-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تهويد فرنسا

تهويد فرنسا

الصراع من أجل كسب قلب “إسرائيل”، ما بين ألمانيا وفرنسا، بلغ درجة أدهشت “إسرائيل” نفسها، فقال أحد قادتها، إن ألمانيا تمكنت منذ السابع من أكتوبر، من أن تقفز إلى المركز الثاني، بعد الولايات المتحدة الأمريكية، كأقرب بلد لإسرائيل، وردّ عليه آخر، إن فرنسا اجتهدت من أجل هذا المركز، ولكنها لم تُصِب. وبين هذا وذاك، مازال الباب مفتوحا على مصراعيه، لأجل تقديم مزيدا من “القرابين” أمام صنم نتنياهو المهترئ.

قدمت فرنسا في العدوان على غزة، أكثر من أربعة آلاف مقاتل، منهم من يمتلكون جنسية فرنسية فقط، ومنهم مزدوجو الجنسية، ولا أحد في فرنسا انتقد “الفاجعة”، باستثناء صيحة برلماني، يبدو أن الصدى وحده، من ردّ عليه.

في سنة 2002 طالب شارون بعودة كل يهود فرنسا الذين وصفهم بالمتحضرين والمتعلمين إلى “أرض الميعاد”، فثار عليه جاك شيراك، وأفهمه بأن يهود فرنسا يعيشون ويموتون لأجل فرنسا وليس لأجل كيان آخر، بينما يوفّر إيمانويل ماكرون، كل الأسباب لأجل أن يعيش يهود فرنسا ويموتون من أجل الكيان الصهيوني، بل ويوفر الأسباب لتقوية الكيان بالمرتزقة من الذين لا بلدان لهم أو الذين يبيعون أرواحهم بدولارات معدودات.

عندما شاهد إمانويل ماكرون، المستشار الألماني أولاف شولتس، يرتدي القلنسوة اليهودية أو “الكيباه”، كما تسمى، بمناسبة عيد الأنوار اليهودي أو عيد الحانوكا كما يزعمون، انتقل إلى تهويد أكثر إثارة، عندما سمح بصلوات يهودية، في قصر الإليزيه في سابقة “مجنونة” في تاريخ فرنسا، في تهويد لقصر الحكم الفرنسي، الذي كان دائما مستعصيا على المسيحيين من أهل فرنسا.

لقد نافس ماكرون الرئيس الأمريكي بايدن في التقرب من اليهود، ويبدو أنه نافس حتى بنيامين نتنياهو، الذي أنساه المقاومون شيئا يسمى “عيد الأنوار”، بعد أن أطفأوا كل الشموع والأنوار التي حاول هو ومن سبقه من القادة الصهاينة، إشعالها في أرض فلسطين.

يشهد تاريخ الإنسانية والدول، على أن أهل الحضارات، هم من يتسببون في انهيار ما حققوه من سؤدد وأمجاد، ونتابع منذ جائحة كورونا، ومرورا بالحرب الأوكرانية، وأزمة الغاز، ووصولا إلى العدوان على غزة، بداية انهيار الإزدهار الغربي، في أذهان الناس، فقد فقدت ألمانيا احترام الناس، وفقدت فرنسا وغيرها من البلدان الغربية، التي ما آلمها مقتل الآلاف من الأطفال مع سبق إصرار صهيوني وترصد، بل وبمشاركة بالمال والعتاد والتشجيع وبالقلوب التي تخفق يهودية وصهيونية.

طال الأمد أم قصُر، فإن حرب غزة ستضع أوزارها، وسنعدّ قتلانا ونضمّد آلام جرحانا، ونحاول أن نرفع ملايين الأطنان من بيوتنا ومستشفياتنا ومساجدنا ومقابرنا المهدمة، وسنجد في منعرج أو رواق أو ربما نفق، هذا “الماكرون” أو “الشولتس”، يطلبان ودّا أو يحاضران عن الديموقراطية والتحضر والأخلاق، وحينها فقط سيعلمون بأن الغارات الإسرائيلية الجبانة، كانت تقتل أجساد الفلسطينيين، ومعها أرواح الغربيين.. اللعينة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!