الرأي

تعلّموا من الغرب.. في “الكاميرا كاشي”؟

حسان مرابط
  • 1149
  • 3
أرشيف

رغم الانتقادات الحادة التي توجه إلى برامج الكاميرا الخفية غير العادية وغير المعقولة التي تعود منتجون وفنانون وإعلاميون تقديمها في السنوات الأخيرة للجمهور الجزائري كطبق إفطار للصائمين يرافق “الشوربة” و”البوراك” مليء بالعنف والسّب والشتم، إلا أنّه لا أحد تدخل لوقف هذا “التهريج” و”التبهليل” الذي يستهلكه الجزائريون قبيل وبعيد الإفطار، فما نسمعه من هنا ومن هناك لا يعدو كونه مجرد تصريحات لا أثر لها في الواقع وانتقادات شكلية لمضامين مثل هذه البرامج وسط غياب حل حقيقي وجذري. ولو بالدعوة إلى تقليد الأوربيين والأمريكيين أو الغرب بصفة عامة في “صنع” كاميرا كاشي هادفة ومسلية.
التقليد ليس عيبا إذا كنّا غير قادرين على صنع عمل محترم يجبرك على متابعته من أول دقيقة إلى آخرها، أو ما ننتجه سيئ ورديء إلى درجة القرف ومسيء إلى العائلة الجزائرية وغير مراع لتقاليد مجتمعنا وعاداته، فتكون برأيي هجرة المشاهد إلى قنوات أجنبية لمتابعة برامج أفضل سواء كانت كاميرا خفية أم مسلسلات درامية أم حصصا رياضية وغيرها، أمرا عاديا وطبيعيا جدا، بما أنّ الطبق المحلي غني بفيتامينات “العنف” وبروتينات “الخلايع” وفيروسات “السخافة” و”الوقاحة” التي لم يمل أصحابها من تقديمها للمشاهدين بل ويتفاخرون بها ويعتبرونها إنجازات لا تقبل النقد ولو نقدها وناقشها مختصون.. إنّه الغرور وعدم تقبل الرأي الآخر الذي يتصف به بعض الممثلين والفنانين والمنتجين والمخرجين وحتى بعض “الإعلاميين” (إعلاميو آخر زمن) الذين تخلوا عن مهنتهم الحقيقية بنقل الحقيقة والمعلومة إلى الجمهور وراحوا يلهثون وراء أعمال مناسباتية شوهت سمعتهم قبل أن تشهّر بهم ويا ليتها شهرة حقيقية بل زائفة أدخلتهم “مستنقع” الرداءة في الوسط الفني من أوسع أبوابه.
لا عيب إذن في تقليد برامج الكاميرا الخفية تلك المقدمة في الدول الغربية، فكرتها هادفة وبسيطة وذكية تصنع الفكاهة بأقل تكلفة وبصفر أضرار.

مقالات ذات صلة