جزائريون يتهافتون على “السيرفرات” لمتابعة المونديال القطري

تعرف سوق أجهزة استقبال القنوات والخوادم (السيرفرات) تهافتا ملحوظا، بحثا عن النافذة التي تسمح بمتابعة مباريات كأس العالم المرتقبة خلال أيام في قطر، حيث تبقى هذه الأجهزة والبرامج أفضل بديل لمتابعة الحدث العالمي.

“السيرفر”، هي الكلمة الأكثر تداولا هذه الأيام بين عشاق مباريات كرة القدم، والمتطلعين لمتابعة المونديال القطري. والهَمُّ المشترك بين هؤلاء يتعلق باقتناء أحسنها  من ما تفتح أكبر عدد من القنوات دون انقطاع، وهو الأمر الذي يشغل حاليا بال العديد من الجزائريين الذين يرفضون عرض المؤسسة الحاصلة عل حقوق بث مباريات كأس العالم، الذي يبقى مرتفع الثمن، حيث يقترب الاشتراك السنوي من قيمة 5 ملايين، بينما حددت قيمة متابعة كأس العالم خلال شهر بـ 22000 دج وهي قيمة معتبرة.

ويتم تداول بعض العلامات منها بقوة لأنها الأنجع في فك التشفير، بينما هناك برامج متعددة لتوفير هذه الخدمة التي تبقى غير قانونية وممنوعة، وهي نوع من القرصنة التي اختصت فيها بعض الجهات وطورتها بشكل “فظيع”.

عروض مغرية تكسر الاحتكار

يمكن أيضا الحصول على برنامج يفتح القنوات المشفرة ويسمح أيضا بمتابعتها دون الحاجة إلى القصعة أي الهوائي المتمثل في الجهاز المقعر، وهو ما يعرف باسم نظام “إي بي تي في” (IPTV)، والذي يشتغل بخط الانترنيت مباشرة دون الاستعانة بالهوائي، والصورة في هذا النظام تكون مختلفة عن تلك التي يعمل بها الهوائي لكنها تتطلب تدفقا كبيرا في الانترنت حتى تعطي صورة واضحة ودون انقطاع. ويبدأ سعر هذا البرنامج من 2000 دج تسمح بفتح القنوات المشفرة بصفة عادية لمدة سنة كاملة، بينما يدوم نظام، “إي بي تي في” مدة 6 أشهر، وهو الخيار الذي يميل له العديد من الجزائريين، فهو يسمح لهم بمتابعة كل مباريات كأس العالم، وكذا البطولات الأوروبية غير أنّه لا يمكن فتح القنوات الناطقة بالعربية بصفة عادية بل تفتح فقط عبر نظام “إي بي تي في” الذي لا يحبذه أغلبية المتابعين نظرا لضعف تدفق الانترنيت، ولهم بديل آخر يكمن في متابعة قنوات بين سبورت الناطقة بالفرنسية، التي يمكن مشاهدتها بالهوائي بصفة عادية بعد استعمال ” الخادم”.

أمّا الخيار الآخر، فيكمن في فتح القنوات الأوروبية و”بين سبورت” الفرنسية، التي تغطي كل مباريات كأس العالم، ويمكن متابعتها بصفة عادية وبجودة عالية ودون انقطاع، وذلك عن طريق “خادم” يقدر سعره بـ 1300 دج فقط، الذي يبقى صالحا لمدة سنة كاملة ويكفي أن يكون تدفق الانترنيت 4 ميغا لمتابعة القنوات بصفة عادية.

كل هذه الخدمات “غير القانونية”، يمكن الحصول عليها من عند المختصين في تسويق أجهزة الاستقبال وإصلاحها، كما هو الحال بمدينة العلمة المعروفة بتجارة الهوائيات ولواحقها. ويكفي أن تحضر جهازك الخاص باستقبال القنوات والذي يشترط أن يكون من النوع الحديث مع التركيز على بعض العلامات المتطورة في هذا الشأن، وبمجرد أن تسلمه للمختص يقوم بتحميل “السيرفر” لتفتح أغلبية القنوات بصفة عادية، وذلك في عملية لا تستغرق 5 دقائق، لتأخذ تسمية القنوات لونا مغايرا، وتغير اللون إلى الأخضر أو الأصفر يعني أن القناة مفتوحة. والأمر فعال مع الأجهزة الحديثة الصغيرة التي لا يتجاوز حجمها كف اليد. والعملية خاصة بالقمر الصناعي “أسترا” الذي تسيطر عليه الدول الأوروبية في مقدمتها فرنسا وألمانيا وإسبانيا.

لا وجود للتشفير في قاموس الآسيويين

وحسب العارفين بالميدان الذين تحدثت إليهم “الشروق اليومي”، فإن “السيرفر” من اختصاص الآسيويين بالدرجة الأولى، الذين قطعوا شوطا كبيرا في فك تشفير القنوات وتطويرها في كل مرة. فرغم حرص الشركات الأصلية على تنويع التشفير إلا أن المختصين في القرصنة يردون عليهم بـ”سيرفرات” تفكك الشفرة، وتسمح بفتح القنوات بصفة عادية. وقد أصبح الأمر متاحا لمؤسسات تنتشر بقوة في شرق آسيا وتعمل على ترويج برامجها عبر مختلف بلدان العالم خاصة بالدول العربية.

وفي الجزائر تعرف هذه التجّارة تطورا رهيبا وتبدو سهلة للغاية، ويكفي القيام بعملية تحميل وإدخال الرمز للتخلص من التشفير ليصبح المجال مفتوحا لمتابعة مختلف المنافسات الكروية.

وبما أنّ الخط ساخن في الاستيراد من دول شرق آسيا، فإن بعض المستوردين الجزائريين أصبحوا يقتنون أجهزة استقبال مدعمة بهذه الخدمة من المنشأ الأصلي، والتي تسمح بفتح القنوات مباشرة دون الحاجة إلى أي تحميل، وهي طريقة أخرى لمتابعة كأس العالم دون الحاجة إلى الاشتراك في برامج الشركات المحتكرة، رغم غياب المنتخب الجزائري عن الموعد الكبير.