-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حتى لا يركب الدّاب مولاه !

جمال لعلامي
  • 818
  • 1
حتى لا يركب الدّاب مولاه !
أرشيف

إعادة فتح أغلب المحلات والنشاطات التجارية، لا يعني نهاية انتشار فيروس كورونا، كما لا يعني بأيّ حال من الأحوال، التخلي عن الانضباط والالتزام والحجر الصحي، ولا هو أيضا وقف عمليات الوقاية الفردية والجماعية، وأعتقد أنه طالما استمرّ غلق المساجد وتعليق صلاة الجماعة، وتجميد العمرة، والرحلات الجوية عبر كلّ العالم، فإن الوباء لم ينته بعد!

صحيح أن الكثير من البلدان، ومنها الجزائر، “سيطرت على الوضع”، وصحيح أن حالات الإصابات والوفيات اليومية، “مستقرّة”، وصحيح أن “الجيش الأبيض” متحكّم في الحرب، وصحيح أننا لم نستخدم كل الإمكانيات الطبية والبشرية، وصحيح أن دواء كلوروكين نفع في علاج الفيروس، لكن كلّ هذا الواقع والتشخيص، لا يعني بأيّ شكل من الأشكال، أن إجراءات تخفيف الحجر وغلق المتاجر، يعني العودة النهائية إلى الحياة الطبيعية!

قد نكون الآن، وفي هذا الوقت بالتحديد، بأمسّ الحاجة، وأكثر من أيّ وقت مضى، إلى تشديد تدابير الوقاية والاحتياط، لأن حسم المعركة يكون في المنعرج الأخير، وإحراز النصر يكون بالضربة القاضية، إذا عرف المقاومون كيف يهزمون عدوّهم في اللحظة الأخيرة، ولهذا، على الجميع رفع درجة اليقظة والحذر، وعدم الاستهتار وتبرير أفعالهم الخاطئة، بقرارات فتح المحلات والأسواق ومختلف الأنشطة!

التجار، كذلك، معنيون ومطالبون، بتفعيل حياة تجارية جديدة، يُخضعون فيها تعاملهم مع الزبائن، إلى الظرف الاستثنائي، ويبتعدون عن العادات والممارسات السيئة، التي كانت سائدة خلال الفترات العادية، ولا يجب على أصحاب المحلات تسبيق الربح السريع على صحتهم وصحة المستهلكين، حتى لا يتكاثر الوباء وينتشر أكثر، لا قدّر الله!

من الطبيعي أن يستبشر كلّ الجزائريين خيرا، لقرارات فتح المحلات والعودة التدريجية إلى الحياة العادية، ومن البديهي أن يهلّل التجار والحرفيون لإعادة فتح محلاتهم، بعد أسابيع طويلة من البطالة المقنّعة و”الزلط والتفرعين”، ومن الطبيعي أن يخرج الناس تبعا لهذا المستجدّ، إلى الأسواق والمراكز التجارية، طالما استأنفت نشاطها تزامنا مع الشهر الفضيل، لكن هذا لا يجب أن يتحوّل إلى مشجب للفوضى والتدافع والتزاحم وتناسي الوباء!

حتى “لا يركب الداب مولاه”، على حدّ تعبير المثل الشعبي الشهير، علينا جميعا، أفرادا وجماعات وعائلات، أن ننضبط أكثر، ونلتزم أكثر، وأن يكون الحجر الذاتي والمعنوي والنفسي والفعلي، عنوانا للقضاء النهائي على “كوفيد 19″، ومنع عودته أو تفشيه أو مساعدته على موجة ثانية قد تكون والعياذ بالله أسوأ.. وهذا ما لن يحصل بإذنه تعالى، ونحن في شهر الرحمة، إذا ابتعدنا عن العادات السيئة والتقاليد التي تضرّ ولا تنفع!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • نحن هنا

    ومن قال أنه لم يركبه بعد؟