-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
جمعيات ومحسنون في حملات واسعة لجمع التبرعات

جزائريون يهبُّون لنصرة غزة

كريمة خلاص
  • 12037
  • 0
جزائريون يهبُّون لنصرة غزة
ح.م

لم ينتظر الجزائريون طويلا لإطلاق حملات التضامن والإغاثة لنصرة الفلسطينيين في غزة، على إثر القصف العدواني الذي يطالهم من قبل إسرائيل ردّا على “طوفان الأقصى”، حيث بادرت العديد من الجمعيات الناشطة في مجال الإغاثة الدولية إلى تكثيف حملاتها لجمع التبرعات والدعم ومؤازرة الضحايا العزل الذين فقدوا أهاليهم ودمرت منازلهم وسوّيت بالأرض فأصبحوا بلا مأوى ولا معيل.
وتقدم هذه الجمعيات الإنسانية صورا مشرفة تعكس حجم تمسك الجزائريين وإيمانهم بنصرة القضية الفلسطينية وعدالتها ومسؤولية الوقوف إلى جانبها ماديا ومعنويا. وفي هذا السّياق، كشف أحمد ابراهيمي، رئيس جمعية البركة للعمل الخيري والإنساني، في تصريح لـ”الشروق”، عن إطلاق حملة “الوعد المفعول” على إثر التطورات الخطيرة التي آلت إليها الحرب على غزة بعد هجوم المقاومين الفلسطينيين والاختراق الحقيقي وتسجيل نقطة القوة ولجوء الاحتلال للانتقام وتهديم البيوت وقتل السكان ما انجر عنه، أكثر من 200 ألف شخص في الشوارع بلا مأوى لها ولا أكل ولا شرب.

حملة “الوعد المفعول” لإغاثة ضحايا العدوان الإسرائيلي
وأوضح ابراهيمي أنّ “جمعية البركة للعمل الخيري والإنساني مهتمة بالقضية الفلسطينية والعمل لصالحها منذ سنوات طويلة، وبالنظر للمستجدات، فإن الواجب يفرض الوقوف إلى جانب إخواننا في فلسطين وهذه الحرب المدمرة والمحنة الشديدة غير المسبوقة، بحسب وصف رئيس مكتب الجمعية نظرا لحجم الدمار والقصف والتقتيل فكل الحروب الأربعة السابقة لم تصل إلى درجة القصف الحالي”.
وفي أولى العمليات التضامنية والإغاثية أطلقت الجمعية حملة “الوعد المفعول” ولجأت إلى فتح المآوي في غزة التي تضم الآلاف من الأشخاص في مدارس ومقرات يجتمع فيها الناس ويوزع عليهم الأكل والشرب والأغطية والأدوية كما تمّ تزويد كل سيارات الإسعاف بالبنزين، لأن المشكل كبير جدا في هذا الجانب والأخطر هو استهداف سيارات الإسعاف مستشهدا بقصف الاحتلال 6 سيارات إسعاف أوّل أمس وهو ما يؤكد أنّ العمل الإغاثي أمام تحد كبير.
وأضاف ابراهيمي أنّ اختيار عنوان الحملة “الوعد المفعول” كان مصداقا لقول المولى تعالى ولربط الناس بدينهم والتأكيد أنّ هذه المعركة هي معركة الجميع وان الألم الفلسطيني هو ألمنا جميعا، فالقضية الفلسطينية جزء من التاريخ المشترك مع الأمة العربية والمسلمة.
وأثنى رئيس جمعية البركة على الالتفاف الكبير والسخاء من قبل الجزائريين الذين عوّدونا على الانضمام لهذه المبادرات وعدم التأخر لتلبية النداء.

