حتى يخرس الممتنّون على ثورتنا من المشرق والمغرب
المخزن المغربي في كل مناسبة أو حتى من غير مناسبة يأتي بما لم يأت به الأوائل، محاولا الإيعاز للجزائريين أنه له الفضل العظيم على ثورتهم ولو لا المغاربة ما استقلت الجزائر!!
-
مصر، خاصة إبان فترة الحرب القذرة التي شنّها ابواق النظام الممسوخ، ممن صاروا يتوبون تباعا الآن من غير غسل ولا حتى مضمضة عابرة، راحوا حينها يرددون الأسطوانة نفسها، وكادوا يقولون إن الجيش المصري حرّر الجزائر وبعدها مكّن شعبنا من تقرير مصيره، وغادر في اتجاه القاهرة!!
-
المتمردون المسلحون ممن يسمّون أنفسهم بـ “ثوار ليبيا”، بدورهم راحوا يمجدون ما يرونه تاريخا عظيما لليبيين في حرب التحرير المظفرة، وربما سيخرجون علينا مستقبلا أنه لولا ثورتهم هذه التي يسيرها رئيس فرنسا ساركوزي ما نالت الجزائر استقلالها في 1962!!
-
-
عدالة الرجال الأحرار
-
لم أتمالك نفسي وانتابني غضب جامح، وأنا أسمع هذه الأصوات المزعجة التي تستهدف مقدساتنا من حين لآخر، بل تنطلق من معطيات واهية لا أساس لها في التاريخ ولا الجغرافيا ولا المنطق ولا حتى التربية الدينية، وغالبا ما تصل إلى حد المبالغة، حيث أن المواطن الذي سقا بقطرة ماء عابر سبيل أو أرشد آخر كان قد تحدى خطّي شارل وموريس بالحدود، حولوه إلى أنه هو من هرّب ترسانة من الأسلحة، أو أنه قاد جيشا جرارا وهاجم حصونا وأقام كمائنا وأباد فيالقا من الجيش الفرنسي!!
-
حتى نكون منصفين أن الثورة الجزائرية تلقت الدعم الشعبي في العالم العربي والإسلامي كأي قضية عادلة، وتجلّى هذا الدعم في التعاطف الكبير معها وخاصة أنها كانت نموذجا حيّا رفع هامة العرب والمسلمين وأحرار الأرض ممن كانوا يرضخون تحت نير الاحتلال والمؤامرات والتحرشات الأجنبية، كما أن دول الجوار لعبت دورا استراتيجيا في تحرك ثوار الجزائر من أجل تهريب الأسلحة وكل متطلبات الكفاح المسلح وبأموال جبهة التحرير طبعا، وكجزائريين نشكر كل من ساعدنا ولو بالدعاء ظهر الغيب، ولكن في الوقت نفسه لا نقبل أن يمتنّ علينا أي كان، لأن ثورتنا انطلقت بسواعد جزائرية وسالت دماء الجزائريين وحدهم على مرأى العالم، ولو كانت هذه الفضائيات التي نراها اليوم موجودة في ذلك الوقت لغدت ثورة أحرار الجزائر أسطورة أكثر مما نعرف ونرى ونسمع الآن.
