-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حتى نكون أقوياء.. بين أمريكا وفرنسا

حتى نكون أقوياء.. بين أمريكا وفرنسا

المشكلة ليست في أمريكا ولا في فرنسا، المشكلة في قيادتنا نحن أن نُعطي امتيازات أو شروط تحفيزية لهذا أو ذلك يتوقف عن المعنى الذي يعطيه الطرف الجزائري لهذه التحفيزات وعن الغرض الذي حدده مسبقا لها، هل هو باستمرار خدمة المصالح الضيقة والشخصية أحيانا؟ أم هو خدمة الصالح العام؟ هل السياسة الجديدة التي تعتمدها الحكومة الجزائرية اليوم هي سياسة نابعة من العمق الشعبي وتهدف إلى خدمة جمهور الشعب أم هي سياسة فوقية هدفها إرضاء الأطراف الدولية والتخلص من الضغوط الخارجية المتعلقة بعدم احترام الديمقراطية وحقوق الإنسان؟

هل الحكومة هي الآن طليقة اليد تفعل ما تشاء؟ أم أن هناك معارضة قوية  تطلب منها كشف الحساب في مجالات استراتيجية: كالغاز الصخري، إنتاج الطاقة، الصناعة والتجارة…الخ؟

تحدثنا التقارير الصحفية على أن هناك ضغوطا على الجزائر في ملف الغاز الصخري وفي ملف قاعدة 49 ـ 51، المتعلقة بكافة قطاعات الاستثمار، ونحن لا نريد أن يتم عقد اتفاقيات لا مع فرنسا ولا مع أمريكا إذا كان ذلك سيتم تحت الضغط، بل ولماذا الضغط لو لم تكن مثل هذه الدول تدري هشاشة الأرضية التي تقف عليها الحكومة وضعف الشرعية التي تستند إليها نتيجة انتخابات غير نزيهة ونتيجة وجود برلمان غير تمثيلي؟ أليس من واجبنا إذا أردنا أن نُحسِّن علاقاتنا ونعيد التوازن إلى مبادلاتنا ونصل إلى موقف القوة أن نعيد ترتيب البيت الداخلي عندنا: حكومة منبثقة عن برلمان منتخب بطريقة شفافة، ووزراء يحظون بالدعم الشعبي الكافي يتفاوضون من منطلق الدفاع عن منتخبيهم وعن بلدهم ويعودون إلى الشعب يعلمونه بنتيجة التفاوض قبل أي إمضاء، ألا يحترمنا الأمريكي بشكل أفضل ويتعامل معنا كشركاء حقيقيين بشكل أعمق؟ ويتراجع الفرنسي على أساليبه القديمة والمعروفة في التعامل معنا؟

أظن بأنه علينا أن نتريث قليلا قبل الدخول في صفقات استراتيجية جديدة لا مع أمريكا ولا مع فرنسا إلى حين إعادة انتخاب هيئة تشريعية جديدة  وقوية(ولو مسبقا) تقف الحكومة أمامها بكل مسؤولية وتقدم لها التقرير المفصل عن مهامها في الخارج المتعلقة بالاستثمار البعيد المدى والاستراتيجي، وتنتظر أن تحظى أو لا تحظى بموافقتها، وعندها تكون الخيارات أكثر نضجا وأكثر واقعية، أما أن تتم مثل هذه الصفقات في ظل برلمان غير فعّال، ولا يُسمح له بالقيام بدوره، وفي ظل تسرع لإرضاء الخارج قبل الداخل. فتلك مهمة لا نرضى بها ولا تسمح لنا بأن نوسع مساحة الأمل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • منبه الصباح

    ازعجك تعليقي يا قلالة ترفض الحقيقة المرة و تحب العيش في الخيال.... ان لم ترد ان تستفق .... فاحلم انا معك من الحالمين

  • مهموم

    هي بصراحة شراكة مع مسؤولين غربيين نافذين ..لتقاسم أموال الشعب الجزائري ونهب خيراته...
    والفاهم يفهم..يا أستاذ سليم..

  • بدون اسم

    هنالك من يسمع يا اخي و سوف تخرج حقا اجيالا لتسمع

  • توفيق الجزائر

    والله لو كانت المشكلة تكمن فقط في اجراء انتخابات مسبقة نزيهة تفرز برلمانا تمثيليا ، لكان الامر هين .. المشكلة يا استاذ تكمن في التخلف الواضح الذي يلف المجتمع ،تخلف في كل شيء ، مرض سرطاني خبيث نخر ولا زال ينخر جسد الامة ،، والذي للاسف مس حتى نخبة المجتمع فأبتلت به ،، المشكلة أعمق واكبر من برلمان منتخب ووزراء يحظون بالدعم الشعبي بكثير يا أستاذ ، وليس ذلك ما يجعلنا أقوياء بين فرنسا وامريكا ... مساحة الامل تزداد ضيقا ، عندما تلامس، انهيار القيم الاخلاقية والسياسية والاقتصادية .....لهذا المجتمع

  • عبد القادر

    كل ماتقول ياستاذ صحيح لكن من يسمع ...... ؟

  • بدون اسم

    حتى لو أجريت انتخابات تشريعية مسبقة فتبقى دار لقمان حالها لتفشي الفساد و استفحاله في المجتمع-من الأسفل إلى الأعلى- و عليه يجب إحداث ثورة في العالم الثقافي للمجتمع لتنتج لنا أفكارا جديدة حية و تزيح الأفكار الميتة و القاتلة من العالم الثقافي الحالي المتسم بالقابلية للاستعمار...هذا هو الطريق الأول أما غير ذلك فهو كنفخة في الرماد؟

  • العمري

    هذا مستحيل يا أستاذ سليم في الوقت الحاضر على الأقل ، لو قمنا بتشريعات مسبقة كما تقول ستكون مزورة أيضا لأن الرداءة متمكنة في كل المجالس المنتخبة ، لكن اللوم يقع على النخبة ، عندما تناقش الشباب (النخبة) يقولون نحن لا نقحم أنفسنا في هذا الوسط الرديئ ( الانتخابات) بهذه العقلية يتركوا الفرصة للرداءة ، وبعد فوز الرداءة تبدأ النخبة في النقد ، كان الأولى بهم نقد أنفسهم ، لأن المسؤولية تقع على عاتقهم لأنهم تركوا الفرصة لمن لا يستحقها.