وصول أولى المساعدات للمتضررين من القصف
وأشار ابراهيمي إلى وصول أولى المساعدات للمتضررين والناجين من القصف في المآوي التي تشرف عليها الجمعية وتواصل استقبال الإمدادات بغزة، حيث دعا إلى الاستمرار في الدعم لأنّ الحرب دمرت كل شيء قائلا: “اليوم يجب أن نقدم ما استطعنا وأن لا نبخل ولا نتردد ونتغاضى عن جميع الحسابات لأن الأمر متعلق بالأرواح ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا… إخواننا في غزة بحاجة إلى جميع أشكال المساعدات من أكل وشرب وأغطية وأدوية وتوريد سيارات الإسعاف والجرّافات، حتى مواد التنظيف بالنظر إلى المآوي التي تضم آلاف الأشخاص، إذ نخشى انتشار الأمراض فيها اليوم”.

وأردف: “نحن بحاجة إلى كل صغيرة وكبيرة فهذه أيّام عظيمة وتاريخية ستكون منعرجا حاسما في القضية، إننا مقبلون على الحرب الشاملة وكل المنطقة ستهتز لها.. فالأعداء يدعمون الكيان الصهيوني ويمدونه بالدعم العسكري والمقاتلين والمرتزقة والأمور تتطور”.
وطمأن المتحدث المتبرعين والمحسنين ببلوغ مساعداتهم فالجمعية تحوز خبرة ودراية في مجال إيصال المساعدات وقت الحروب وأرسلت دفعات أولى، لكنها أمام حجم الدمار تبقى لا تساوي شيئا وتحتاج إلى المزيد خاصة مع استمرار الوضع لأيام طويلة كما هو متوقع ونظرا لوحشية القصف والهجوم.”
ونقل ابراهيمي أحمد رئيس جمعية البركة امتنان الفلسطينيين للموقف الجزائري المشرف والتضامن المستمر معهم فهم، كما أكده، يقولون: “ليس لنا إلا الله في السماء وشعب الجزائر في الأرض”.

“السهم” لإغاثة الغزاويين الأرامل والأيتام والمعاقين
من جانبه، أعلن حاجي محمود الأمين العام لجمعية الأيادي البيضاء الجزائرية وهي جمعية خيرية تعنى بجميع القضايا الخيرية يتضمن قانونها الأساسي دعم الشعب الفلسطيني والصحراوي عن إطلاق حملة لمساعدة الفلسطينيين في غزة وهي حملة تضاف إلى الدعم السنوي الذي تقدمه في رمضان والدخول المدرسي وعيد الأضحى، غير أنّ الظروف الصعبة والحرجة تتطلب رفع الوتيرة وتكثيفها.
وأوضح المتحدث أنّ المرحلة الحالية تشبه حرب 2008 عندما قررت إسرائيل قصف جميع مباني غزة دون تمييز وهي تقوم بعملية انتقامية ردا على اجتياح المقاومة الفلسطينية لهم.
وقال حاجي محمود: “نحن ندعم الشعب الفلسطيني الأعزل داخل القطاع من خلال جمع أموال وتحويلها إليهم حيث أطلقنا حملة “السهم” الذي تقدر قيمة السهم الواحد بمليون سنتيم، خاصة أنّ الوضع كما يؤكده لنا أعضاء مكتبنا في غزّة كارثي، فالغزّاويون باتوا لاجئين داخل القطاع المحاصر”.
ومباشرة عقب انطلاق القصف الإسرائيلي انطلقت الحملة التي عرفت تجاوبا معتبرا من قبل الجزائريين الذين يدهشون بعطائهم وتبرعاتهم من أجل نصرة القضية الفلسطينية من جميع أنحاء العالم ومن داخل الوطن.
وأضاف المتحدث أن الجزائريين يتبرعون وهم فرحين رغم المأساة فهم فرحون بخطوة المقاومة داخل المستوطنات الإسرائيلية التي بعثت النشوة والفخر وقوّت الإيمان بالنصر، ومن الجزائريين كثر من يطالبون الجمعية حسب الأمين العام بمساعدتهم للدخول إلى غزة والجهاد في سبيل الله، ويتحسرون عندما نجيبهم بعدم الإمكانية باعتبارنا جمعية إغاثية وفقط.
وقامت الجمعية بتوزيع أولى المبالغ التي تم تجميعها على المحتاجين والضحايا بالاستعانة بمكتبها في غزة الذي يتوفر على قائمة بأسماء المحتاجين وهي قائمة لا تقل عن 5 آلاف شخص في مناطق مختلفة في الشمال والوسط والجنوب، وهي قائمة تزيد في مرحلة القصف والعدوان، وتضاف إلى نحو 500 يتيم تعيلهم الجمعية شهريا وأسر الأسرى في السجون الإسرائيلية.

