-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
توقيف منظمي رحلات الموت وحجز مبالغ بالأورو

تفكيك أسطول بحري ضخم لتسفير الحراقة بوهران

ب. يعقوب
  • 666
  • 0
تفكيك أسطول بحري ضخم لتسفير الحراقة بوهران
أرشيف

أحبطت، مساء الإثنين، وحدات المجموعة الإقليمية لدرك وهران، محاولة هجرة جماعية لمجموعة مشكلة من 36 شابا، جاؤوا من ثلاث ولايات مجاورة، لأجل ركوب أمواج البحر نحو الضفاف الإسبانية. وبحسب مصادر أمنية، فإن الشبان الموقوفين، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 25 و 30 عاما، تم القبض عليهم على مقربة من شاطئ كوراليز في مدينة عين الترك غرب وهران.
وعُلم أن الشبان الذين كانوا بصدد الإقلاع السري، تم توقيفهم خارج مسكن صيفي في كوراليز يتحينون فرصة الإقلاع على متن قوارب سريعة. وأسفرت العملية النوعية التي شنتها قوات الدرك عن حجز سترات نجدة وثلاثة أجهزة تحديد المسارات البحرية “جي بي آس”، إلى جانب 5 صفائح وقود بسعة 20 لترا لكل صفيحة.
هذه العملية الأمنية التي تدخل في سياق وضع حد لتزايد حالات ما يسمّى “الحرقة”، أي الانتقال والهجرة نحو الضفة الأوروبية، مكنت على الفور من التعرف على ستة منظمين لهذه المحاولة الفاشلة الرابعة على التوالي في أقل من 48 ساعة عبر سواحل وهران، بحيث تم ضبط قارب صلب طوله ثمانية أمتار مزود بمحرك قوته 85 حصانا بخاريا، وكافة معدات الإبحار السري، إلى جانب مبلغ مالي قوامه 280 ألف دينار بحوزة أحد أفراد التشكيل العصابي الخطير.
التحريات الأمنية تحت إشراف النيابة العامة المختصة في وهران، أسفرت عن مداهمة مستودع سري ملك لأحد أفراد العصابة، في إطار هذه القضية، كللت بحجز أسطول بحري ضخم مخصص لتسفير الحراقة، يتشكل من ستة قوارب نزهة مختلفة الأنواع والأحجام مزودة بمحركات قوة دفعها تتفاوت بين 60 و85 حصانا بخاريا.
ولم تكتف قوات الدرك بهذا الدور، بل امتدت العملية إلى مداهمة منزل غير بعيد عن المستودع، بموجب إذن قضائي، كللت أيضا بوضع اليد على 27 صفيحة بنزين بسعة 20 لترا، فضلاً عن مركبتين سياحيتين وأجهزة أخرى لنظام التموضع العالمي “جي بي آس”.
كما تم العثور على مبلغ مالي بالعملة الصعبة قدره 9505 أورو بحوزة العقل المدبر لهذا التشكيل العصابي “م. ش”، من مواليد 1980، يشتبه في كونه من عائدات تهريب الحراقة، إضافة إلى هواتف نقالة ذكية وشماريخ لمواجهة شبكات إجرامية أخرى احترفت هي الأخرى جريمة تهريب المهاجرين غير النظاميين إلى الجزر الإسبانية.
الأبحاث المبدئية المنجزة، أبرزت أن التشكيل العصابي الخطير كان يقوم بتأمين تهريب المهاجرين السريين بالعملة الصعبة بمبالغ تتراوح بين 4000 إلى 4500 أورو أي زهاء 900 ألف دج تكلفة الحراق الواحد، وذلك انطلاقاً من نقاط بحرية بضفاف عين الترك على متن قوارب نزهة فائقة السرعة تختزل مسافة الهجرة غير النظامية إلى أقل من ثلاث ساعات لوصول الإلدورادو الأوروبي المزعوم.
وأثبتت التحريات بعينها، أن المدعى عليهم في حال إيقاف، توزعت أدوارهم على استقطاب الراغبين في الهجرة غير الشرعية، وآخر يقابلهم على مقربة من مقهى وسط مدينة عين الترك، فيما يتكفل الفريق الثاني بجمع الأموال والدليل والقيادة.
وقد تم الاحتفاظ بالموقوفين الستة، رهن إشارة البحث القضائي الذي يجرى تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لتحديد باقي الإمتدادات الممكنة لهذا النشاط التهريبي الدولي الخطير، والكشف عن كافة الشركاء الآخرين والمهربين المطلوبين في حال فرار.

أوامر قبض دولية في حق “بارونات”
وتأتي حادثة وضع اليد على أسطول الحرقة وفرملة عصابات التهريب من سواحل وهران، في وقت تنامت عمليات اعتقال المطلوبين أمنيا وقضائيا في وهران وباقي مدن الوطن في المدة الأخيرة، مع تزايد حملات تفكيك عصابات تنشط في مجال تهريب البشر، باعتقال 23 شخصا في الفترة الممتدة من 11 جويلية إلى غاية كتابة هذه السطور.
كما يتقاطع هذا النشاط الأمني لكبح أنشطة التهريب الدولي، وأوامر بالقبض الدولي الصادرة عن النيابة العامة لمجلس قضاء وهران في حق أربعة أشخاص في العقدين الرابع والخامس من العمر، يشتبه بوقوفهم خلف عدة رحلات موت، انطلاقا من شواطئ وهران، من بينهم تجار وبائع مجوهرات ومالك “شركة” ينحدرون من ولايات وهران، الشلف وتيارت.
وتنظم مافيا الحرقة رحلات سرية على متن قوارب سريعة “فانتوم” بمبالغ مالية باهظة جدا تصل أحيانا 1 مليون دينار جزائري في مواقيت الاستقرار الملاحي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!