-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
غواديولا حوّله من أحسن مراوغ إلى أحسن ممرّر

جمال بلماضي هو المطالب باستغلال مواهب رياض محرز

الشروق أونلاين
  • 137
  • 0
جمال بلماضي هو المطالب باستغلال مواهب رياض محرز
ح.م
رياض محرز - جمال بلماضي

الوجه الباهت الذي ظهر به رياض محرز في مباراتي بينين في البليدة وكوتونو، جعل بعض منتقدي النجم الجزائري يحيّون بلماضي لأنه وضع اللاعب على مقاعد الاحتياط في المقابلة الثانية، ويقترحون عليه آدم وناس وحتى زين الدين فرحات للعب في مكانه لبعض الوقت، حتى يعود اللاعب إلى وهجه وإن بقي على حاله يُستغنى عنه، وهي نظرة لا علاقة لها بالكرة، لأن أسباب تراجع أداء رياض محرز ليست في نقص عطائه وإرادته الفاترة وإنما في طريقة لعب المنتخب الوطني وعدم استغلال مواهب رياض محرز.

المدرب الإسباني الكبير غواديولا استلم رياض محرز، من فريقه ليستر وهو النجم الأول والمراوغ والاستعراضي، ورفض أن يكون محرز صورة طبق الأصل لمحرز ليستر، حيث اختفت مع مرور المباريات مراوغاته التي اشتهر بها، وقدم في اللقاء الذي لٌعب السبت، أمام بارنلي مقابلة كبيرة بكل المقاييس خاصة من خلال نظرته للملعب، فكان يغير اللعب بتمريرات طويلة في منتهى الدقة والذكاء، كما قدم ثلاث تمريرات سانحة للتهديف أضاع منها النجم الأرجنتيني آغويرو هدفين والنجم الشاب الإنجليزي فودان هدفا وحيدا، وصار رياض محرز في عهد غواديولا لاعبا بإمكانه أن يلعب بنفس الريتم طوال التسعين دقيقة، يهاجم ويساعد الدفاع، بدليل أن هدفه الرائع من خارج منطقة العمليات سجله في الدقيقة الثالثة والثمانين، وبدا اللاعب البالغ من العمر 27 سنة مختلفا تماما عن لاعب ليستر وبالتأكيد عن لاعب المنتخب الوطني.

أعطى غواديولا في لقاء مانشستر سيتي أمام ليفربول خارج الديار الفرصة الكاملة لرياض محرز، ومنحه دون نجوم هجوم مانشستر سيتي تسعين دقيقة لعب، وبرغم الفرص التي أضاعها رياض وعددها ثلاثة إلا أن غواديولا قدّم له هدية أخرى وهي تنفيذ ركلة جزاء في سبيل منح ناديه الانتصار والتقدم في الترتيب على بقية المنافسين، ومنهم ليفربول الذي كان يتفوق عليه بثلاث نقاط كاملة، ولكن كرة محرز طارت بعيدة عن المرمى، وظن كثيرون بأن رياض الذي صرفت على شراء عقده مانشستر سيتي الكثير، مغضوب عليه من الجماهير والصحافة وخاصة من مدربه، وكتبت أقلام جزائرية بأن مكانه القادم سيكون على مقعد الاحتياط، ليرد غواديولا في لقاء السبت أمام بارنلي بطريقته التكتيكية الخاصة معتمدا بالكامل على محرز، ومنحه كل الوقت إلى أن سجل هدفه الثالث في الدوري بطريقة رائعة، وتم تعيينه نجم المباراة بينما بقي اللاعب الدولي الموهوب ستيرلينغ على مقاعد الاحتياط، وحتى لو ترك غواديولا في المباراة القادمة ضمن منافسة رابطة أبطال أوروبا أمام شاختار الأوكراني، النجم محرز على مقاعد الاحتياط، فهذا لا يعني بأن اللاعب مغضوب عليه أو خارج الخدمة، لأن ما يحدث في إنجلترا وأوروبا عموما هو الاحتراف وليس الأحقاد الموجودة في كرتنا.

إلى حد الآن لم يقدم رياض محرز ما يجب أن يقدمه للخضر، ففي مونديال البرازيل فضل خاليلوزيتش عليه جابو وسوداني، وباستثناء غوركوف الذي استعمل محرز على طريقته فإن بقية المدربين إما تعاملوا مع محرز بمركب نقص أو تركوه تائها أو يفعل ما يريد، عكس ما قام به غواديولا الذي طلب من لاعبه نسيان مراوغاته ولقطاته الاستعراضية وتحويلها إلى هندسة لعب بتمريرات دقيقة والتقدم إلى وسط الهجوم وتسديد الكرة في كل الفرص المتاحة.

مشكلة الكرة الجزائرية أن الإعلام فيها والمدربين وحتى الجماهير تذبح اللاعب من مباراة واحدة وتصنع منه نجما أيضا من مباراة واحدة، فقد وجّه المدرب ماجر الدعوة لعبيد بعد أهدافه مع شباب قسنطينة، ونفس اللاعب عاجز هذا الموسم عن التسجيل في الدوري الجزائري الضعيف، وطالب الجمهور بضم الحارس زغبة على خلفية مباراة واحدة بطولية مع الوفاق، وتتعالى الأصوات الآن من أجل تحويل رياض محرز إلى مقاعد الاحتياط، وليس البحث التكتيكي والفني عن سبب أدائه الباهت الذي جعل رياض محرز الذي سجل لكل حراس العالم يعجز عن مراوغة لاعب واحد من البينين ويعجز عن تسجيل هدف أمام منتخب غامبيا الضعيف.

ب. ع

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!