حذار… يا خاليلوزيتش
استدعى الناخب الوطني وحيد خاليلوزيتش 37 لاعبا لمواجهة المنتخب البوركينابي في المقابلة الفاصلة و الأخيرة للتأهل إلى كاس العالم بالبرازيل ، وأمام دهشة الجميع وجه الدعوة إلى لاعبين البعض منهم احتياطيي في ناديه وآخرون بعيدون عن الملاعب وقليل منهم من يلعب دقائق معدودات وشلة من المحليين قد يبعدون من التشكيلة الأساسية أو حتى الاحتياطية في آخر لحظة.
ما يقوم به المدرب البوسني يذكرني بما حدث للخضر2007 ، حين أقصي من التأهل إلى كاس إفريقيا حين انهزم بملعب الخامس من جويلية المكتظ عن آخره أمام المنتخب الغيني في عهد الرئيس حداج و المدرب كفالي، يومها كان الجميع متأكد من المشاركة في “كاس افريقيا بغانا ” لكن الداهية نوزاري أعادنا إلى نقطة الصفر ولولا حنكة سعدان ويقظة روراوة لما عشنا ملحمة أم درمان وما تأهلنا تباعا لكاس إفريقيا بانغولا وكاس العالم بجنوب إفريقيا وما عدنا الى الواجهة بعد السبات العميق الذي عاشته الكرة الجزائرية في التسعينيات.
خاليلوزيتش يبدو وكأنه يلعب ويتلاعب بمشاعر الجزائريين أياما فقط قبل مباراة الحسم أمام الخيول، فهو لا يكلف نفسه للحديث أمام الصحافة الجزائرية، ويفضل الإعلام الأجنبي هروبا من أسئلة محرجة لا يجد لها جوابا رغم انه يدرب الخضر منذ 28 شهرا وهي مدة كافية له ليعرف كل شيء عن المنتخب وعن أدق تفاصيل الكرة الجزائرية، فتوجيه الدعوة لـ 37 لاعبا يجعلنا نشك في قدرة البوسني على ايجاد تشكيلة أساسية للعب أمام بوركينافاسو.
فهل نحن أحسن من غانا ونيجيريا والكاميرون وكوت ديفوار الذين استدعوا 25 من أحسن لاعبيهم ؟
في الحقيقة لم أصادف في مشواري المهني مدربا اختار هذا الكم الهائل من اللاعبين للعب لقاء فاصل ومصيري، اسألوا خباطو، مخلوفي، خالف، سعدان ايغيل، مهداوي، وآخرون يجزمون أنه أمر غير معقول وهروبا من المسؤولية.
لقد وضعت الدولة الجزائرية والاتحادية الجزائرية لكرة القدم كل الإمكانيات للتأهل إلى المونديال، ومنحت الفاف المدرب وحيد خاليلوزيتش منذ مجيئه إلى الجزائر صلاحيات كبيرة لم تمنح لأي مدرب وطني قبله، فعلينا أن نقف وراءه إلى أخر دقيقة من المباراة، ونشجعه على الفوز بالمباراة… لكن حذار من الإقصاء لأنه يدخلنا في نفق يصعب الخروج منه، لانريد التفكير في سيناريوهات الإقصاء لان التأهل بين أيدينا وعلى أراضينا وأمام جمهورنا… فلا تخذلوننا وموعدنا على التاسعة والنصف ليلا يوم التاسع عشر من هذا الشهر لاقامة الأفراح والخروج إلى الشارع مثلما حدث بعد فوز أم درمان…