جنازة شعبية ورسمية للطفلة آية بوحولة

شيّعت الجمعة جنازة ضحية فيضانات مساء الأربعاء الماضي، التلميذة بوحولة هبة المدعوة آية، بمقبرة بلدية بوحشانة، بحضور جمع غفير من أهالي المنطقة الذين فضلّوا المشاركة في مراسيم الجنازة المهيبة والتي حضرها أيضا إلى جانب مئات المواطنين السلطات المدنية والعسكرية بولاية قالمة.
وكانت والية ولاية قالمة قد توجهت صبيحة الجمعة، إلى بيت عائلة الضحية لتقديم واجب العزاء والمواساة للعائلة المفجوعة في ابنتها التي كانت تتمدرس في السنة الثانية ابتدائي بابتدائية سخاف محمد ببلدية بوحشانة، قبل أن تجرفها مياه السيول جرّاء ارتفاع منسوب مياه الوادي، مساء الأربعاء الماضي، عند خروجها من المدرسة وتوجهها إلى مسكنها، لتختفي عن الأنظار، ما استدعى اعلان حالة طوارئ للبحث عنها طيلة ليلة الأربعاء إلى الخميس وتمشيط كامل المنطقة، قبل العثور عليها ظهر الخميس، جثّة هامدة على ضفاف مجرى الوادي على بعد 5 كيلومترات من مقر إقامتها ببلدية بوحشانة وتحديدا بمنطقة بوكبوط بين بسباسة وعين خروبة ببلدية لخزارة، في مشهد يدمي القلوب.
وشهدت مختلف بلديات ولاية قالمة، بعد عصر الأربعاء وإلى غاية الساعات الأولى من الليل، تساقطا غزيرا للأمطار التي تسببت في حدوث مأساة حقيقية، بعد ما أودت بحياة التلميذة آية بعد ما جرفتها مياه السيول داخل مجرى مائي، وذلك عقب خروجها من الابتدائية بعد نهاية ساعات الدراسة وفي طريق عودتها إلى البيت المتواجد بأحد مشاتي البلدية، لتختفي بعد ذلك، قبل أن تطلق عائلته نداء استغاثة مع ساعات الليل الأولى آملة في المواطنين من سكان المنطقة التدخل لمساعدتها في البحث عنها.
وقد انتشرت صورة الطفلة البريئة ـ آية ـ بسرعة البرق على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي طيلة ليلة الأربعاء إلى الخميس، ما حرّك مشاعر المواطنين الذين تنقل بعضهم إلى المنطقة للمشاركة في عملية البحث عنها ودعم جهود أعوان الحماية المدنية، حيث تم تمشيط كامل المسار للمجرى المائي الذي قد تكون الطفلة غارقة في مياهه على مسافة 10 كيلومترات كاملة، وقد تواصلت عملية البحث مع الساعات الأولى لصبيحة الخميس، قبل ان يعثر عناصر الحماية المدنية ومجموعة من المواطنين على الطفلة “آية” جثّة هامدة وقد علقت في الأحراش المتواجدة على جانب مجرى الوادي العابر بمنطقة بوكبوط بين بسباسة وعين خروبة ببلدية لخزارة، وقد حضرت “الشروق اليومي” جانبا من عملية البحث عن الطفلة “آية” صبيحة الخميس، قبل أن يصدمنا مشهد جثتها الذي يدمي القلوب وتبكي له الأعين.
وقد تم إثر ذلك انتشال جثتها وسط صدمة عائلتها وحزنهم وسكان المنطقة والمشاركين في عملية البحث الذين كانوا طيلة العملية يحدوهم الأمل في العثور عليها على قيد الحياة حتى تعود إلى مقاعد الدراسة لإتمام امتحانات الفصل الأخير من السنة الدراسية، لكن القدر شاء ان ترحل آية قبل بداية الامتحانات، التي استعدت لها منذ أيام من أجل تحقيق التفوق. وقد نزل خبر العثور على جثّة التلميذة آية كالصاعقة على أساتذة وموظفي وتلاميذ ابتدائية سخّاف، والذين ظلّوا يبكون فراقها الأبدي.