-
نحن لم نمتنّ على أحد وهذه ليست من شيمنا ولا من أخلاقنا، بالرغم من أن الثورة الجزائرية لم تحرر بلادنا في 1962 وحسب، بل في بداياتها حررت دولا مختلفة في المغرب الكبير وإفريقيا. فالمغرب الذي يمتنّ علينا مخزنه الآن وتراه يجعل من الحبة قبة ومن الباطل حقا، لولا الثورة الجزائرية لكان شأنه مثل سبتة ومليلية التي عجز القصر الملكي حتى فيالتجرؤ على المطالبة بهما سوى بشعارات مناسباتية وتنويمية ومدغدغة لمشاعر الشعب المغربي الطيب، والسبب واضح وهو أن سكان هذه المدن المحتلة يرفضون السيادة المغربية مهما كان الأمر، وأغلبيتهم الساحقة يرون أنفسهم إسبانا من أصل مغربي ولا يقبلون أن يبدلوا الهوية الأوروبية بأخرى تركع تحت أقدام الملك وتقبل يده، كما علق لي أحدهم وهو يتحدث عن واقعهم في المدينتين. وأضاف آخر: “أنا هنا أعيش بكامل حقوقي وأجوب العالم من غير تأشيرة ونرى المغاربة في الضفة الأخرى يتهجدون باليوم الذي تحملهم قوارب الموت إلينا، إن عدنا للمغرب فنحن نتنازل من مواطنة كاملة وراقية إلى درجة رعايا الملك وهي من درجات العبودية”. وأيضا يريد الحفاظ على مكاسبه في الصحراء الغربية من خلال الإستحواذ على ثرواتها الطائلة، فسبتة ومليلية لا تعني شيئا مقابل الصحراء الغنية بالثروات الباطنية والسمكية التي تسيل لعاب المخزن وجنرالاته، ولهذا ظل يرهن شأن المدينتين مقابل موقف اسباني يدعم أطروحته المرفوضة لدى الأغلبية الساحقة من الصحراويين كما وقفت على ذلك بنفسي اثناء زيارتي لمنطقة الداخلة في جويلية 2010. وفي المقابل لو تريد مدريد إحراج المغرب لأجرت إستفتاء تقرير المصير بسبتة ومليلية حينها تنكشف العورة المخزنية للعيان.
-
لن يمتنّ علينا أحد أبدا !!
-
المغرب الذي يمتنّ علينا أبواقه لم يقدم شيئا خلال كفاح الصحراويين ضد الاحتلال الإسباني ولم يسجل التاريخ موقفا مشرفا للملك حينذاك يمكن أن نشيد به، بل ظل الصحراويون يقاومون الإسبان بإمكانياتهم المتواضعة والبسيطة وبسواعدهم وأجسادهم النحيفة من الفقر والجوع والحرمان والتعذيب والاضطهاد، حتى أجبروا المحتل الغاشم على الهروب من دون الالتفات خلفه وموقعا في اللحظات الأخيرة مؤامرة على أعدائه، تتمثل في معاهدة عار وشنار ضد هؤلاء المقاومين الأشاوس الذين مرغوا أنفه في الرمال.
-
المغرب الذي يمتنّ علينا اليوم لم يشهد له التاريخ ولا الجغرافيا أنه قد حرّر شبرا من أرضه ولو كان الأمر يتعلق بجزيرة ليلى التي تفصلها عن الشواطئ المغربية مسافة لا تتجاوز 200 متر في حين تبتعد بـ 14 كم عن شواطئ إسبانيا، بل ذهب إلى أبعد من ذلك واقتسم الصحراء الغربية التي يزعم أنها مغربيةمع دولة موريتانيا، فهل يعقل أن يفعل ذلك من يرى أن التراب ترابه أو أن الأرض ملكه؟!!
-
لم نمتنّ يوما على المغرب بالرغم من أن ثورتنا أخرجته من الانتداب الفرنسي، وظل الجزائريون يحفظون جميل عائلات بوجدة المغربية المتاخمة للحدود الجزائرية، فقد آووا إخوانهم وصاهروهم وقدموا لهم الدعم على حسب إمكانياتهم البسيطة والمتواضعة، في حين الملك محمد الخامس لا تزال تلاحقه الاتهامات في صفقة بيع قادة الثورة عام 1956 في أول قرصنة جوية لا تزال خفاياها غامضة، وخاصة أن الملك فضل أن لا يتنقل القادة الخمسة معه في طائرته الخاصة مما يغرقه في الشبهات من رأسه إلى اخمص قدميه.
