حديقة التجارب بالحامة تتوفر على كل المعايير لتصنيفها كحديقة عالمية

أكدت الخبيرة الدولية في الحدائق النباتية مايتي ديلماس بالجزائر العاصمة، الجمعة، أن حديقة التجارب بالحامة تتوفر على كل المعايير المطلوبة من أجل تصنيفها كحديقة عالمية.

وأوضحت السيدة دلماس نائب المدير للعلاقات الدولية بمتحف التاريخ الطبيعي بباريس (فرنسا) في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، على هامش زيارتها للجزائر من أجل عرض وتقديم لأعضاء المجلس العلمي لحديقة الحامة “الإستراتيجية العالمية لحماية التنوع البيولجي” أن الحديقة تتوفر على كافة المعطيات التي تؤهلها للحصول على تصنيفها كحديقة عالمية.

وقالت المتحدثة التي تشغل أيضا منصب نائب رئيس للحدائق النباتية لفرنسا والبلدان الفرنكفونية، إنها اكتشفت في أول زيارة لها للجزائر “بلدا رائعا وحديقة متميزة”، مبرزة أنه لا يزال على أعضاء المجلس العلمي للحامة “بذل مزيد من الجهود التنظيمية، لاسيما فيما يخص الانخراط في البرامج الوطنية للتنوع البيولوجي والتوجه نحو الجمهور الواسع للتعريف بهذه الحديقة”.

وسيسمح تصنيف حديقة الحامة ”وطنيا” في تسهيل الوصول إلى التصنيف العالمي – كما قالت- مؤكدة أن الحصول على التصنيف العالمي سيمر بعدة مراحل وخطوات.

وعادت لتؤكد أن حديقة الحامة بالإمكان أن “تضطلع” بدور هام بالنظر إلى الموروث التاريخي الذي تتوفر عليه من أجل وضع “شبكة إقليمية للحدائق النباتية تخص منطقة شمال إفريقيا”.

وستسمح هذه الشبكة الإقليمية والتي تفكر الشبكة العالمية للحدائق النباتية العلمية في استحداثها بتبادل الخبرات بين الدول المجاورة مع تعزيز فكرة التوجه نحو الجمهور الواسع لحماية النباتات والبيئة ليس فقط في شمال إفريقيا بل في كل دول العالم، تضيف المتحدثة.

من جهته أوضح عبد الكريم بولحية المدير العام لحديقة التجارب بالحامة، أن زيارة الخبيرة الدولية مايتي ديلماس إلى الجزائر تأتي بغرض دعم ملف الحديقة للحصول على تصنيفها العالمي، والاستفادة من توجيهاتها بالنظر إلى خبرتها المعروفة في مجال الحدائق النباتية العالمية .

وقال إن المحاضرات التي قدمتها الخبيرة للطقم العلمي للحامة ستؤخذ بعين الاعتبار من أجل دعم ملف تصنيفها، مبرزا أن الشبكة العالمية للحدائق النباتية العلمية تفكر في جعل حديقة الحامة ”النواة الأولى في استحداث شبكتها الإقليمية بشمال إفريقيا”.

وأضاف أن هذه الزيارة تأتي تبعا لمخطط عمل الندوة الدولية التي انعقدت بالعاصمة في 8 أفريل المنصرم حول حديقة الحامة، وهي الندوة التي عرفت مشاركة مختصين من إيطاليا وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا إلى جانب أعضاء بالشبكة الدولية للحدائق العالمية، حيث تم التعريف بكل ما تزخر به هذه الحديقة من أنواع مختلفة ونادرة من النباتات وتماثيل أثرية تستحق تصنيفها كمعلم طبيعي وثقافي عالمي.

يشار إلى أن حديقة التجارب بالحامة كانت قد سجلت خلال سنة 2017 ما يقارب 1.9 مليون زائر ما سمح لها برفع إيراداتها إلى أزيد من 168 مليون دج تمثل حقوق دخول الزائرين إليها، وقد شكلت تلك الإيرادات زيادة بغلاف مالي قدر بـ 76 مليون دج في ظرف ثلاث سنوات وهو ما يمثل نسبة 83 من المائة.

وتتربع الحديقة على أزيد من 32 هكتارا، ويعود تأسيسها إلى سنة 1832، وتم إعادة فتحها للزوار سنة 2009 بعد أشغال إعادة تهيئة وتحديث استمرت مدة خمس سنوات.