-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
طمعا في انهيار أسعارها ليلة العيد

جزائريون يؤجّلون شراء الأضاحي إلى الساعات الأخيرة..

راضية مرباح
  • 511
  • 0
جزائريون يؤجّلون شراء الأضاحي إلى الساعات الأخيرة..
أرشيف

أجّلت عديد العائلات الجزائرية شراء الأضاحي إلى الأيام الأخيرة أو حتى ليلة العيد، طمعا في انهيار أسعارها التي وصلت السقف هذا العام نتيجة المضاربة وانتشار السماسرة والدخلاء على القطاع، الذين ألهبوا السوق وحوّلوها إلى “ظلمة” بالنسبة لمن تراجعت قدرتهم الشرائية وجعلتهم يفكرون ألف مرة قبل اقتناء كبش العيد!
ورغم الوفرة التي تشهدها أسواق المواشي مع اقتراب العيد، ورغم نقاط البيع العشوائية وحتى المنظمة التي عمّت الطرقات والأحياء، غير أن فئة كبيرة من العائلات تخلفت هذه المرة عن شراء الأضحية والنحر في سنة استثنائية لم تكن لصالحهم، نظرا للغلاء الفاحش الذي تعرضه مختلف الأسواق سواء على مستوى الموالين أو حتى الوسطاء.

تأجيل الشراء أملا في انخفاض الأسعار
يقول عبد الحفيظ كحل الرأس موّال وبائع ماشية ينشط بأعالي العاصمة، إن الشراء انخفض كثيرا مقارنة بالسنوات الماضية بسبب ارتفاع الأسعار، مشيرا إلى أن بعض الزبائن تخلّوا عن شراء الأضحية، فيما فضّل آخرون تأجيل الشراء إلى ليلة العيد، أملا في انهيار الأسعار أو لجوء الموّالين إلى تخفيضها، وهو ما وصفه المتحدث بالمغامرة أو “التقمار” لاسيما أنّ الموسم الماضي سجّل نقصا كبيرا في رؤوس الماشية.

انهيار الثمن في آخر يوم.. مستحيل
ويرى المتحدث أنّه من المستحيل انهيار الأسعار قبيل العيد مثلما يظنه البعض، معللا ذلك بالقول إن السمسار أو التاجر يكون قد اشترى بسعر مرتفع فلا يمكن له أن يخفض الثمن حتى لا يتعرض للضرر والخسارة.
وأضاف أنّ الوسطاء و”البزناسية” انتشروا كثيرا هذا العام حتى أنّ الأضحية قد تصل إلى المشتري من اليد الخامسة أو السادسة وهو ما يفسر هذا الارتفاع الذي وصل السقف، داعيا المواطنين إلى اللّجوء إلى المربي والموال صاحب المزرعة، ضمانا للجودة والأسعار المعروضة التي تكون في الغالب معقولة وأقل مما هو معروض بالأسواق الفوضوية التي تزيد من 10 آلاف إلى 15 ألف دينار للرأس، وتطرق بالمناسبة إلى المتاعب التي تحاصر الموال ومنها تربية المواشي التي تتطلب الكثير من الصبر والمثابرة بالموازاة مع ارتفاع أسعار الأعلاف والشعير لاسيما وأن الخروف الواحد يستهلك قرابة 3 كلغ في اليوم، فلنا ان نتصور المجموع خاصة في الشهور الأولى .

العرض فاق الطلب والأسعار بقيت مرتفعة.. فأين الخلل؟
من جهته، تساءل رئيس المنظمة الجزائرية للدفاع عن المستهلك، محمد عيساوي في تصريح لـ”الشروق”، عن الخلل الحاصل في سوق الأضاحي هذه الأيام، حيث العرض يفوق الطلب بكثير غير أن الأسعار لم تستقر وتعرف ارتفاعا فاحشا يخالف تماما قانون السوق، مشيرا إلى أنّ الوفرة موجودة مقارنة بعدد الأسواق والنقاط البيع المتنوعة وعدد الكباش المعروضة مقابل انخفاض عدد المشترين الذي وصفه بالضئيل لكن بالمقابل ارتفعت الأسعار عوض أن تنخفض وهنا يحدث الخلل حسب ما أكده عيساوي.

اقتناء الأضحية في آخر يوم رهان وسلاح ذو حدين
وقال رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك، أنه لوحظ عزوف المستهلك عن اقتناء أضحية العيد هذه السنة بسبب تراجع القدرة الشرائية مقابل ارتفاع الأسعار خاصة بالنسبة للعائلات متوسطة الدخل، معتبرا من يتردد في اقتناء الأضحية أو تركها لآخر يوم، مراهنة منهم على انخفاض الأسعار، سلاحا ذا حدين حيث يمكن – حسبه – أن يكون هناك انخفاض ولو نسبي لكن سيترك المستهلك نفسه في ضيق خلال الساعات الأخيرة التي يمكن أن يلجأ فيها حتى الموال لاستغلال هذه الفرصة من أجل الربح الوفير.

كبار الموّالين يحتكرون السوق وإعادة النظر في البطاقات ضرورة
وأشار المتحدث أن هناك 3 ولايات تحتكر السوق الوطنية مثل الجلفة والنعامة…حيث يتحكم في العملية كبار الموّالين الذين يحتكرون السوق في ظل غياب المنافسة، فهم الذين يحدّدون الأسعار الأمر الذي يتطلب –حسبه- تدخل المصالح المعنية مثل مختلف الشركات العمومية للحوم الحمراء بغية توفير فضاءات لضمان أسعار معقولة للمستهلك وتساهم بالتالي في انخفاض الأسعار بالأسواق الأخرى، كاشفا عن دراسة قامت بها المنظمة أثبتت تباينا في الأسعار بين العام الماضي وهذه السنة بنسبة ارتفاع تراوحت بين 30 و40 في المائة، كما دعا بالمناسبة الجهات المعنية إلى ضرورة أخذ التدابير اللازمة من اجل إعادة النظر أو فتح تحقيق في قضية بطاقة الموّال من أجل تحديد المنتسبين الحقيقيين لهذه المهنة من المزيفين بسبب التحايل الذي فرض علينا ما نعيشه اليوم من أزمات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!