“يد بالعطاء ويد بالدعاء”.. لدعم وإعمار غزّة
بدوره، أكد المكي قسوم رئيس جمعية الإرشاد والإصلاح الجزائرية، في تصريح لـ”الشروق”، أنّ جمعيته تتابع تطورات الوضع في غزة وعقب القصف الاسرائيلي مباشرة أطلقت حملتها “يد بالعطاء ويد بالدعاء” من أجل دعم الفلسطينيين وهي تتابع للعمل الإنساني الذي تختص به الجمعية منذ تأسيسها، حيث تتابع الجمعية الحصار المفروض والوضع المزري والاعتداءات على أهلنا في المسجد الأقصى وسحل النساء والاستقواء على الضعفاء والمستضعفين وتداعيات ذلك.
وأوضح المكّي أن العدو الصهيوني ينتقم من الحاضنة الشعبية للقضية الفلسطينية في غزة وكل المدن الفلسطينية من أجل أن يثوروا ضد مقاومتهم لذلك كان معظم الشهداء من الأطفال والشيوخ والمدنيين العاجزين، الذين لا يجدون حيلة.
وأكّد المتحدث أنّ الجمعية لها آلياتها وطرقها في إيصال المساعدات والدعم، فهي تكفل منذ سنوات أرامل الشهداء والأيتام والمعاقين وتنفذ مشاريع عديدة في مناسبات مختلفة، لذا لا داعي للقلق على وصول المساعدات التي سيستلمها مستحقوها، فالمهم الآن هو الالتفاف على هذه الحملة التي تعرف مع بدايتها تجاوبا مقبولا سيتعزّز إن شاء الله في الأيام المقبلة بما يشرف الجزائر شعبا ودولة، فالغزاويون يحتاجون كل شيء الماء والغذاء والدواء والحفّاظات والكهرباء فالعدو دمّر كل شيء حتى المساجد الأثرية والقديمة سويت على وجه الأرض والعدوان طال كل شيء ولذلك سيكون الإعمار جانبا مهما، حيث تتعامل الجمعية مع هيئة الإعمار في فلسطين، وستكون هنالك إغاثة عاجلة أولى ثم تتبعها إغاثة إعمارية في الجانب الإنساني البحت.
وفي الأخير أعرب المكي قسّوم رئيس جمعية الإرشاد والإصلاح عن أمله في تقّدم جميع المحسنين من أغنياء وموظفين وعمال كل بما استطاع من أجل مساعدة إخوانهم فالحرب شرسة ومدمّرة تحتاج إلى دعم مادي ومعنوي وكثير من الدعاء الخالص.

القضية الفلسطينية تعنينا لأننا أمة مسلمة
ومن جهته، قال إمام مسجد “القدس” بحيدرة، جلول قسول، بأن القضية الفلسطينية هي قضية مركزية ومحورية، وقضية الأمة الإسلامية، لأن محور الصراع الدائر فيها أساسه ديني وعقائدي. وأضاف لـ”الشروق”، بأن بيت المقدس مكان مقدس للمسلمين، فالصلاة فيه يعادل أجرها 500 صلاة، وهي مهبط الأنبياء من سيدنا إبراهيم، عليه السلام إلى محمد، صلى الله عليه وسلم، “ولذلك، لابد أن تكون لنا وقفة مع هذا الحدث، سواء من خلال خطبة الجمعة المقبلة، وعبر عدة منابر، عن طريق تناول القضية بموضوعية، بعيدا عن الإشاعات المغرضة، لأن الرسول الكريم قال أنه من لم يهتم بأمر المسلمين ليس منهم”.
واعتبر محدثنا، بأن جميع الأئمة والدعاة، كل في مجال اختصاصه، سيتكلمون لأننا أمة مستهدفة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!