-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
منهن أمينة، نعيمة، صبيحة

جزائريون يحنُّون إلى زمن مذيعات الربط في التلفزيون

سمية سعادة
  • 5369
  • 2
جزائريون يحنُّون إلى زمن مذيعات الربط في التلفزيون

أمينة، حفيظة، فضيلة، فتيحة، نعيمة، صبيحة.. كلُّها أسماء ما زالت محفورة في ذاكرة الجزائريين على الرغم من أنها تعود لمذيعات برزن في سبعينات وثمانينات القرن الماضي.

ومازالت هذه الوجوه توقظ في المشاهدين ذكريات دافئة من الزمن الجميل الذي بات المجتمع يحن إليه بما فيه الجيل الجديد الذي اكتشف ضراوة هذا العصر الذي نعيش فيه.

ويبدو ذلك جليا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي تتقاسم مع المتابعين صورا قديمة لمذيعات الربط في التلفزيون الجزائري أثناء تلك الفترة الذهبية التي تحمل عبق الماضي.

ومن أبلغ التعليقات، ذلك التعليق الذي قالت فيه “أمينة.م” : “أيام البركة، عندما كان التلفزيون يبدأ بثّه على الساعة الخامسة مساء، وينهي إرساله على الساعة الحادية عشرة ليلا، وكانت الحشمة والاحترام والوقار..إنّه زمنٌ ليس كزماننا هذا أنترنت، وبرابول، إلى غير ذلك من الوسائل الحديثة لكن من دون طعم”.

ولا يختلف رأي بلال.ب عن رأي السيدة أمينة، فهو يحنُّ من جهته إلى ذلك الزمن، فيقول: “كان زمنا جميلا تميّز ببرامجه الرائعة من حيث مضامينها، حتى وإن لم أعشها، لأنّني ولدت بعد تلك الفترة، لكنّني سمعت عنها ممّن عاشوها، وعرفت أيضا أشياء عنها عبر الانترنيت”.

ويتذكّر كثير من الجزائريين أسماء تلك المذيعات وهم يتأسفون لرحيل ذلك الزمن الجميل الذي تميّز بالبرامج الهادفة، ومحتوياتها الغنيّة التي “كانت تسمح للعائلة الجزائرية أن تتحلّق حول شاشة التلفزيون، والقناة الجزائرية الوحيدة التي كانت تزرع الابتسامة على الوجوه، وترفّه عن النفوس، دون أن يشعر أفراد العائلة بالحرج ويضطرون إلى مغادرة أماكنهم خجلا” تقول سمية.

تأبى ذاكرة مولود بن مرزق أن تنسى هذه الفترة الجميلة، حيث يقول : “هناك بعض المذيعات في فترة السبعينات والثمانينات التحقن بالرفيق الأعلى، يرحمهنّ الله، وبعضهنّ ما زلن على قيد الحياة، ونحن ندعو لهنّ الله أن يحفظهنّ”. مضيفا بشيء من النكتة “في بعض الأحيان، كانت النساء في تلك الفترة ينسين قدور الطعام على النار، فيحترق الأكل بسبب الأفلام المصرية التي كانت تُبثُّ في تلك الفترة، وكثيرا ما تسبّب ذلك في طلاق بعض النساء، وترك أفراد العائلة من دون عشاء”.

وتعلّق سيّدة وقّعت رأيها باسم “حضرية بن” بالقول: “يا سلام على ذلك الزمن الجميل، السبعينات والثمانينات، ليته يعود يوما..”.

أمّا علي بوجمعة، فكتب يقول: “يا زمان الحضارة والثقافة والأصالة في جميع الميادين، أين اختفيت، لقد اختفيت مع أهلك وناسك، وداعا أيُّها الزمن الجميل..”.

ومع أنّ دوام الحال من المحال، إلا أنّ الصور الجميلة التي تعلق بالذاكرة الجماعية، من المستحيل أن تُمحى بسهولة، لأنّها حفرت مجراها مثل النهر الهادئ الذي تورق الأزهار والنباتات على جنباته، على عكس السيول الجارفة التي تجرف كلّ شيء يقف أمامها من دون رحمة ولا شفقة، وذلك هو حالنا اليوم مع كثرة القنوات ووسائل الإعلام والاتصال، وكثرة الوجوه التي تطلُّ علينا يوميًّا من خلف شاشات التلفزيون، وكثيرٌ منها لا يحترم ذوقًا، ولا يعير اهتمامًا لما تتطلّبه تلك الإطلالة من ثقافة، أو حشمة، أو لباقة، وهذا ما يُساهم في زيادة القلق لدى الناس بدل أن يكون التلفزيون متنفّسًا لتفريج الهموم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • banix

    اتذكر هؤلاء الجميلات لما كن يختمن تقديم البرامج بهذه الجملة: طابت جلستكم. حينها كنت أجلس امام التلفاز على علبة السمن المعدنية من نوع صومعة.

  • وسيم

    الجميع يترحم على الزمن الجميل، لكنهم لا يعرفون السر، السر أن البلد كانت مستقلة حديثا، وثقافة الاستعمار وحضارته مازالت في حالة جيدة، إضافة الا انه كان هناك أشخاص لديهم نوايا طيبة تجاه البلد، ونوع من العدالة الاجتماعية بفضل إشتراكية بومدين رحمه الله، كانت الجزائر تشبه إسبانيا، قبل أن يأتينا الجزائريين الأفغان ويحولوها ليجعلوها تشبه أفغانستان، مؤامرة تعرضت لها بلدنا لإرجاعنا للقرون الوسطى عبر جماعات الإسلام السياسي، وقد نجحوا في ذلك للأسف الشديد.