-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
المخرجون الجزائريون ينتقدون اكتساح التونسيين للدراما ويؤكدون

تهميش مقصود للكفاءات المحلية والإنفاق بسخاء على الأجانب

زهية منصر
  • 1706
  • 0
تهميش مقصود للكفاءات المحلية والإنفاق بسخاء على الأجانب
الشروق أونلاين

استعانة الدراما الرمضانية في الجزائر بمخرجين وتقنيين من تونس فتح نقاشا كبيرا في الساحة خاصة بعد المستوى الذي ظهرت به هذه الأعمال مقارنة بما تعود المخرجون الجزائريون تقديمه الأمر الذي دفع ببعض المتتبعين إلى طرح سؤال مفاده هل نحن أمام أزمة مخرجين؟ وكيف يمكن الاستفادة من تجربة الإنتاج المشترك في إطلاق عجلة الإنتاج الوطني.

هناك من اعتبر الحديث عن أزمة مخرجين في الجزائر إساءة للمخرجين الجزائريين بصفة مقصودة، كما وصفها المخرج محمد حازورلي الذي يعتقد أن كل شراكة يجب أن تكون على أساس احترام متكافئ في ميزانية الإنتاج. وتساءل المتحدث عن “استيراد” “مخرجين من الخارج” على حساب الجزائريين خاصة إذا تعلق الأمر بإنتاج أعمال لها علاقة بتاريخ وهوية الجزائريين. واعتبر المتحدث أن الاستناد إلى مبرر الكفاءة العالية للمخرج الأجنبي وفي التكنولوجيات الحديثة حجة واهية، ودعا المتحدث إلى ضرورة فتح حوار حول السياسة المتخذة من طرف المؤسسات المنتجة.

واستند حازورلي إلى تجربته الشخصية في إخراج حصص تلفزيونية في تونس في سوسة مع منتج سعودي في استوديوهات “زيني فلم ” لكن لم يكن هذا على حساب أي مخرج لأن المنتج لطفي زيني رحمة الله عليه شاهد حصص “أعصاب وأوتار” وأراد أن ينتج سلسلة مماثلة في تونس… وجد في “أعصاب وأوتار” نموذجا لبعث إنتاج جديد في نفس الأسلوب وطريقة الإخراج فأخرج سلسلة “قوص قزح” من هنا اعتبر حازورلي أنه ليس ضد الأعمال المشتركة شرط أن لا تكون على حساب الطاقات المحلية.

من جهته اعتبر المخرج عمار محسن الحديث عن أزمة مخرجين شيئا مبالغا فيه لأننا لا نملك عجلة إنتاج تسمح لنا بتقييم ما يقدم هنا ولا يمكن –حسبه- تجاهل مع قدمته الكثير من الأسماء الجزائرية للتلفزيون، وقد أصبح اللجوء إلى ظاهرة السلاسل الأجنبية موضة لكنها تفتقر إلى الروح الجزائرية. ويضيف المتحدث أن الكثير من تلك الأعمال جاءت مستلبة ومسلوبة الهوية.

على العكس تماما طالب عبد الحق بن معروف التحرر من القوالب الجاهزة التي طالما طاردت الإنتاج الدرامي عندنا من أزمة السيناريو وأزمة النص وغيرها. واعتبر بن معروف أن الاستعانة بالخيرات الأجنبية في المجال السمعي البصري لا يختلف عن غيرها من القطاعات. فلماذا نقبل باستقدام الصينيين مثلا في قطاع البناء والأشغال؟

وطالب بن معروف بضرورة خلق منظومة إنتاج متكاملة تسمح للطاقات بالبروز والإبداع لأنها موجودة وأثبتت نفسها حتى خارج الوطن وبإمكانها تقديم الأفضل لو وجدت المحيط المساعد.

بالنسبة للسيناريست حورية خذير فإن الأعمال التي أنتجت مع التونسيين أو السوريين صنعت الفارق لأنه تم الإنفاق عليها بسخاء.. على عكس الأعمال التي كانت تصوّر عندنا في السنوات السابقة عن طريق منتجين منفذين مع التلفزيون الجزائريين، حيث يتم تقليص ميزانية المسلسل إلى أقصى حد ممكن، فيتم تحريف السيناريو والحوار أو بالأحرى تشويهه. وتضيف المتحدثة أن المشكلة في منظومة كاملة بحيث يتم مثلا أثناء “الكاستينق” اللجوء إلى المعارف والأقارب بدل البحث عن المواهب أو استدعاء الفنانين المعروفين خوفا من دفع أجور مرتفعة لهم. وأضافت المتحدثة أن المشكلة الأساسية تكمن في الإنتاج، فنحن لا ننتج بالكمية التي تسمح لنا بالتقييم لأن المنافسة ستظهر النوعية حتما فحتى الآن نحن نفتقر إلى منتجين حقيقيين للأعمال التلفزيونية، فأغلبهم منتجون منفذون فقط.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!