الرأي

حرب المال بعد الكشف عن منشأ كورونا!

رسميا البحث جار في أصل كورونا، بدأ منذ زمن، فريق منظمة الصحة العالمية زار مدينة ووهان، ودخل مختبراتها، دون أن يصل إلى شيء يستحق الإعلان عنه، فعاد أدراجه بـ”خفي حنين”.

مهمة البحث لم تنته، ووهان أبوابها مفتوحة لفرق البحث الحاملة لراية المجتمع الدولي، لكن أبواب حقيقة فيروس كورونا مازالت مغلقة، لم يحدد أحد موقعها في بيان رسمي.

أسرار في خزانات مغلقة، كل فرق البحث بما تعتمده من تقنيات متطورة، لن تصل إلى المسك بمفاتيحها المحفوظة في حقائب القوى الكبرى.

قادة دول السبع الصناعية، أقرت قمتهم في لندن، مبدأ البحث في أصل كورونا، وتحديد مكان منشئها، دون الكشف عن آليات البحث المؤجل، والهدف منه، إن كان سياسيا أو اقتصاديا أو صحيا، وما سيعكسه من آثار على واقع العلاقات بين دول العالم الكبرى.

دعا قادة السبع، مدير منظمة الصحة العالمية لقمتهم عبر الدائرة التلفزيونية، لتلاوة تقريره الأممي، على مسامعهم، وهم يدركون مضمون هذا التقرير بما يحمله من دعوات تعزز موقفهم المطروح في جدول أعمال القمة، حيث وضع يده على جوهر القضية المثارة، داعيا إلى التعاون والشفافية عند البدء بالمرحلة التالية من التحقيق في الكشف عن أصل كورونا، مشخصا دون تردد دور الصين في الوصول إلى الحقيقة غير المعلنة، ودون تعاونها تبقى كل البيانات ناقصة.

انطلق المجتمع الدولي في البحث عن منشأ كورونا، وأصدر تقاريره الأولى التي لم يأخذ بها أحد، لما اعترضت صياغته من صعوبات في مشاركة البيانات الحاملة لحقائق لا تقبل الشك .

لكن الشك جاء شكلا ومضمونا لتلك التقارير التي نصت بصريح العبارة: “أن تسرب فيروس كورونا من مختبر صيني امر غير مرجح”.

دفع هذا الشك الولايات المتحدة الأمريكية منذ اللحظات الأولى لبدء عهد الرئيس جو بايدن في إدارة البيت الأبيض، إلى تكليف أجهزتها الاستخباراتية للبحث والتحقيق في الوصل إلى منشأ كورونا بكل الوسائل والسبل المتاحة.

اعتمدت إدارة البيت البيض سيناريوهين في عملية تحقيقها، كان السيناريو الأول يقوم على فرضية: “انتقال الفيروس التاجي من اتصال بشري مع حيوان مصاب”، أما السيناريو الثاني فيقوم على فرضية: “تسرب الفيروس جراء حادث مخبري “.

نتائج البحث الأمريكي غير المعتمدة في اتخاذ قرار عالمي نهائي، رجحت أن فيروس كورونا قد تسرب من مختبر في ووهان، وهي الفرضية التي يبنى عليها التحقيق العالمي في مساراته الجديدة بعد قمة دول السبع في لندن.

الأمر لم يقف عند حد الكشف عن منشأ كورونا بدلائل قاطعة، فما بعد الكشف عن الحقيقة سيبدأ الصراع العالمي حول التكاليف التي ستقع على أعباء المتسبب في تسرب “الفيروس”، وإجباره على تعويض اقتصاديات العالم التي ضربت في مقتل.

مسار يتجه نحو إدانة الصين “العظمى” لاستنزاف اكبر احتياطي نقدي في العالم مازال يتنامى مع انسيابية طريق الحرير المار دون عراقيل في محطات المدن الكبرى.

هي حرب المال ترتسم آفاقها بوضوح ظاهر!

مقالات ذات صلة