الرأي

حسبلاوي، الكوليرا و”البولتيك”!

قادة بن عمار
  • 2638
  • 3
ح.م

يقول البعض إن وزير الصحة مختار حسبلاوي “بروفيسور في الطب” لا يتقن السجال الإعلامي ولا يحترف المعارك السياسية رغم أن أبسط العارفين بـ”البولتيك” ومشتقاتها، يدرك أن منصب “وزير” هو منصب سياسي في المقام الأول!
أن يظهر البروفيسور حسبلاوي بعد نحو أسبوعين أو أكثر من بداية انتشار الكوليرا، لا علاقة له بإتقان السياسة أو لا، وأن يترك مسؤولا في وزارته يعلن الخبر للجزائريين بدلا منه ثم لا يعقد ندوة صحفية سوى أمس تحت ضغط التساؤلات، هذا أيضا لا علاقة له بالسياسة واحترافها، وأن يطرح الوزير المشكلة دون الاعتراف بما تم ارتكابه من أخطاء رسمية، أمر يثير عدة علامات استفهام ويجعل من السيد حسبلاوي خارج النص في “حدث طارئ” ويستحق اهتماما أكبر!
حتى في خرجته أمس، حاول الوزير حسبلاوي أن يعيد ما يسمعه من كبار المسؤولين وعتاة البيروقراطيين في البلد وكبار منتجي لغة الخشب، قائلا إن الرئيس بوتفليقة “أصدر تعليمات من أجل الاهتمام بالمرضى وأمر بإنفاق المزيد من الأموال حتى لا يقع أي مشكل”، معيدا الكلام عن المنظومة الصحية في البلاد وكيف تطورت في السنوات الأخيرة ناسيا أو متناسيا لوهلة بسيطة أن ندوته الصحفية موضوعها مرض قديم وزائل هو الكوليرا!
حتى اجتماع الحكومة الذي تأخر، والتقرير الأول الذي رفعه الوزير حسبلاوي للوزير الأول احمد أويحيى كلها أمور ساهمت في توسيع مخاوف الناس، وجعلتهم عرضة للكثير من الإشاعات، زيادة طبعا على المشكل الأساسي والمتمثل في أن ظهور هؤلاء المسؤولين لم يعد مجديا من الناحية الرمزية، فالمصداقية مفقودة والثقة غائبة والتواصل لم يعد نافعا.

مقالات ذات صلة