-
الأمر لم يقتصر على المغرب الذي ظل يكيد للجزائراستخباراتيا وأمنيا ودبلوماسيا وسياسيا، ولديه أطماع حتى في ترابها من خلال ملف الحدود الذي يرهنه مقابل الصحراء الغربية في أحقر عملية ابتزاز يمكن أن تقوم بها الدول ذات السيادة على ترابها وشعبها، وقد سمعت من سياسيين ورسميين وكتّاب مغاربة، ما يؤكد أن الجزائر إذا سحبت اعترافها بجبهة البوليساريو فسيتنازلون عن تندوف وبشار أو ما يعرف وهما ومكرا بـ “الصحراء الشرقية”، وهذا ديدنهم دوما وهو التنازل حتى عن أراضي يرونها ملكهم مقابل الصحراء الغربية التي حررها ساكنتها من الاحتلال الإسباني، ونحن الجزائريين لو كان لنا نسبة قليلة جدا من الاعتقاد أن سبتة مدينتنا ما تأخرنا لحظة في الموت دونها حتى نحررها ونستعيدها معززة مكرمة لوطننا وحدودنا التي هي ممزوجة بأرواحنا وأرواح الأجيال القادمة، لأننا نؤمن دوما أن التراب هو الشرف، والذود عنه بالدماء هو قمة الرجولة والفحولة والكبرياء خبرناها خلال ثورة التحرير الخالدة.
-
من مصر أيضا نظل نسمع الكثير والكثير، خاصة خلال أزمة أم درمان التي أخرجت الفئران من جحورهم، وهبّوا يتطاولون عبر الفضائيات ووسائل الإعلام على تاريخنا وثورتنا وشهدائنا وأمجادنا، فهذا يقول إن مصر حررت الجزائر وآخر يذهب إلى أبعد من ذلك ويسترسل في تعداد رقمي غير مؤسس ولا موثق للشهداء المصريين الذين سقطوا في ساحة المعارك بالرغم من أنه لم يقتل أي مصري على التراب الجزائري إلا شخص واحد خلال القرن الثامن عشر فقط، ويتجاهلون عمدا أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر سخر من بندقية العربي بن مهيدي الصدئة على حدّ لفظه، وذلك لما أخبره عن قرار إندلاعالثورة التي لا رجعة فيها.
-
بل أن القاهرة أرسلت للجزائر سلاحا فاسدا من أجل نهب أموال جبهة التحرير التي لا يزال ملفها مغلقا، وظلت تبتز بعض القادة ممن يعيشون على ترابها بقصص مفبركة وادعاءات ليس الوقت للحفر فيها. لم نتحدث عن هذا إلا عندما تطاول على ثورتنا نظام حسني مبارك الذي ذهب إلى مزبلة التاريخ بفضل أحرار مصر الذين نكنّ لهم كل التقدير بلا شك، وقد لاحقته وعائلته لعنة الشهداء إلى مشاهد لا يتمناها من في قلبه ذرة من الكرامة، والتي طالما تغنى بها مبارك وعقد لها حتى مجلسه للأمن القومي الذي لم يجتمع منذ 1973.
-
لم نمتنّ على مصر أبدا، وجيشنا قاتل معهم في 1967 و1973. لم نمتنّ عليهم والرئيس الراحل هواري بومدين لا يزال يتصدر واجهة التاريخ بحادثة الصكّ على بياض في الاتحاد السوفياتي مقابل سلاح للجيش المصري، ولا داعي أن أروي تفاصيلها حتى لا أمتنّ عليهم وليعودوا إلى كتب ألفها المصريون أنفسهم ممن لم يصابوا بداء نكران الجميل. لم نمتنّ عليهم أبدا وقبور الجزائريين في سيناء لا تزال شاهدة وصادحة إلى يومنا هذا على أن الجزائر دوما تنتصر للحرية والحق ليس بالشعارات الطنانة بل بالدماء، ويكفي دلالة لا تزال ماثلة، وقوف الشعب الجزائري إلى جانب المصريين في انتفاضتهم المباركة ضد نظام حسني مبارك الفاسد، بالرغم من الجرح العميق الذي ليس من السهل تضميده في وقت عابر وتحت تأثير حمى سقوط الفراعنة.
