النّسوة اللّواتي يتصدّين للصّهاينة أشرف من الملتحين والمعمّمين الغارقين حتّى النّخاع في الشّحن الطائفي بين السّنة والشّيعة.
لقد سقطت ورقة التّوت على الجميع بما في ذلك الذين يطلقون على أنفسهم محور الممانعة بعد أن شهد العالم أجمع “زواج المتعة” بين أمريكا وإيران، ولن يزايد بعد اليوم طرف على طرف.. فكلهم في العمالة سواسية، فعاصفة الحزم ضد الحوثيين الشّيعة في اليمن جاءت بمباركة أمريكية، والحشد الشعبي ضد المناطق السنية في العراق جاء بمباركة أمريكية كذلك.