-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حرب الـ6 أيام وحرب الـ6 أشهر: الفرق.!..

حرب الـ6 أيام وحرب الـ6 أشهر: الفرق.!..

تَمكَّن الكيان الصهيوني في اليوم الثاني من حرب جوان 1967 من احتلال غزة بالكامل التي كانت تحت السيادة المصرية أنذاك فضلا عن سيناء، وفي اليوم الثالث احتل الضفة الغربية بما في ذلك القدس، ثم مرتفعات الجولان السورية، ثم كل فلسطين في 6 أيام! ومازال إلى اليوم.

أما سيناء فقد استعادتها مصر بعد حرب أكتوبر مقابل الاعتراف بالكيان الصهيوني دون سائر البلدان العربية أنذاك، أما مرتفعات الجولان فما زالت إلى اليوم تحت الاحتلال وقد ضمها الكيان إلى أراضيه ولم يعد يعترف بالسيادة السورية عليها، من دون الحديث عن القدس التي أعلنها عاصمة أبدية له بشقيها الغربي والشرقي، والضفة الغربية التي لم يبق فيها مكان إلا وزرع فيه مستوطناته باعتبارها أصبحت هي الأخرى جزءا أبديا من كيانه الغاصب. فقط هي غزة التي بقيت تركيبتها السكانية فلسطينية 100 بالمائة بعد انسحاب المستوطنين منها في 2005، ولكنها هي الأخرى استمرت تحت الاحتلال والحصار بشكل أو بآخر، إلا أنها في كل مرة كانت تثور بقوة السلاح ضد المحتل الغاصب، وآخرها كان ثورة طوفان لأقصى بعد مرور 57 سنة عن الاحتلال الأول سنة 1967، وها هي 6 أشهر تمر على الحرب الهمجية التي يشنها الصهاينة النازيون على الشعب الفلسطيني الأعزل ولكن من دون أن يتمكنوا من تحقيق الهدف الذي سطروه: القضاء على المقاومة واستعادة الرهائن، بل العكس هو الذي يحدث، تمكنت المقاومة من تكبيد العدو الصهيوني أكثر مما تكبده في حربه مع ثلاثة جيوش عربية سنة 1967، ومازالت تقف ندا له رغم أنه لم يُبق وسيلة إبادة إلا واستخدمها:

في تلك الحرب التي قادتها الجيوش العربية خسر الصهاينة وعلى كافة الجبهات: السورية الأردنية المصرية ما بين 650 و800 عسكري فقط، وبلغ عدد جرحاهم ما بين 200 و2500 ولم يزد عدد أسراهم عن 20، وبقيت خسائرهم في العتاد في حدود الـ5 بالمائة مما يملك الكيان… أما في غزة اليوم، وأمام مقاومة بلا دبابات ولا طائرات ولا مدفعية ولا جيش نظامي فقد تكبد الصهاينة، وهم الذين حشدوا أفضل ألويتهم القتالية بقوام قدره 300 ألف عسكري، ما لا يقل عن 1509 قتلى (بينهم 590 عسكريا عدد منهم ضباط كبار (إحصائيات صهيونية ليوم 12 مارس) وأكثر من 14341 جريحا (حسب معهد دراسات الأمن القومي الصهيوني) 4000 منهم أصيبوا بإعاقات دائمة حسب موقع “ولا” الصهيوني. أما الأسرى الذين مازالوا لحد الآن في قبضة المقاومة فيزيد عن الـ100 وحسب تقديرات ذات المعهد يبلغ عددهم 134… يجري التفاوض بشأنهم. وأدت صواريخ المقاومة إلى فرار عشرات الآلاف من مستوطنات الجنوب كما الشمال، حيث قدر معهد دراسات الأمن القومي عددهم الإجمالي بـ217921، لم يعد بإمكانهم العودة، وفر جزء منهم خارج دولة الكيان. أما على صعيد العتاد العسكري خسر العدو الصهيوني إلى غاية الشهر الرابع أكثر من 1000 دبابة ومدرعة وناقلة جند، وأصبحت دبابة “الميركافا”، السلاح الذي أخاف به الكيان الجميع وجعل منه عنوان قوة، محل سخرية العالم، غير قادرة على الصمود أمام قاذفات الياسين 105 وقنابل الشواظ التي دمرت وأعطبت المئات منها بالتصوير المباشر، بل إن قيمتها كسلاح لا شك انهارت أمام العالم، كما فقد الجيش الصهيوني عددا معتبرا من مُسيِّراته بعضها في حالة عمل، والأهم من كل هذه الخسائر البشرية والمادية فقد الجيش الصهيوني هيبته وإلى الأبد أمام العالم، وبات يُصنَّف من قبل الرأي العام العالمي كجيش إرهابي ونازي لا يتردد في قتل عشرات الآلاف من المدنيين انتقاما لهزيمته… إذا أضفنا إلى كل هذا تلك التقديرات التي تقول بأن كلفة الحرب جعلت ميزانية الكيان تُرفع بأكثر من 19 مليار دولار في الوقت الذي عرف فيه اقتصاده أكبر انكماش في الربع الأخير من سنة 2023 قُدر بـ20 بالمائة… ناهيك عن التوقف التام للنشاط السياحي وحدوث هجرة عكسية معتبرة لأول مرة أكثر من المعتاد…

كل هذه المؤشرات إنما هي فقط للمقارنة بين حرب الـ6 أيام وحرب الـ6 أشهر، ولنقول أن الفرق إنما يدل دلالة قاطعة عن كون المقاومة إنما هي منتصرة في المستقبل بإذن الله والعدو يسير نحو هزائم أخرى أصبحنا نراها رأي العين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • نحن هنا

    سكرا جزيلا