-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الضابط المغربي المنشق "عبد الإله عيسو" في حوار خاصّ لقناة "الشروق نيوز":

حرب بالمخزن وفوضى في الجيش!

سفيان.ع
  • 21219
  • 0
حرب بالمخزن وفوضى في الجيش!
ح.م
الضابط المنشق عن الجيش المغربي، عبد الإله عيسو

يكشف الضابط المنشق عن الجيش المغربي، عبد الإله عيسو، في حوار خص به قناة “الشروق نيوز”، الصراعات المستعرة داخل العائلة المالكة في نظام المخزن من أجل النفوذ، وحالة الفوضى والفساد المستشري في الجيش، وكيف تحولت هذه المؤسسة إلى عصابة إجرامية لتهريب المخدرات من أمريكا الجنوبية عبر الصحراء الغربية إلى الجزائر وإلى البلدان الأوروبية.

إغراق دولة مثل الجزائر باعتبارها “عدوة”، يدخل في سياق حروب الجيل الرابع، وهناك مخطط لإغراقها بالمخدرات مند مدة وخصوصا الحشيش ومؤخرا الكوكايين، يقول الضابط المغربي المنشق، الذي تحدث في حوار مع قناة “الشروق نيوز” للزميل بلال كباش (بث مساء الأحد) عن “رائحة مخطط لإلصاق التهمة بالجزائر”، وهي المعلومة التي يقول إنها وصلته من ضباط في الجيش يعملون على الحدود الشرقية مع الجزائر.
يقول عبد الإله عيسو: “كان عمل كبير، وكانوا يتبعون مسالك خاصة، عبر الحدود الصحراوية والموريتانية.. هناك قناطير وأطنان.. هذا نشاط عصابات إجرامية وليس نشاط جيش نظامي، ولا أظن أنهم سيندمون”.
يؤكد الضابط المغربي أن العمل من أجل إغراق الجزائر بالمخدرات كان يأتي في شكل تعليمات من المفتش العام للقوات المغربية، ومن يرفض هذه التعليمات يتعرض للطرد أو في أحسن الأحوال تأخير الترقية، ولكن الجنود يطبقون الأوامر مقابل المحافظة على المنصب، أما الأموال فتذهب للضباط الكبار، على حد قوله.
يقول عبد الإله عيسو إنّ معلومات وصلته من الملحق الصحفي الإسباني، تؤكد بأن الجنرال بناني كانت له علاقة مع كارتل المخدرات في أمريكا اللاتينية، وهو من كان يتولى نقل المخدرات عبر الصحراء وإيصالها إلى أوروبا، أما التوجيهات فتأتي من القصر باعتباره هو من يحصل أموال المخدرات.
يؤكد الضابط المغربي: “من يسيطر على سوق المخدرات في المغرب، هو القصر بطبيعة الحال، وأنا شاهد على هذا عندما كنت في طنجة في قيادة وحدة لمكافحة المخدرات، كانت الأميرة فاطمة الزهراء، وهي عمة محمد السادس وقد كانت واسطة بين المهربين والقصر، وقد أكد لي هذا الأمر أحد المهربين يدعى حميدو الديب”.
وتابع: “لقد أكد لي أحد البارونات أنه كان يتواصل مع القصر، من أجل تنظيم تهريب المخدرات، وحميدو الديب كان له ميناء خاص لتهريب المخدرات، وقد وصلني ذات مرة، بأنه يقوم بأشغال لتوسيع نشاطه التهريبي، ولما تواصلت معه أكد لي أنه مرخص له بتجارة السلاح من قبل القصر وهذا أخطر من المخدرات، وقد كنت أرى عمة الملك محمد السادس تأتي إلى هذا البارون باعتبارها وسيطة.. القصر الملكي كان له نصيب من أموال المخدرات، وإلا كيف يفسر ارتفاع ثروة الملك محمد السادس، إلى 100 مليار دولار وربما أكثر”.


