-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حسابات الأمريكان غير حسابات العربان!!

صالح عوض
  • 7005
  • 0
حسابات الأمريكان غير حسابات العربان!!

أصحابنا من السياسيين العرب المولعين بلغة الواقعية السياسية واللاهثين نحو اعتاب “العم سام” يتمسكوا بقيّمهم وأخلاقهم العربية في مواقع لا تحمد فيها تلك القيم والاخلاق، اذ ان الوفاء والصداقة يظلان حاضري الحساب عندهم فيما يركلهم الامريكي المتجبر المتغطرس بحذائه كلما قرف من تذللهم ببابه ورأى ان هذا العبد قد انتهت مهمته .. هم يحسبون ان مجرد الوفاء والتفاني للسيد الامريكي يكفي ان يجعله دوما حريصا على إبقائهم فيما مكنهم من مناصب عليا ومقامات رفيعة.. ولا يلتفت أحدهم الى عبر التاريخ القريب والبعيد وكيف تخلى الامريكان عن أصدقائهم بل ولربما قتلوهم بدم بارد مستبدلين الاجير بأجير آخر أكثر فاعلية وعطاء وأكثر مناسبا للمرحلة الجديدة..ولسوء ما يعتقده هذا الرهط من السياسيين انهم فقط من يستعد لنيل ثقة السيد الامريكي لا يعرفون ان هناك الآلاف يقفون بالباب، ومن كل الاطياف والالوان الفكرية والسياسية جاهزون لوضع حزام العبودية حول خاصرة الواحد منهم ويمسك بمنديل ليمسح الحذاء الثقيل.العجيب ان الامريكان مصابون بخاصية الحيوانات الكاسرة التي لا تأكل ميتا فهي دائما تشتهي الانقضاض على الفريسة وهي حية وإسالة دمها للتلذذ بمنظره يتقاطر عن أنيابها وأكل لحمها طازجا غير مجفف او مجمد.. وشهوة القتل هذه التي لدى الامريكان  اكتسبها القوم من ثقافة “الكاوبويالذي يصاب بجنون كلما استعصت عليه الفريسة ويصبح مستعدا لبذل كل ما في وسعه للف حبله على عنقها..الامريكان لا مقدس عندهم.. ولا قيمة لمواعيد ولا مواثيق ولا مبادئ ولا قرارات أممية ..المقدس الوحيد لدى الامريكان مصالحهم الاستراتيجية، واي شيء يعطلها او يعرقلها او يشوش عليها يجب ان لا يظل على وجه الارض وهم في طريقهم هذا لا يراعون كنيسة ولا مسجدا..ولا يأبهون برئيس ولا بمفكر .. ولا يفرقون بين ديكتاتوري وديمقراطي.. فالكنيسة لا حرمة لها ان هي وقفت خلف الرافضين لمصالح امريكا الاستراتيجية .. وقد يصنعون مسجدا ووعاظا وجماعات تتكلم باسم الاسلام ذلك ما دامت تتصدى للاسلام المعادي لاستراتيجية امريكا.. يقفون مع أسوأ الانظمة الديكتاتورية عندما تضخ لهم مصالحهم والخيرات.. وبسقطون الديمقراطيات عندما تحاول التعبير عن حقوق شعوبها في مواجهتهم.انهم قد يبيعون أقرب الاصدقاء لمجرد محاولة ان يفتحوا بابا مع القوة المعارضة ان كان وضعها المادي أقوى من الصديق والحليف، كما حصل مع شاه ايران الذي لم يستطع ان ينال موافقة لجوء لأمريكا رغم كل ماقدمه لها في المنطقة..أقول هذا الكلام وأنا أرى ان رؤوسا قريبا ستطيح بها أمريكا وان أشخاصا سيعفوا من خدماتهم عما قريب وان أسماء كبيرة ستصبح في خبر كان ..فهل يتدارك اللاهثون بقية عمرهم أم على قلوب أقفالها؟  

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!