توقّف الدراسة في المدارس تضامنا مع أستاذة باتنة

شهدت المؤسسات التربوية، عبر التراب الوطني، الأحد، وقفات احتجاجية ضد العنف في المدارس، تضامنا مع الأستاذة ريحانة بن شية، التي تعرضت منذ ايام لاعتداء بالسلاح الأبيض من طرف تلميذ بولاية باتنة، وطالب ممثلو المكاتب الولائية والفروع التابعة للمنظمات ونقابات الأساتذة بمزيد من التضامن والاستنكار لمثل هذه السلوكيات التي تهدد، حسبهم، موظفي قطاع التربية وتزرع الفوضى والخوف في المدارس.

وأكّد في هذا السياق، بوجمعة شيهوب، رئيس المنظمة الجزائرية للأساتذة في تصريح لـ”الشروق”، أن أغلب المؤسسات التربوية شهدت وقفة احتجاجية، يوم أمس، تضامنا مع الأستاذة ريحانة بن شية.

وقال شهيوب، إن توقيف الدراسة أمس، لمدة ساعة أو ساعتين، عبر مؤسسات تربوية هو احتجاج وتضامن، والتذكير بتحقيق بعض النقاط أهمّها تشديد المطالبة بإدراج قانون ضمن قانون العقوبات يجرّم الاعتداء على الأساتذة وخاصة الأستاذات اللواتي يمثلن اليوم نسبة   90 بالمائة في قطاع التربية، وهذا على غرار ما حدث في قطاع الصحة عند الاعتداء على أطباء مؤخرا.

وطالب المتحدث، بإجراءات احترازية على مستوى المؤسسات التربوية لعدم تكرار مثل هذه الجرائم الدخيلة على المدرسة الجزائرية، والتي من شأنها أن تتفاقم، وتصبح ظاهرة تهدد حرمة المدرسة، وأمن الأساتذة، وتعرض اغلبهم لخطر القتل.

ضرورة إعادة النظر في المناهج التربوية

وأكدت احتجاجات يوم أمس، على ضرورة إعادة النظر في بعض المناهج التربوية والتركيز على جانب القيم والأخلاق والروحانيات، وإعطاء أهمية للمتابعة النفسية من خلال متابعة أطباء لحالات استثنائية من التلاميذ، حيث أكد رئيس المنظمة الجزائرية للأساتذة، بوجمعة شيهوب، أن هذه الأخيرة طالبت قبل سنتين وذلك اثر حادثة اغتصاب أستاذات في برج باجي مختار، باتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم الاعتداء على موظفي قطاع التربية في المدارس، واليوم يجب حسبه، زرع القيم الأخلاقية وتعميقها من خلال تجديد بعض المناهج التربوية.

وذكر أن مطلب تغيير المناهج بما يتماشى مع زرع القيم والروحانيات، والأخلاق كان ضمن مقترحات مناهج الجيل الثاني والتي يجب أن تسارع وزارة التربية لتحقيقها اليوم، قبل تفاقم ظاهرة العنف والاعتداء بالأسلحة على الأساتذة.

إضراب شامل عبر مؤسسات التربية بولاية باتنة تضامنا مع الأستاذة ريحانة

وكان الاحتجاج والتضامن مع الضحية ريحانة بن شية، عبر مؤسسات التربية في ولاية باتنة مختلفا مقارنة بالولايات الأخرى، وذلك من خلال إضراب شامل عن الدراسة في الابتدائيات والمتوسطات والثانويات، للمطالبة بتوفير الحماية المادية والمعنوية للمربين، بعد تسجيل حالات اعتداء ضد العاملين في قطاع التربية، من طرف التلاميذ، مثلما وقع مع أستاذ اللغة الأمازيغية الذي تعرض للضرب من طرف مجموعة تلاميذ ترصدوا له خارج ثانوية بوكميش حواس ببلدية أولاد سي سليمان، أو التهديدات اللفظية التي يتعرضون لها من قبل عدد من الأولياء، قبل أن تقع كارثة طعن أستاذة اللغة العربية ريحانة وسط ساحة متوسطة السعيد عماري الأربعاء الماضي، مما استدعى قاضي التحقيق لدى محكمة نقاوس، إصدار أمر إيداع التلميذ “ع.هـ”، الحبس المؤقت عن تهمة محاولة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.

الاستجابة للحركة الاحتجاجية بلغت 100 بالمائة في بعض الولايات

وشارك الكثير من المؤسسات التربوية في ولايات شرق البلاد، في الوقفة التضامنية مع الأستاذة ريحانة بن شية، مطالبين الجهات المسؤولة باتخاذ كافة الإجراءات القانونية، ضد المعتدي ليكون درسا وعبرة لغيره، وحتى تبقى المؤسسات التربوية الملاذ الآمن للجميع.

