-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
محلاّت سارعت إلى عرض سلع شتوية مكدّسة

حرارة أكتوبر تخلط حسابات تجّار الألبسة

وهيبة سليماني
  • 1423
  • 0
حرارة أكتوبر تخلط حسابات تجّار الألبسة

لم يتوقع الكثير من تجار الألبسة، أن درجات الحرارة ستعاود الارتفاع خلال شهر أكتوبر، حيث سارعوا إلى عرض الألبسة الخريفية والشتوية توقعا لموجة برد مفاجأة، إلا ذلك سرعان ما أخلط حساباتهم، وجعل بعضهم يضيع على نفسه فرصة تسويق ما تبقى من ألبسة الصيف.

وقبل أيام قليلة، شهدت محلات بيع الألبسة، حركية تجارية غير عادية، بعد عرض سلع جديدة تتعلق بألبسة خريفية وأخرى شتوية، بل أن بعض التجار تخلو تماما عن ألبسة الصيف وفضلوا الربح في بيع ألبسة شتوية مثل المعاطف، والتنورات، والسراويل، والأقمصة الصوفية والقطنية، التي شهدت ارتفاعا طفيفا في أسعارها مقارنة بثلاث السنوات الماضية.

حساني: تذبذب في سوق الألبسة بسبب الاحتباس الحراري وتراجع عمليات الاستيراد

وعبّر الكثير من تجار الألبسة، عن تفاجئهم بارتفاع درجات حرارة لا تتناسب مع ما يعرض في محلاتهم، ففي الوقت الذي يشتكي الزبائن من ارتفاع أسعار الألبسة، وعدم قدرتهم على شراء بعضها، ساهمت درجات الحرارة المرتفعة في عزوفهم عن شراء ألبسة الصيف وألبسة فصل البرد معا، حيث أوضح صاحب محل بشارع ديدوش مراد بالعاصمة، أن انخفاض درجات الحرارة مع بداية أكتوبر شجعه على عرض ألبسة صوفية وقطنية تم جلبها عن طريق “الكابة” مع بداية سبتمبر من تركيا.

وقام صاحب هذا المحل، بتنسيق طواقم شتوية مع أوشحة، وحقائب، وأقمصة حريرية، لجذب الزبائن، إلاّ أنّ درجة الحرارة المرتفعة خلال شهر أكتوبر، حوّلت سلعهم إلى ديكورات دون زبائن، بل إنه وبحسب تأكيده، كان بإمكانه أن يبيع مجموعة من الألبسة وبسعر مرتفع ولكنه خبأها مفضلا ألبسة لبداية موسم خريفي اعتقد أنه سيأتي باردا.

 تراجع استيراد الملابس وسلع “الكابة” تبقى السائدة

وفي ذات السياق، أكد محمد حساني، رئيس منتدى التصدير والاستيراد، والتجارة الدولية، أن أغلب الملابس المتواجدة في السوق هي سلع كانت مكدسة خلال مرحلة كورونا، وبعضها تم جلبها عن طريق “الكابة” من الخارج، أمّا المستوردة الجديدة في الإطار القانوني، فهي قليلة، مشيرا إلى أن السلع الشتوية التي سارع مؤخرا التجار إلى عرضها، أغلبها كانت مكدسة، خاصة أن عمليات استيراد الملابس لم يرخص بها للكثير من تجار الألبسة، وخاصة بعد أن تقلص عدد المستوردين بصفة عامة من 36 ألف مستورد إلى 12 ألف مستورد.

وأوضح حساني، أن بعض المستوردين الذين كانوا يأتون بعدد من الحاويات الخاصة بالملابس، أصبحوا لا يستوردون إلا حاوية أو حاويتين في السنة من هذه السلع، قائلا إنّ التجار أرادوا أن يتخلصوا من سلع لألبسة شتوية مكدسة، ولكن درجات الحرارة أخلطت حساباتهم، فوجدوا أنفسهم يخسرون أكثر مما يربحون.

 الاحتباس الحراري يحدث تذبذبا في سوق الألبسة الشتوية

وقال محمد حساني، إنّ سوق الألبسة المستوردة يشهد حالة ركود، وإن الأسعار لن تنخفض في ظل الخسائر التي يتعرض لها التجار، كما أنّ الزبائن لن يكون لهم خيارات واسعة، وإن وجدت فإن الأسعار ستكون بعيدة المنال عن أغلبهم.

ويرى حساني، أن الاحتباس الحراري، وارتفاع درجات الحرارة في غير فصلها، سبّب تذبذبا في العرض، والطلب، وحيّر التجار بشأن عرض سلعهم، وهو ما قد يؤدي إلى تكدّس آخر إضافة إلى التكدس الذي كان خلال مرحلة الحجر الصحي بسبب وباء “كوفيد19”.

 العودة إلى الألبسة ذات الصنع المحلي

وفي ذات السّياق، قال ممثل الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، سعيد قبلي، إنّ سوق الألبسة سيشهد انتشارا للسلع المحلية، حيث يوجد الكثير من ورشات الخياطة والمصانع التي رفعت من إنتاجها لتغطية النقص في سوق الألبسة.

ويرى قبلي أنّ فتح المجال الجوي والبحري، سيسمح باستيراد ما يكفي من الألبسة الشتوية والصيفية، وأن الأسعار لن تعرف، حسبه، زيادة ملحوظة، إلاّ أنّ ارتفاع درجات الحرارة من حين إلى آخر قد يتسبب في خسائر عند بعض التجار الذين يلجؤون إلى رفع هذه الأسعار بهدف تعويض الخسارة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!