-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تقدير أم مقايضة؟

تقدير أم مقايضة؟

الرسالة التي وجهها “سعيداني” إلى الزعيم التاريخي حسين آيت أحمد والتي يدعوه إلى العودة عن قراره باعتزاله العمل السياسي.. هذه الرسالة تطرح أكثر من تساؤل حول الهدف من هذه المبادرة التي جاءت في ظرف سياسي حساس يتميز باصطفاف حزبي، أصبحت ملامحه أكثر وضوحا بعد الترتيبات التي أجراها الرئيس بوتفليقة في أعلى هرم السلطة والتي هيأ من خلالها الأجواء لاستمراره في الرئاسة.

الأكيد أن سعيداني ومن حثه على هذه المبادرة الكبرى للتحالف مع الزعيم حسين آيت أحمد الذي ظل يمارس معارضة راديكالية للسلطة منذ سنة 1962.. لم يفعل ذلك حبا في هذا الرمز التاريخي بقدر ما أقدم على ذلك بدافع الاستفادة من شعبية الرجل ومصداقيته لدى الشارع الجزائري لتجاوز الوضعية الدقيقة التي تمر بها السلطة.

 “إن اعتزالكم الحياة السياسية خسارة كبيرة نظرا لما كان من الممكن أن تكون عليه مساهمتكم الفكرية في حوار الأفكار… ومن الواجب على مساركم في الشرف والمثالية وما تجسدونه في الضمير الجمعي كرمز، المواصلة في إلهام الأجيال الحاضرة وأجيال المستقبل”… من كان سيصدق هذا الكلام من السلطة لو قيل قبل سنتين فقط عندما كان الزعيم آيت أحمد يتهم بالتآمر على كرسي الرئيس!؟

هل هي استفاقة ضمير جعلت السلطة تراجع موقفها من واحد من أنقى المناضلين الوطنيين قبل وأثناء وبعد الثورة التحريرية، أم هدف المبادرة هو استمالته لتحقيق مكاسب سياسية خصوصا بعد بروز أصوات معارضة بدأت تقلق السلطة لدرجة التضييق عليها ومنعها من عقد لقاء تنسيقي فيما بينها!؟ وعليه فإن صرخة سعيداني قد تكون صيحة في واد على أساس أن حسين آيت أحمد قد لا يعطي تزكية بهذا الحجم لوضع سياسي يدرك أكثر من غيره أنه أعوج.

 

عندما تعترف السلطة بالعمل السياسي الحقيقي، وعندما تقتنع بفكرة الديمقراطية التي تعطي الحق للشعب في اختيار من يحكمه وتعطي له الحق في اختيار من يمارس عمل الرقابة والمحاسبة، وعندما تعود للبرلمان قيمته، وعندما ترفع السلطة يدها عن الإعلام والقضاء والمجتمع المدني وحتى عن الطبقة السياسية، عندها لن تكون مضطرة لاستجداء أحد ولو كان بحجم الزعيم التاريخي وأبو الجزائريين جميعا “الدا حسين”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • بدون اسم

    المجاهد ايت احمد لا نقول عليه الى كما قال فيه رفيق دربه الزعيم الكبير احمد بن بله في تصريح لمجلة جون افريك ان ايت احمد قيائلي اكثر من هو جزائري هذا على لسان احمد بن بله

  • الجزائر العميقة

    تحليل فيه الكثير من الذاتية بل وعبادة الشخص،إن آيت أحمد رجل ثوري وطني لا أحد يقول عكس ذلك لكنه أحب الجزائر بطريقته التي قد لا تعجب الكثيرين ،ولنكن منطقيين فمثلما انتقد بن بلة لتفرده بالرأي ثم بومدين وو..إلى بوتفليقة الذي لم يسلم يوما من الإنتقاد الشديد..فآيت أحمد كذلك يؤاخذ على ماقام به في63 و بلده جريح.ثم خروجه إلى سويسرا للتنعم و الدراسة و الحياةو معارضة النظام بالتليكوموند..اليوم هو بحاجة إلى تكريم و عرفان لأنه من الرعيل الأول و سبق لبوتفليقةأن تصالح مع الكثيرين من فرقاء جيله كالتفاتة مروءة .