وفي سياق متصل أكدت، النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم المتوسط، بأن الاستجابة للحركة التضامنية قد بلغت نسبة 100 بالمائة، مطالبة الوزارة المعنية، بالإسراع في سن قانون يجرم الاعتداء على الأستاذة، وقد عبر المحتجون عن ذلك بكتابات في لافتات رفعها موظفو القطاع بمختلف المؤسسات التربوية، ففي قسنطينة امتد الاحتجاج من المتوسطات إلى الثانويات التي توقفت تضامنا مع الأستاذة الضحية.

أساتذة يعتبرون الجريمة إهانة لكل القطاع التربوي

ودقّ أساتذة ابتدائية “تكور محمد” بسوق خميس بمعاتقة، من خلال وقفة احتجاجية ناقوس الخطر، حول ظاهرة العنف في المدارس وتهديد موظفي التربية، وطالبوا بضرورة التدخل العاجل لوضع حد لهذه التجاوزات والتصرفات التي تهدد حياتهم وتهين، حسبهم، عمال هذه المهنة “النبيلة” التي ربت أجيالا.

وعبر هؤلاء الأستاذة عن غيظهم الشديد جراء الاعتداء الوحشي بسلاح ابيض الذي تعرضت له زميلتهم في قطاع التربية بولاية باتنة، الأمر الذي أثار استياء عمال القطاع في مختلف الأطوار الدراسية،

المحتجون الذين أوقفوا التدريس لمدة ساعة، في لفتة منهم لمساندة زميلتهم، رفعوا عدة لافتات تحمل شعارات منددة بالاعتداء الوحشي المتواصل على الأساتذة، ومنها “لا خير في أمة يهان فيها المعلم” و”كرامة الأساتذة فوق كل اعتبار” و”قم للمعلم وفّه التبجيل أعطه حقه وكفى تأجيلا، نطالب بقانون يحمي المعلم”.

70 بالمائة من موظفي التربية يشلون المدارس في وهران

بدورهم توقف، صباح أمس، موظفو وعمال التربية عبر مختلف مؤسسات القطاع بولاية وهران، في حركة احتجاجية دعت إليها 11 نقابة مستقلة ممثلة لمختلف أسلاك التربوية والإدارية والمشتركة، بحيث تراوحت نسبة المشاركين في تلك الحركة التي شلت سير المهام التربوية والإدارية لمدة ساعتين ما بين 65 إلى 70 بالمائة، جلهم من سلك التعليم بالطورين المتوسط والثانوي، وهذا للاحتجاج ضد ما وقع لأستاذة اللغة العربية بولاية باتنة ومشرف التربية بولاية بومرداس من اعتداء “جبان” داخل الحرم المدرسي، وأيضا تضامنا معهما، مع المطالبة الملحة بسن قانون ردعي يجرم كل أشكال ممارسة العنف ضد مستخدمي القطاع.

للإشارة، فإن الأستاذة ريحانة بن شية، تعرضت لطعنة بخنجر غرز على عمق 17.42 سم، ما استوجب إجراء عملية معقدة، دامت ساعة ونصف، لاستلال السكين وإخراجها من دائرة الخطر، وأن المتهم جاء قرار حبسه طبقا لإجراءات التقاضي الخاصة بالقصر، قبل أن يودع جناح الأحداث بمؤسسة إعادة التربية حملة ـ 3 ببلدية وادي الشعبة، دائرة باتنة.

وقفة تضامنية في المؤسسات التربوية بالشلف

نظم، أمس، عمال القطاع التربية عبر كامل المؤسسات التربوية لولاية الشلف وقفة احتجاجية تنديدا بالعنف الممارس ضد الأستاذة ريحانة وحمل المحتجون لافتات كتب عليها “اليوم ريحانة وغدا أنت” و”لا للعنف اللفظى والجسدي ضد المربي”، “المعلم خط أحمر”، وجاءت هذه الوقفة التضامنية لتعزيز عمال القطاع موقفهم وإيصال رسالتهم التضامنية للسلطات العليا للبلاد عقب سلسلة الاعتداءات على المربين داخل الحرم التربوي من قبل غرباء وأولياء وتلاميذ بالمؤسسات التربوية، كما لقيت هذه الحادثة استنكار بعض ممثلي النقابات وجمعيات أولياء التلاميذ والمجتمع المدني، حيث طالبوا بضرورة تدخل السلطات العليا لسن قوانين تحمي الأستاذ وتعزز كرامته داخل وخارج المؤسسات التربوية للرفع من مستوى التعليم بالجزائر.