جمال مناد: أخشى على الجزائر من “الكولسة”
حذّر هداف المنتخب الوطني السابق، جمال مناد، المنتخب الوطني من خطر الوقوع في فخ كواليس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم التي من الممكن أن تؤثر على حظوظه في كأس أمم إفريقيا 2023 بكوت ديفوار، خاصة من جانب التحكيم، مستدلاً بما حدث مؤخرا للنجم رياض محرز ونادي اتحاد العاصمة في جوائز “كاف” 2023.
رشّح جمال مناد، في حوار خصّ به موقع “العربي الجديد”، سبعة منتخبات للتألق والمنافسة على كاس أمم إفريقيا، هي كل من مستضيف الدورة، منتخب كوت ديفوار إلى جانب مصر، والمغرب وتونس والسنغال ونيجريا وحتى الجزائر. مضيرا أيضا إلى إمكانية حدوث مفاجأة على غرار جميع البطولات السابقة، وقال في هذا الصدد: “طبعاً هناك منتخبات تملك حظوظاً أكبر من غيرها في كأس أفريقيا، وعلى رأسها منتخب ساحل العاج المنظم الذي سيلعب في بلاده وأمام جمهوره، لكن لا نغفل عن أن المفاجأة تبقى واردة، حيث هناك منتخبات نظمت المنافسة ولم تفز باللقب مع عدد من الأمثلة، على غرار مصر في نسخة عام 2019، كما لا ننسى أن هناك حظوظاً وافرة لمنتخبات تملك مواهب وخبرة في مثل هذه المواعيد، على غرار المنتخب المصري، ولا نستبعد أيضاً المغرب وتونس والسنغال ونيجريا وحتى الجزائر”.
وبخصوص حظوظ حامل اللقب، منتخب السينغال المتوج بالدورة السابقة بالكاميرون، أكد مناد: “منتخب السنغال، بعد أن شاهدت هذا المنتخب في لقائه الودي أمام الجزائر وفزنا عليه في داكار بهدف نظيف، بدأت أشك بصراحة في قدرات هذا المنتخب في المحافظة على اللقب، وهذا السيناريو حدث لنا مثلاً عام 1990 فبعد أن أحرزنا الكأس خرجنا من الدور الأول في النسخة الموالية سنة 1992، وأيضاً المنتخب الجزائري الحالي الذي كما نعلم فاز باللقب عام 2019 في مصر وخرج من الدور الأول في الكاميرون 2022”.
في ذات السياق، تحدث الهداف السابق لشبيبة القبائل عن قدرة المنتخبات العربية المشاركة في “الكان” على التألق في غرب القارة الأفريقية قائلا: “الإحصائيات والأرقام تقول إن المنتخبات العربية كثيراً ما وصلت إلى أدوار متقدمة في نهائيات كأس أمم أفريقيا بغض النظر عن هوية البلد الذي احتضن الدورة، يتقدمها منتخب مصر، هذا الأخير أرشحه دائماً للفوز بالكأس”.
وبسؤاله عن ترشيح المنتخب المغربي للتتويج عطفاً على مشواره في المونديال الأخير، يرى مناد أنه لا يوافق هذه الفرضية اعتبارا أن المنافستين تختلفان تماما، مؤكدا: “بصراحة لا أعتقد ذلك، لأن الظروف والمعطيات في أفريقيا تختلف تلك التي وجدها المنتخب المغربي في كأس العالم بقطر، المونديال له تحفيز خاص واللاعب تجده أكثر رغبة في اللعب والقتال، لكن في أفريقيا سنشاهد وجهاً آخر”، مضيفا: “هناك معطى آخر وهو أن تشكيلة المنتخب المغربي التي ستشارك في كأس أفريقيا حاليا تختلف قليلاً عن تلك التي شاركت في كأس العالم 2022”.
أما بخصوص ترشيحه للمنتخب الوطني لتكرار سيناريو 2019 قال مناد: “نعم، لم لا؟ أتكلم من الجانب الفني، أظن أن المنتخب الجزائري قادر على ذلك، لكن هناك بعض المعطيات خارج النطاق الرياضي يُمكن أن تؤثر على منتخب الجزائر في هذه المشاركة، هنا أتحدث عن التحكيم الذي سيخضع في أدائه لعوامل أخرى، وهذا يعد أيضاً سلسلة من الممارسات غير رياضية التي شاهدنها من قبل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم تجاه الكرة الجزائرية”.
وضرب مناد مثال بما حدث مع رياض محرز ونادي اتحاد العاصمة في جوائز “كاف”، بالإضافة إلى الصورة الترويجية التي جرى نشرها في بطولة كأس أمم أفريقيا، والتي لم تحمل أي اسم جزائري رغم التاريخ الذي صنعه المنتخب الوطني في القارة السمراء.
وبالرغم من مخاوفه من التحكيم والكواليس، قال مناد: “لدينا لاعبين ومجموعة وكذلك فرديات متكاملة تستطيع صنع الفارق، شرط أن يكون المستطيل الأخضر هو الفيصل في ذلك”.
من جهة أخرى، وحول القائمة النهائية التي اختارها بلماضي للمشاركة في كأس إفريقيا، جدد مناد استغرابه لغياب الثنائي، سعيود وبراهيمي عن قائمة الجزائر، قائلا: “نعم وقلتها سابقاً، فوجئت من استبعاد أمير سعيود وياسين براهيمي، خاصة الأخير الذي يستطيع صنع الفارق بمهارته ومراوغته، وحتى أمير سعيود أيضاً، هذان اللاعبان يستحقان حضور كأس أمم أفريقيا بمقارنة ببعض الأسماء التي جرى استدعاؤها ضمن قائمة المدرب جمال بلماضي.
في ختام حديثه، قدّم جمال مناد، رأيه في كيفية توظيف المهاجمين، لاسيما المتألق محمد أمين عمورة الذي شبه طريقة لعبه بالنجم المصري محمد صلاح، قائلا: “أولاً يجب أن نفرّق بين أدوار لاعبي خط الهجوم، وبين وظيفة المهاجم الحقيقي ووظيفة لاعب جناح، أما بخصوص محمد الأمين عمورة فهو ليس اللاعب الذي يمكنه أن يلعب بظهره لمرمى الخصم مثل إسلام سليماني وبغداد بونجاح، لكن على الرواقين الأيمن والأيسر لديه قدرات هائلة، لأنه من النوعية التي تحب الاعتماد على السرعة والمراوغة، وهو يتميز كذلك بالخفة ولياقة بدنية عالية، أي نفس مواصفات المصري محمد صلاح”.