وبخصوص ما يحدث داخل الجيش المغربي، فكل شيء يباع ويشترى، المنصب والترقية، وحتى الالتحاق، يقول عيسو: “في الجيش المغربي كل شيء بالمال، لكي تدخل للجيش تدفع، كي تترقى تدفع، أن تصل إلى مستويات أعلى يجب أن تدفع ما يناسب تلك الترقية”.
ويضيف: “كان من يتولى المسؤولية في المناطق الجنوبية عليه أن يدفع، لأن العمل في تلك المنطقة يجني أرباحا كبيرة من خلال سرقة المؤن المخصصة للجنود في الجنوب. الضباط الكبار يبيعون سلعا للجنود تدفع من أجورهم الهزيلة، بل إن السرقة تطال حتى لباس الجنود المغربيين، فالجندي يشتري الجندي بماله الخاص، أو يلبس لباسه المدني. أما الضباط الكبار فلهم أساطيل الصيد وصفقات السلاح والعقارات، ولكن من دون حساب، على عكس الجزائر مثلا من يخطأ يدفع الثمن”.
وحتى في العقاب هناك تمييز مفضوح، يقول الضباط المغربي المنشق، “الذين يثبت بحقهم بيع مخدرات من الجنرالات يتم نقلهم فقط من الجنوب إلى الشمال، أما مصدر المخدرات فتأتي من بعض المهربين، ويوظفون الأموال لاستهداف الجزائر”.
“المشكلة بالنسبة للجيش المغربي هو الفساد المستشري داخله”، يقول الضابط عيسو: “إذا خرجت من القطيع ستتعرض لجميع الأعمال التعسفية، مثل التأخر في الترقية في التحويل من المنصب..”
أما بخصوص مشكلته مع المخزن فقد بدأت “لما رفضت التوقيع على بعض الوثائق التي فيها عملية نهب في التموين (البنزين الغذاء) للجيش، الأرقام غير متطابقة.. أنا طبقت القانون، وهو ما تسبب في معاقبتي بنقلي تعسفيا، ثم معاقبتي بحرماني من المسؤولية التي كنت أتقلدها كقائد فرقة، وأصبحت نائبا واستمرت الاستفزازات، رغم احترامي للتراتبية”.
وأضاف: “لما طالبت بحقي في لقاء مع المسؤول الذي يأتي بعد رتبتي، رفض طلبي لأنه لا يصل، هم يدفعونك لارتكاب أخطاء أخرى، ولما سدت في وجهي كل الأبواب اتصلت بالمصالح الإسبانية في إسبانيا لفضح هذه الممارسات، وقبل ذلك حاولت الاستقالة من الجيش بطريقة قانونية، غير أن الطلب رفض من دون مبرر”.
في عقيدة الجيش المغربي، العدو التقليدي هو جبهة البوليساريو والجزائر، ثم إسبانيا، و”هي العقيدة التي يحاولون ترسيخها في دماغ الجنود المغربيين، الذين يرتكبون الاعتداءات يوميا على الشعب الصحراوي وصلت مستوى بشع.. لما كنت في الجيش لم يكن هذا الاستهداف للصحراويين، وغالبية الجنود المغربيين يرضخون للأمر تحت القهر، لأنهم دخلوا الجيش بدافع الوضع الاجتماعي المزري، لا غير”، على حد تعبير نفس الضابط.
ويؤكد عيسو: لما كنت في الجيش كنا نتلقى أوامر غريبة، كان الصحراويون يأتون بالجمال للرعي في مناطق معينة، وقد تلقيت يومها أوامر بقصف تلك المناطق، وعندها تحايلت بقصف تلك المنطقة بشكل تحذيري حتى يهربوا من ذلك المكان وينجوا من الموت المحقق.
