-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد التحقيق الذي أثارته منظمة حماية المستهلك

جزائريون يهربون من “ملح المائدة” إلى أملاح جديدة!

وهيبة سليماني
  • 7151
  • 0
جزائريون يهربون من “ملح المائدة” إلى أملاح جديدة!
أرشيف

في الوقت الذي يتواجد ملف قضية الغش في ملح المائدة بين أيدي وزارة التجارة، وذلك بعد الضجة التي أحدثتها تحقيقات المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك، حول الموضوع، وتفجيرها معلومة خطيرة تتعلق بعلامات هذا الملح الأكثر استهلاكا في الجزائر، انتشرت في المقابل أنواع كثيرة لأملاح لدى باعة الأعشاب والعقاقير وهي مستوردة من الخارج.

ويأتي مرضى قصور الغدة الدرقية والضغط الدموي، في مقدمة زبائن دكاكين الأعشاب والعقاقير الباحثين عن أملاح تحوي مادة اليود، وأخرى طبيعية لا تتسبب في ارتفاع الضغط الدموي، حيث ظهرت إلى واجهة هذه المحلات، أصناف لأملاح مختلفة بعضها يباع بأثمان باهظة، وبعضها مطلوب أيضا من طرف باحثين عن النحافة.

أنواع كثيرة عرفت في السوق الجزائرية مؤخرا، وهي ملح الهيمالايا، ملح البحر، ملح الخشن، ملح الكرفس، الملح الأسود، ملح المدخن، ملح الآية، وملح باكستان، حيث كشفت جولة استطلاعية لـ”الشروق” في محلات بيع الأعشاب والعقاقير والتوابل، عن إقبال بعض الزبائن لشراء مثل هذه الأملاح.

وفي محلات بساحة الشهداء، يبحث الكثير من زبائنها عن أملاح تحوي مادة اليود، بعضها تتوفر على أنواع كثيرة وأخرى لا تبيع إلا ملح الهيمالايا والبحر والملح الخشن، حيث قال أحد الباعة، إن الملح الخشن من أكثر الأملاح طلبا في الآونة الأخيرة، وخاصة من طرف مرضى قصور الغدة الدرقية، ويحتوي على كمية من مادة اليود، كما أنه يباع بأثمان رخيصة جدا، حيث باستطاعة أي شخص أن يشتري كيلوغراما أو رطلا منه يكفي لمدة زمنية طويلة.

أملاح بسعر الذهب!

ومع انتعاش الطلب على أنواع الأملاح، وخاصة بعد المخاوف التي راجت حول نقص اليود في ملح المائدة الخاص ببعض العلامات التجارية، والتحذيرات من الإفراط في تناول هذا النوع من الملح بعد سن الأربعين لما يسببه من ارتفاع في الضغط الدموي، وزيادة السمنة، وجدت بعض دكاكين الأعشاب فرصتها في رفع أسعار بعضها المستوردة من الخارج، مثل ملح الهيمالايا الذي يباع بـ650 دج لـ250 غرام، وملح الآية الذي يباع بـ2500 دج لبعض الغرامات فقط، ناهيك عن أملاح طبيعية مثل ملح الكرفس، وملح البحر والملح الأسود.

ويجد بعض الزبائن، حسب ما أكدته لنا سيدة وجدناها في محل لبيع الأعشاب والعقاقير، صعوبة في إيجاد بعض الأنواع خاصة تلك المتعلقة بالنحافة، حيث يلجؤون إلى السوق الالكترونية لشرائها، وقد تكون مغشوشة.

والإلحاح على توفير بعض أنواع الأملاح، فتح باب البزنسة والغش، حسب أحد التجار الكبار الذي يملك محلا بالجزائر الوسطى لبيع الأعشاب والعقاقير، حيث قال إن بعض زبائنه اخبروه بأنهم اشتروا أملاحا مستوردة بمبالغ مالية خيالية وهي بعيدة جدا عن الأسعار الحقيقية.

احذروا من التناول العشوائي لبعض الأملاح!

ورغم احتواء أنواع الأملاح على مادة الصوديوم، والكلور، وضرورتها للجسم لأنها تساهم في الكثير من العمليات الحيوية، إلا أن المختصين والأطباء يحذّرون من الأملاح غير المعالجة باليود، والتي لا تخضع لضوابط ملح المائدة.
وأكد الدكتور كريم مسوس، أخصائي في التغذية، أن بعض الأملاح ليست مدعمة جدا باليود، مثل أنواع من ملح الكوشر الذي يحتوي على حبيبات بلورية اكبر حجما من حبيبات ملح المائدة، وملح البحر الذي قد يحتوي على كميات اقل من المعادن الثقيلة، رغم تميزه بالحديد والبوتاسيوم والزنك واقل ملوحة من ملح المكرر.
وكشف كريم مسوس، عن الفوائد الصحية لملح الهيمالايا، كونه من أنقى الأملاح في الأرض، يستخرج من جبال الهيمالايا، يحتوي على كميات قليلة من الصوديوم، والمعادن مثل الحديد والبوتاسيوم، والكالسيوم، إلا أن تناوله يحتاج لبعض الضوابط.

“حماية المستهلك” تضع ملح المائدة ضمن أولويات مخبرها
وفي سياق موضوع الأملاح التي دخلت الأسواق الجزائرية وأصبحت ضمن العقاقير المطلوبة من طرف الكثير من الجزائريين، أكد مصطفى زبدي، رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك، أن ملح المائدة ومراقبة إنتاجه، مطلب مهم من مطالب المنظمة، وأن ما أثارته هذه الأخيرة، لا يزال ملفا مطروحا وبجدية بين أيدي وزارة التجارة، التي أكدت، حسبه، بعد مراسلتها، أخذه على محمل الجد.
وقال زبدي، إن مخبر المنظمة الذي بدأ نشاطه مؤخرا، وضع قضية ملح المائدة من بين أولوياته، حيث ينتظر إجراء تحاليل على الكثير من العلامات التجارية الخاصة بالملح، خاصة أن القضية تتعلق بالصحة العمومية.
وأوضح، أن اقتناء العلامات التجارية المعروضة في السوق يتم في إطار عشوائي وفوضوي، وسلسلة التوزيع الخاصة بالمطاعم الجامعية ومراكز التكوين، والمستشفيات، غير مراقبة من حيث احتواء ملح المائدة على الكمية المطلوبة لمادة اليود، حيث كشف تحقيق المنظمة، حسب زبدي، كميات من ملح المائدة أصبحت مضرة بالأطفال والحوامل والمصابين بالغدة الدرقية.
ولا تزال المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك متمسكة بنتائج تحقيقاتها التي أكدت سابقا، أن أكبر العلامات التجارية المستوردة لملح المائدة، تسوّق هذه المادة الغذائية رغم احتوائها على “صفر” ملغ من اليود، وهو عكس القانون الجزائري الذي يلزم أن لا تقل النسبة عن 55 ملغ في الكيلوغرام الواحد ولا تتجاوز 85 ملغ في الكيلوغرام، وهذا طبقا للمرسوم التنفيذي رقم 40.90 المؤرخ في 30 جانفي 1990.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!