-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حرب التجويع العالمية الكبرى

حرب التجويع العالمية الكبرى

إذا كان الكيان الصهيوني، بدعم كامل من الاستكبار العالمي، قد فشل في تحقيق أهدافه المعلنة أمام الرأي العام، في تحرير أسراه والقضاء على المقاومة الفلسطينية، فإن أهدافه الخبيثة السرية، بدأت في التحقق، وطبعا بدعم من حلفائه الذين ساندوه في أكبر حرب عالمية في تاريخ البشرية، للتقتيل والتهجير والتجويع، بعد أن تم تهيئة كل ظروف تحقيقها، من سدِّ كل منافذ غزة الجوية والبحرية والبرية، والسير إلى الشهر الخامس من الأعمال العدائية، التي وجد فيها الصهاينة حلفاء، من عجم وعرب، يشاهدون أبناء فلسطين يموتون بالنار والقهر والجوع، وهم صامتون، وربما مغتبطون.

كل حروب الدنيا المعروفة، بما فيها تلك التي دارت في فجر الإسلام، عاشت هامشا من التجويع، من خلال المقاطعة والعقاب التجاري والاقتصادي والحصار، ولكن أن تُستعمل ضمن خطط الإبادة الجماعية، فلا نظنّ أن العالم قد شهد مثيلا لها، بعد أن اتّضح بأن قتل الأطفال وتجويعهم وترهيبهم من خلال مشاهد الدمار والحرق والتعذيب والتجويع، إنما من أجل نسف الرغبة في الحياة من يومياتهم.

لم يعُد يفصلنا عن بداية شهر رمضان المبارك، إلا بضعة عشر يوما، ولا تباشير خير، تبدو من أمة الإسلام التي يفوق تعداد الصائمين فيها المليار ونصف مليار نسمة، إذ يعجزون عن التفكير في خطة أو عملية لكسر هذا الحصار، الذي جعل أبناء فلسطين يأكلون أعلاف الأنعام، بعد أن حُرموا من الدقيق والزيت، ويشربون من المجاري، بعد أن نسف العدو كل قنوات المياه الصالحة للشرب.

لا ندري كيف ستكون صور فضائيات الطبخ والأطباق الدسمة وموائد رمضان في بلاد الإسلام، وأسواق اللحوم والزبادي والمقرقشات والمكسرات، وأبناء فلسطين لا يجدون رائحة طعام يمكن أن يصلح لإفطار أو سحور في عزّ “صومهم المزمن” الذي بدأ منذ السابع من أكتوبر، بل لا يجدون حتى رائحة للحياة؟ ولا ندري كيف سيتمكّن شعب المليار من الاستعداد لقدوم رمضان وبعده عيد الفطر المبارك، وما يحدث في غزة لا يختلف عما عاناه الجيل الأول من المسلمين في فجر الإسلام، من تعذيب وتنكيل وتهجير وتقتيل، ولكن هذه المرة لا أحد ينادي “حيّ على الجهاد”؟

اكتفت إلى حد الآن المنظمات الدولية من تغذية و”يونيسيف” وصحة وإغاثة، بتقديم إحصاءات وتوقعات مؤلمة عن حال الفلسطينيين، واكتفت دول كبيرة بالتنديد والشجب، بينما يواصل الصهاينة وحلفاؤهم “العمليون” دعمهم لمضاعفة أرقام إحصاءات وتحقيق توقعات هذه المنظمات الإنسانية والصحية، العاجزة تماما عن الدفاع عن الإنسان وعن الصحة.

لقد فهم أبناء المقاومة بأن النار لا بد أن تقابلها النار، وفهموا أن الصهاينة لا يمكن مواجهتُهم بالكلام والسلام وحسن الجوار، وقد أبانت أشهر الحرب الأخيرة حقيقتهم، وحقيقة حلفائهم الذين رفضوا قطعا وقف إطلاق النار، ووافقوا على وقف إطلاق الدقيق والماء والأوكسجين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • لزهر

    إن الجوع والتهجير الذي تعرض له الجزائريون خلال فترة الاستعمار لم يشهده التاريخ قط ولم يكن هناك ما يسمى مساعدات أو أي شيء. بالعكس، تعرضنا لنهب الثروات، بما في ذلك اليهود الذين كانوا يعيشون في ذلك الوقت، وأصبح لديهم هناك الآن مستشفيات ومصانع و... على الجانب الآخر.