-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
باع ضحاياه سكنات ترقوية وهمية واختفى عن الأنظار

توقيف أخطر محتال عقاري نصب على إطارات ومغتربين بوهران

ب/ يعقوب
  • 2013
  • 0
توقيف أخطر محتال عقاري نصب على إطارات ومغتربين بوهران
أرشيف

تمكنت المصالح الأمنية في وهران، من توقيف مشتبه فيه بالنصب والاحتيال على عائلات من وهران وولايات مجاورة، إضافة إلى مغتربين في عدة دول أوروبية وعربية، وحتى في كندا والولايات المتحدة الأمريكية، بعد ما أوهم هذا العدد الذي يفوق 80 ضحية، بتوفير مساكن ترقوية في حي “سيتي بيتي” في عاصمة الغرب الجزائري.
وذكر مصدر مطلع لـ”الشروق”، أن الجهود الأمنية المبذولة في سياق تفكيك شبكات النصب والاحتيال، كللت، قبل يومين، بالقبض على شخص من مواليد 1968 كان موضوع مذكرة بحث وطنية، صادرة عن نيابة الجمهورية لدى محكمة حي جمال الدين “فلاوسن حاليا” في وهران، لعدم مثول الشخص الموقوف أمام الضبطية القضائية تحت إشراف قضائي منذ شهر فبراير من السنة الجارية .وعلم في هذا السياق، أن المتهم تم توقيفه في المخرج الغربي لوهران، حيث مقر سكن عائلته، ليتم نقله إلى مقر الدائرة الأمنية القريبة، قبل تحويله إلى المصالح المختصة لبدء التحقيق معه .
وتلفت المعطيات الواردة إلينا، إلى أن الشخص الموقوف، كان كبد العشرات من الأشخاص، خسائر مالية معتبرة، بناء على مضامين العرائض التي وردت إلى المحكمة، التي تؤكد تعرضهم إلى نصب حقيقي نتيجة تسليمهم تسبيقات مالية معتبرة تتراوح بين 1 إلى 1.2 مليون دينار جزائري كشطر أول حسب نص العقد الذي يربط بين الضحايا والمتهم الموقوف، هذا الأخير كان ادعى إشرافه على مشروع سكني ترقوي تم تصميمه من قبل مكتب دراسات مؤهل، يضم حظيرة سيارات وكذا مساحة خضراء، على أن يتم دفع المبلغ الكامل على حصص أخرى كلما تقدمت نسب الأشغال.
وقالت المصادر بعينها، إن العديد من الضحايا سيتدفقون على المصالح الأمنية لتقديم شكاوى جديدة، بعد علمهم بتوقيف المشتبه فيه بالنصب، بغرض المطالبة بإنصافهم واسترجاع المبالغ المالية التي تقدموا بها مقابل شقق وهمية.
كما أن هناك ضحايا آخرين يعتزمون وضع شكاوى إضافية بمجرد دخولهم إلى الجزائر قادمين من خارج الوطن، حيث يقيمون في عدد من الدول العربية والأمريكية والأوروبية، من ضمنهم إطارات في شركات كبرى، يتوقع انضمامهم إلى قائمة المشتكين، لكونهم دفعوا بدورهم تسبيقات مالية عن طريق أقاربهم لهذا الموقوف، الذي ادعى امتلاكه شركة ترقية عقارية كبيرة، وقام بتسويق مشروع وهمي يضم 60 وحدة سكنية ترقوية غالية الثمن، عبر وسائط التواصل الاجتماعي “فايسبوك” تحديدا، مستعملا التزوير واستعمال المزور في محررات تتشكل من عقود صورية لبيع مساكن وهمية لا وجود لها على أرض الواقع، ولا يمتلك صاحبها العقار المخصص لذلك .

هويات مزورة باستخدام وثائق الضحايا
هذه الحادثة الخطيرة التي تعتبر من عمليات النصب الكبيرة التي حدثت في المدة الأخيرة في وهران أو ولايات أخرى بقطاع الترقية العقارية، سمحت لهذا الموقوف بالاستيلاء على مبالغ مالية كبيرة فاقت 10 ملايير سنتيم، حسب الأرقام المتداولة في الوسط الذي يشتغل على التحقيق المستمر، وذلك بعد الإيقاع بهذا “الصيد الثمين”، الذي ظل هاربا ويستعمل هويات مزورة لوثائق شخصية خاصة بزبائنه.
وتؤكد ذات المصادر، أن المتهم كان يتخذ من حي “سيتي بيتي” مقرا له، ويستقبل شخصيا عشرات الأشخاص ويعرض عليهم “تصاميم” خاصة بالمشروع الترقوي الذي قرر إنجازه في الحي نفسه، وبعد استلامه تسبيقات مالية معتبرة توارى عن الأنظار وأغلق هواتفه. هذه القضية التي استأثرت باهتمام ساكنة وهران، يتوقع أن تسفر عن نتائج تحقيق بشأن مصير أموال الضحايا وتأكيد إذا ما قام بتهريبها إلى الخارج أو لجأ إلى توظيفها في مشاريع احتيالية أخرى .
ويخضع المشتبه فيه بالنصب والاحتيال، إلى تحقيق دقيق للكشف عن مخطط النصب، وتحديد هويات شركاء مفترضين كانوا يقفون خلف هذا المخطط الاحتيالي، الذي سبق وأن أسقط في السابق عدة أشخاص نصابين على غرار (الفخامة، الأصالة والمنظر الجميل) الذين وقعوا في شراك الأمن في الفترة الممتدة بين 2020/2022، فيما يظل صاحب ترقية “سارل حدوش” فارا منذ 2017، للاشتباه بإبحاره سرا على متن قارب سريع إلى إسبانيا، للخلاص من فضيحته الكبرى، بعد ما راح ضحيته ما يربو عن 800 شخص من مدن جزائرية مختلفة وعشرات المغتربين .
وكان سعيد محجوبي، ممثل الفيدرالية الجزائرية للمرقين العقاريين في وهران صرح لـ”الشروق”، في أعقاب تفجر فضيحة “سارل حدوش” أن بعض الشركات الوهمية باتت تسيء إلى قطاع الترقية العقارية، وتساهم بالنصيب الأوفر في إلحاق الأذى بسمعته، بعد ما اتخذها بعض الغرباء فرصة لكسب المال السريع على حساب سمعة “شرفاء المهنة”، موجها نداءات إلى كافة الفاعلين في القطاع، بفضح هكذا ممارسات، والإسهام في تنظيفه من الدخلاء الذين زعزعوا ثقة الزبائن في القطاع.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!