-
أما من يسمون أنفسهم “ثوار” ليبيا الذين يكيلون الاتهامات للجزائر من أجل ابتزازها في موقفها، حتى تساعدهم في تمردهم على عقيدهم الذي علا في الأرض واستخفّ شعبه لدرجة الإسفاف، وتؤازر الحلف الأطلسي بقيادة ساركوزية في تدمير البلاد. هم بدورهم صاروا يمتنّون علينا وعلى ثورتنا في خضم اتهاماتهم المتكررة من دون بيّنة فيما يتعلق بحكاية “المرتزقة”، وربما مستقبلا لو يتحرر العراق سيمتنّون أيضا على أن مدينة بنغازي هي أكبر مدينة مغاربية ساهمت في إمداد الزرقاوي و”تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين” بالمقاتلين وحتى التكفيريين.
-
-
هذه أخلاقنا من الأمس إلى الغد
-
نحن نشكر كل من ساهم في نقل عقال بعير إلى ثوارنا، لأننا كنا على يقين أن ثورتنا ثورة عربية وإنسانية علمت الشعوب المحتلة معاني الإباء والانتفاضة والقتال من أجل التحرر ورفع الغبن والضيم. نحن نعتز بكل شعب آزرنا ورفع لنا الدعاء بالنصر والتمكين في صلواته بالمساجد أو بالكنائس أو حتى بمعابد بوذا والهندوس، لأننا كنا نؤمن بعدالة قضيتنا وأن أي حرّ على وجه البسيطة لا يمكنه أن يتحالف مع فرنسا ولا الحلف الأطلسي الذي أباد شعبنا واليوم نراه يريد “تحرير” شعوب أخرى لها ثروات نفطية طائلة.
-
نحن نفخر بكل مواطن مغربي رافع لأجل قضيتنا أو تسلل عبر الحدود للقتال إلى جانبنا وأكرمناه ورفعناه إلى مدارج العليين، لأننا كنا نعرف قدرنا عند الشعب المغربي الذي بلا فخر ولا مزايدة ولا امتنان، حررته ثورتنا ومن دون أن يطلق رصاصة واحدة، ومن الإباء أن يؤازرنا ونحن نواجه المجازر والمقنبلات والأسلحة الثقيلة بصدور عارية وببنادق صيد ورشاشات بسيطة لو لم يحتضنها الأبطال.
-
نحن نبجل أي مصري تمنى أن يسبح في النيل من أجل أن يلتحق بالأوراس أو جرجرة، ولكن الظروف لم تسمح، والله يكرم بالشهادة كل من تمناها بصدق ولم يسعفه مقدوره في تحقيقها، ولو مات مريضا على فراش نومه. نحن نقبل جبين كل ليبي شاركنا أحزاننا بدموع بريئة تتدحرج على خده، أو تحدى الصعاب لأجل نيل تاج الشهادة على أرضنا، لأننا نؤمن من أن أبناء شهيد مقصلة روما عمر المختار لا ينتهون ولا تسلل العقم لبناتهم، كما أن أحفاد شهيد مقصلة باريس أحمد زبانا لا ينكرون قدر الرجال ولا يبخسون الناس حقهم.
-
إن الثورة خط أحمر لا يمكن أن نسمح لأحد سواء من العرب أو العجم، المساس بها أو تزوير تاريخها أو استغلالها فيما لا يفيد حقوق الإنسانية والقانون الدولي، وتقديسنا لها دفعنا إلى أن نطلق على ما جرى في أكتوبر 1988 تسمية “أحداث” بالرغم من أنها أعظم مما نراه اليوم من ثورات وتتهجد بها الفضائيات تحت مسميات براقة ترفعها لمصاف الفتوحات الإسلامية.
-
فقد كانت أحداث أكتوبر بالفعل انتفاضة شعبية شبابية جزائرية من غير فضائيات ترعاها وتحرض عليها وتساهم في الترويج لها، ولا هبّ الآخرون لحماية المنتفضين أو التدخل في شؤونهم، لقد سقط المئات من الضحايا، وفتح مجال التعددية الحزبية التي كانت في مصاف الكبائر التي حدها قطع الرقبة، وبفضل أكتوبر تغير المشهد السياسي في الجزائر، وبلغ صداه إلى أوروبا الشرقية بإسقاط المعسكر الاشتراكي الذي تزعمته الامبراطورية السوفياتية، وبالرغم من كل ذلك لم نسميها “ثورة أكتوبر”، لأننا لا نقبل توأما لثورة نوفمبر ولو غيرت مدار الكرة الأرضية. كما أننا لم نشغل أنفسنا بكشف المتآمرين الذين يقفون وراء تلك العشرية الدموية التي قطعت فيها الرقاب وبقرت خلالها بطون الحوامل، وجرى التآمر على ذلك الإنجاز التاريخي وفق مقاربة مشبوهة.
