-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يعاني منه قرابة 2 مليون جزائرية ولا يزال مجهولا

حذار.. بطانة الرحم المهاجرة مرض يعيق الإنجاب

كريمة خلاص
  • 662
  • 0
حذار.. بطانة الرحم المهاجرة مرض يعيق الإنجاب

يعد مرض بطانة الرحم المهاجرة أو ما يعرف بـ”الأوندوميتريوز” من الأمراض النسائية المجهولة في الجزائر والصّعبة التشخيص في عديد الدول، رغم أنّ كثيرا من النساء والفتيات يعانين منه، إلاّ أنّ الاعتقادات الخاطئة تُعمّق المرض وتأثيراته الاجتماعية والصّحية وحتى الاقتصادية.

ويعرف المختصون مرض بطانة الرحم المهاجرة على أنّه نمو النسيج المبطن للرحم خارج الرحم، فعادة ما يحصل هذا النمو غير الطبيعي في منطقة البطن السفلية أو عند الحوض، ولكنه يمكن أن يحدث في أي منطقة حول الجسم لأسباب متعددة منها الحيض الرجعي، أو انتقال الخلايا الرحمية بعد عملية جراحية.

وفي هذا السياق، أفادت آسيا بلحسين رئيسة الجمعية الجزائرية لمكافحة بطانة الرحم المهاجرة، في تصريح لجريدة “الشروق”، أنّ أعراض المرض تتمثل أساسا في الشعور بآلام حادة أثناء الدورة الشهرية وتأخر الحمل وعدم القدرة على الإنجاب، مشيرة إلى أنّ المرض قد يمس أعضاء أخرى في الجسم مثل الكبد والمعدة والمسالك البولية.

وتؤكد بلحسين أن جمعيتها التي تعد حديثة النشأة والمعتمدة من قبل وزارة الداخلية في أفريل 2023 هدفها الأساسي هو التعريف بالمرض ووضع حد لانتشاره وتبعاته، خاصة في ظل العقليات المنتشرة التي تتعامل مع هذا المشكل الصحي بتهاون وتساهل كبيرين وأن الألم سرعان ما يزول عند الزواج أو الولادة.

وتحصلت الجمعية الجزائرية لمكافحة بطانة الرحم المهاجرة على اعتمادها في أفريل 2023، ومنذ ذلك التاريخ وهي تعمل على رفع وتعزيز الوعي بهذا المرض وتأثيراته الخطيرة اجتماعيا وصحّيا وقد تم تشخيص العديد من الحالات التي كانت تعاني من آلام حادة جدا، خلال حملات الكشف عن المرض في بعض الولايات، كما تستعد لإطلاق برنامج جديد عقب الدخول الجامعي يستهدف الإقامات الجامعية للفتيات من أجل توعيتهن وتحسيسهن بالمرض.

وتسعى الجمعية أيضا إلى افتكاك اعتراف لتصنيف بطانة الرحم المهاجرة ضمن الأمراض المزمنة بكل ما يترتب على ذلك من تعويضات للأدوية وللعطل المرضية وغيرها، وكذا مرافقة الفتيات والنساء في مصاريف الكشف عن المرض الذي يتطلب تحاليل بتقنية الرنين المغناطيسي “الإيارام” وهي مكلفة خاصة الراغبات في الإنجاب بتقنيات التلقيح الاصطناعي.

وقالت بلحسين إن “الجمعية هنا لإطلاق رسالة أساسية وقوية هي أن الآلام الحادة في الدورة الشهرية أمر غير طبيعي تماما ويستوجب الفحص لدى الأطباء من أجل علاج المشكل والتكفل به قبل فوات الأوان، ومحاربة كل المعتقدات الخاطئة التي تفيد بأن المرض سيزول بعد الزواج وأحيانا بعد الإنجاب”.

وأضافت بلحسين أن “الطريقة الوحيدة للشفاء من مرض بطانة الرحم المهاجرة هو الحمل والإنجاب أو بلوغ سن اليأس”.

ولفتت رئيسة الجمعية، في حديثها مع “الشروق”، الانتباه إلى مشكل وضع التشخيص الصحيح في الوقت المناسب، فقد يتطلب الأمر، حسبها، 10 سنوات كاملة تقريبا وأحيانا أزيد من ذلك من أجل تحديد المرض الذي لا يتضح بشكل جلي وبسيط، فقد يتمثل في تكيّسات أو إمساك مزمن، مستشهدة بحالتها المرضية.

وعرّجت المتحدثة على التأثيرات الاجتماعية للمرض وهو إعاقة الحياة الدراسية والمهنية بسبب التغيبات والانقطاعات المتكرّرة عن العمل والدراسة، وهنالك أيضا من يعشن حالات انفصال أو طلاق بسبب عدم قدرتهن على الحمل والإنجاب من دون علمهن بالسبب الحقيقي، ناهيك عن آثار أخرى تهدد الصحة العقلية والنفسية بسبب تكرر الألم وحدته ما قد يقود إلى انهيارات عصبية وتوتر حاد.

وتسجّل الجزائر، حسب بلحسين، نحو 2 مليون مريضة “بين حالات معلومة ومجهولة” بمعدل امرأة من عشر نساء يعانين من هذا المرض، بينما يصل العدد على المستوى العالمي إلى أزيد من 190 مليون امرأة يعانين من المرض.

ودعت بلحسين إلى تعزيز التكوين المتواصل والمعمق من أجل حل مشكل التشخيص لدى بعض الأطباء العامين أو أطباء أمراض النساء والتوليد، “فقد تشتكي المرأة من أعراض لا يتم تشخيصها إلى أن تصادف طبيبا متمكنا قد يتفطن للأمر، وهذا أمر لا يتعلق بالأطباء الجزائريين فقط وإنّما عالميا تعرف العديد من الدول صعوبة في تشخيص بطانة الرحم المهاجرة لصعوبة الأمر”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!