الرأي

حتى نكون أقوياء.. بين أمريكا وفرنسا

محمد سليم قلالة
  • 3631
  • 7

المشكلة ليست في أمريكا ولا في فرنسا، المشكلة في قيادتنا نحن أن نُعطي امتيازات أو شروط تحفيزية لهذا أو ذلك يتوقف عن المعنى الذي يعطيه الطرف الجزائري لهذه التحفيزات وعن الغرض الذي حدده مسبقا لها، هل هو باستمرار خدمة المصالح الضيقة والشخصية أحيانا؟ أم هو خدمة الصالح العام؟ هل السياسة الجديدة التي تعتمدها الحكومة الجزائرية اليوم هي سياسة نابعة من العمق الشعبي وتهدف إلى خدمة جمهور الشعب أم هي سياسة فوقية هدفها إرضاء الأطراف الدولية والتخلص من الضغوط الخارجية المتعلقة بعدم احترام الديمقراطية وحقوق الإنسان؟

هل الحكومة هي الآن طليقة اليد تفعل ما تشاء؟ أم أن هناك معارضة قوية  تطلب منها كشف الحساب في مجالات استراتيجية: كالغاز الصخري، إنتاج الطاقة، الصناعة والتجارة…الخ؟

تحدثنا التقارير الصحفية على أن هناك ضغوطا على الجزائر في ملف الغاز الصخري وفي ملف قاعدة 49 ـ 51، المتعلقة بكافة قطاعات الاستثمار، ونحن لا نريد أن يتم عقد اتفاقيات لا مع فرنسا ولا مع أمريكا إذا كان ذلك سيتم تحت الضغط، بل ولماذا الضغط لو لم تكن مثل هذه الدول تدري هشاشة الأرضية التي تقف عليها الحكومة وضعف الشرعية التي تستند إليها نتيجة انتخابات غير نزيهة ونتيجة وجود برلمان غير تمثيلي؟ أليس من واجبنا إذا أردنا أن نُحسِّن علاقاتنا ونعيد التوازن إلى مبادلاتنا ونصل إلى موقف القوة أن نعيد ترتيب البيت الداخلي عندنا: حكومة منبثقة عن برلمان منتخب بطريقة شفافة، ووزراء يحظون بالدعم الشعبي الكافي يتفاوضون من منطلق الدفاع عن منتخبيهم وعن بلدهم ويعودون إلى الشعب يعلمونه بنتيجة التفاوض قبل أي إمضاء، ألا يحترمنا الأمريكي بشكل أفضل ويتعامل معنا كشركاء حقيقيين بشكل أعمق؟ ويتراجع الفرنسي على أساليبه القديمة والمعروفة في التعامل معنا؟

أظن بأنه علينا أن نتريث قليلا قبل الدخول في صفقات استراتيجية جديدة لا مع أمريكا ولا مع فرنسا إلى حين إعادة انتخاب هيئة تشريعية جديدة  وقوية(ولو مسبقا) تقف الحكومة أمامها بكل مسؤولية وتقدم لها التقرير المفصل عن مهامها في الخارج المتعلقة بالاستثمار البعيد المدى والاستراتيجي، وتنتظر أن تحظى أو لا تحظى بموافقتها، وعندها تكون الخيارات أكثر نضجا وأكثر واقعية، أما أن تتم مثل هذه الصفقات في ظل برلمان غير فعّال، ولا يُسمح له بالقيام بدوره، وفي ظل تسرع لإرضاء الخارج قبل الداخل. فتلك مهمة لا نرضى بها ولا تسمح لنا بأن نوسع مساحة الأمل.

مقالات ذات صلة