-
الثورة عندنا حررت البلاد من احتلال بدأ في 1830 وليس من زعيم حكم عشريتين أو ثلاث وصفق له الناس بما يندى له الجبين من الطاعة والولاء والتذلل، بل نحن لو نقوم بتعداد الثورات التي اندلعت خلال 132 سنة من عمر الاحتلال على غرار ما قام به بوعمامة أو المقراني أو الأمير عبد القادرأو لالة فاطمة نسومر… الخ، ما كفتنا مقامات.
-
الثورة في مفهومنا هي التي دفعت فرنسا المستعمرة بأن تستنجد بالحلف الأطلسي لحماية نفسها من “الفلاڤة” الذين يقاومون بحرب العصابات في المدن ويمرغون أنفها في الفيافي والجبال، ولم يحدث يوما وأتحدى المؤرخين أن يأتوا بما يفيد أن ثوارنا طلبوا النجدة من الأجنبي حتى من دول الجوار التي تجمعنا بهم قواسم مشتركة، عقديا وعرقيا وجغرافيا وقوميا. بل حتى خلال العشرية الدموية لم يسمح الجزائريون الذين كانت تطالهم آلة الموت، لأي طرف أجنبي التدخل في شأنهم سواء عسكريا أو إعلاميا أو دبلوماسيا، في حين سجل الدعم للجماعات المتشددة النشيطة في لندن وباريس وبروكسل وبون ومدريد، وحدث لاحقا ما تنبأت به الجزائر من أن الإرهاب عابر للقارات وسيكتوي به كل من يدعمه أو يتجاهل شبكاته.
-
لقد وجدت نفسي مضطرا لتوجيه هذا الرسالة حتى نلقم بالأحجار أفواه المزايدين، فأنا ابن مجاهد وحفيد شهيد وعائلتي الثورية دفعت الثمن غاليا لتحرير البلاد وهو الذي نعتزّ به ولم ولن نتباهى يوما أن ساهمنا في استقلالنا أو تشييد دولتنا وحتى حمايتها من الإرهاب الذي صنعته أطراف لا تزال تحقد على إنجازنا الإنساني الذي لم يتكرر إلى يومنا هذا، فلا توجد دولة بعد الجزائر حققت استقلالها إلى يومنا هذا، ففلسطين محتلة منذ أكثر من ستين عاما، العراق محتل، والوجود العسكري الأجنبي في دول الخليج لا يزال قائما وهو احتلال مقنن ستظهر عواقبه الوخيمة مستقبلا، وليبيا الآن محتلة جويا وقريبا سيأتي الزحف البري بطلب من المتمردين المسلحين الذين صاروا يرفعون علم فرنسا وإيطاليا للأسف الشديد في مدينة عمر المختار، وهكذا حقق ساركوزي ما عجز فيه سابقوه في إطار مسلسل البكاء على أطلال فردوسهم المفقود، وسيصير عسكرهم على حدودنا البرية بعدما لفظه آباؤنا عبر البحر المتوسط.
-
طبعا ما يجري الآن وسيحدث غدا، كله من تداعيات دماء شهداء قال التاريخ إنهم مليون ونصف ونقول نحن إنهم أكثر من ذلك بكثير، ولو لم تكن الإبادة التي تعرضنا لها سواء بالتجارب النووية أو بالمجازر الدامية التي تلطخت بها ايادي الحلف الأطلسي، لكان تعداد شعبنا أكثر من 80 مليونا وليس 35 مليون نسمة… فانتبهوا!!