-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أكّدوا أن حفظ النفس أولى من الترفيه

جزائريون يقطعون عطلهم ويتخلون عن برامجهم الصيفية بسبب كورونا

كريمة خلاص
  • 1208
  • 0
جزائريون يقطعون عطلهم ويتخلون عن برامجهم الصيفية بسبب كورونا

قلبت الوضعية الوبائية الكارثية جرّاء ارتفاع منحنى إصابات فيروس كورونا موازين حياة الجزائريين الذين كانوا يتطلعون إلى قضاء موسم اصطياف ممتع، فكل التحضيرات باتت في خبر كان، بعد أن عصفت التهديدات الصحية والإجراءات المشددة المتخذة من قبل السلطات لحصر الوباء بكل البرامج العائلية.

ورغم أنّ الجميع مدرك لأهمية التدابير الاستثنائية خصوصا الحجر الصحي الذي يمتع التجوال بعد الثامنة مساء إلا أنّهم تحسّروا لما آلت إليه الأوضاع ولحتمية قضاء عطلهم السنوية في البيوت خوفا من العدوى للموسم الثاني على التوالي.

وتشهد معظم المدن الجزائرية حالة ركود تامة بسبب اعتماد إجراءات استثنائية أمر ينعكس سلبا على المداخيل والمردودية الاقتصادية، وبالتالي على القدرة الشرائية المتدهورة أصلا ومن أكثر القطاعات تضررا قطاع السياحة والإطعام والفندقة والصناعات التقليدية وغيرها من النشاطات التي لطالما كان يسترزق منها الشباب في موسم الاصطياف على شواطئ البحار، غير أنه يراعي أولوية الأولويات وهي حفظ النفس البشرية.

وبمجرد دخول التدابير الاستثائية حيز التطبيق تحوّلت غالبية المدن والأحياء إلى مدن أشباح، حيث حرص معظم السكان على التباعد والبقاء في البيوت، بعدما لاحظوا من تجاوز الأمور في المصالح الاستشفائية، فيما سارع آخرون إلى الغاء برامجهم السياحية، أمّا من كان يتواجد في عطلة مطولة ففضل العودة السريعة وقطع عطلتهم صونا لحياته وحياة غيره.

وأجمع غالبية من تحدثنا إليهم بأن الوضع قاس جدا ومؤلم، غير أنّ حفظ النفس البشرية أولوية الأولويات في الوقت الحالي وهو ما يجعلهم أكثر تفهما وحرصا على الالتزام إلى حين تجاوز الوضع الخطير الذي يفقدهم يوميا أفرادا من عائلاتهم ومعارفهم.

وفي هذا السياق أوضح بن حليمة مسعود المختص في علم النفس أن الجميع بحاجة إلى تغيير وعطلة وموسم راحة، لكن قبل كل هذا يجب أن يتمتع الإنسان بثقافة صحية عالية وأن يكون مسؤولا عن تصرفاته.

وأضاف بن حليمة أن الجزائر كانت من بين الدول الأقل ضررا من وباء كورونا إلى أن جاء موسم الاصطياف وتسبب تهور المواطنين في الكارثة، فالتهور في مثل هذه الظروف يؤدي إلى الانتحار، إذا لم يؤمن الإنسان نفسه ولم يحترم إجراءات الوقاية.

وتحدّث المختص النفسي عن التجمّعات الكبيرة غير المؤمنة للمواطنين في المقاهي والأعراس وفي المتنزهات لذا لا بد أن نرجع إلى الواقع ونحتاط جيدا.

وأردف المختص أن واجب الدولة الأول هو حماية مواطنيها من المخاطر الصحية مهما بلغت التشديدات فالحجر الصحي أفضل من الموت، لذا ما على المواطنين إلا الصبر والتريث إلى حين تجاوز الأزمة بعدها يمكن للجميع تجسيد برامجهم الترفيهية.

وفي الأخير دعا المختص الجزائريين إلى التحلي بسلوك حضاري ووعي كبير لتجاوز هذه المحنة بأقل الأضرار والتخلي عن الأفكار البدائية التي ستؤدي به إلى الهلاك.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!