واسترسل: “كانت حالات اغتصاب جماعية للنساء داخل الحمامات في العيون والسمارة، ولا تزال هذه الفظائع ترتكب إلى غاية اليوم، ولكن الشرطة هي من تقوم بها اليوم وليس الجيش. من يقومون بمثل هذه الأفعال، هم مقيدون مثلا بقروض بنكية للحصول على السكن وما إلى ذلك، ولكن هناك أيضا من يقومون بمثل هذه الأفعال بشكل عادي، وهناك من يرفض”.
وتابع: “لقد وقفت على مآسي كبيرة بحق الصحراويين من تعذيب وترهيب وما إلى ذلك، وهناك تعمد لكسر عظام أطفال صغار صحراويين لمجرد أنهم تظاهروا سلميا للدفاع عن حقوقهم. أما من يرفض تطبيق التعليمات بقمع المدنيين الصحراويين، فالسجن أو الطرد من الجيش مباشرة ينتظرهم”.
كما تحدث الضابط المنشق عن الجيش المغربي، عن حالات فرار من الجيش المغربي، بسبب الوضع المزري وغياب العدالة والاحترام “كثير منهم يتعرض للتنكيل، ليس فقط في الصحراء الغربية وإنما في المغرب أيضا، وحتى الشرطة تعاني من هذه الظاهرة.. لقد فر الكثير منهم أيضا إلى أوروبا، لأنهم رفضوا واقعهم المزري”.
أما فيما يتعلق بالعائلة المالكة، فلم تعد كما في عهد الحسن الثاني –على حد تعبيره- لقد تولى الموساد تدريب أفرادها، وقد أصبح النفوذ الصهيوني أقوى حتى من نفوذ الحموشي وجهاز مخابرات نظام المخزن، مؤكدا بأن تغلغل الموساد في نظام المخزن يعود إلى البدايات الأولى لميلاد الكيان الصهيوني في نهاية الأربعينيات، وهناك شهادات لضباط الموساد، ولعل في حاثة التجسس على القمة العربية في 1965 التي قادت إلى هزيمة العرب في حرب 1967، أبرز دليل على ذلك.
التناقضات داخل النظام المغربي بدأت تتعاظم، يقول الضابط المغربي المنشق، فالعائلة الملكية لم تعد تثق في مخابرات الحموشي، حتى الأمراء أصبحوا عصب داخل العائلة المالكة ولهم فرق حماية خاصة، مدربة من قبل الكيان الصهيوني.
ويكشف الضابط المنشق عن حوادث خطيرة وقعت بين زوجة العاهل المغربي السابقة، ووصل الأمر حد إطلاق النار. يقول: “كان هناك صراع على السلطة والنفوذ بين زوجة الملك السابقة الأميرة سلمى وشقيقاته وخصوصا مريم التي تعتبر هي الأكبر في العائلة، وهذا المشكل الأساسي، وخصوصا أنهن نساء والغيرة وما إلى ذلك”.
ويضيف: “كانوا في مأدبة عشاء، ووقعت حرب كلامية، ثم أخرجت الأميرة مريم مسدسها وأطلقت رصاصة على الأميرة سلمى زوجة الملك، لكنها أصابت شقيقها الملك محمد السادس، وقد نقل على إثر ذلك إلى فرنسا للعلاج، وبعدها اختفت الأميرة سلمى، هناك من يقول إنها قتلت وهناك من يقول إنها تحت الإقامة الجبرية، هناك غموض حول هذه القضية”.
“مشاكل عميقة داخل العائلة المالكة، وزواج سلمى والملك، كان صوريا ولم يكن زواجا طبيعيا”، يقول عيسو.. “مشاكل العائلة بدأت مباشرة بعد تربع محمد السادس على العرش، لقد تم إبعاد بعض الأسماء الثقيلة داخل القصر مثل منير الماجيدي، وعالي الهمة لم يعد بذلك النفوذ، والسبب هو الفساد، وإن كان الفساد عاما داخل العائلة المالكة“.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!