-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حسين منّا وعائشة منّا

الشروق أونلاين
  • 5961
  • 20
حسين  منّا  وعائشة  منّا

عندما نصنع الفراغ يملؤه غيرنا، ولأننا لا ننتج شيئا غير الكلام، اخترع لنا الغرب الطائرات والبواخر لنؤدي فريضة الحج، والحنفيات لنتوضأ للصلاة والبنوك لنقدم الزكاة، وحتى الحلوى لنفطر بعد الصيام، وطالت صناعتنا للفراغ تاريخيا، فما صرنا نتكلم عن عيسى وموسى وبقية الأنبياء عليهم السلام إلا بعد أن تصلنا سيرتهم وأفلامهم من غيرنا، وما صرنا نتحدث عن آل البيت من أحفاد الرسول الكرام إلى زوجاته الطاهرات حتى تأتينا صور تقديسهم وأيضا الإساءة لهن من غيرنا، في مشاهد نحن فيها على الدوام المتفرجين، وغيرنا من يكتب السيناريو ويقوم بالإخراج .

  • وإذا كانت التُهمة الموجهة لنا أننا نمارس رد الفعل على أفعال الآخرين، فإن هذه التهمة قد سقطت أيضا، لأننا ما عدنا نقدر على ردّات الفعل الإيجابية فتركنا لغيرنا الفعل الحقيقي، ورد الفعل الحقيقي وغرقنا في لعاب وحبر وعرق الأعصاب، نتهم غيرنا بمعاداة ديننا الحنيف ولا  يوجد  من  حرّف  دين  العمل  بكسلنا  مثلنا  ودين  العلم  بجهلنا مثلنا  ودين  العزة  بذلّنا  مثلنا .
  • وإذا كان فاروق الأمة عمر بن الخطاب قد شرح حال العرب في قوله بأنهم كانوا أذلاء فأعزهم الله بالإسلام، ورأى أنهم سيعودون للذل إن أرادوا العزة بغير الإسلام، فإن رؤياه تحققت منذ أن ارتضى المسلمون لأنفسهم تسميات أخرى غير الإسلام وفرائض أخرى غير التي أنزلت وسنن أخرى غير التي أتى بها خاتم الأنبياء والمرسلين، فالذين أرادوا أن يكونوا شيعة لعلي وبنيه رضوان الله عليهم ابتعدوا عن الشيعة الحقيقية لرسول الإسلام، فصاروا يحجّون إلى قبر الحسين في كربلاء وقبر علي في النجف أكثر من حجهم لروضة المصطفى، والذين أرادوا أن يكونوا شيعة للسلف الصالح رضوان الله عليهم صاروا يتبعون هندام الأفغان ويستاكون بأعواد الأراك أكثر من إتباعهم لما جاء في الكتاب الخالد من عزة معنوية قوامها العلم، فتفرّق المسلمون بين شيعي وسلفي، وتجرأ الغلاة في الإساءة لزوجة المصطفى وأيضا لأحفاد الرسول صلى الله عليه وسلم .
  • معروف عن الأعياد في كل دول العالم وفي الإسلام بالخصوص أنها جامعة للناس، فهي تذوّب الخلافات، وتئد الفتنة، ولكننا في عيد عاشوراء نجدها استفزاز للآخر من منادب تُذرف فيها الدموع على حفيد الرسول الذي قُتل منذ أربعة عشر قرنا، ولا تُذرف الدموع على العراق الموطن المدفون فيه سيدنا الحسين الذي قتل منذ تسع سنوات بقنابل امريكية وصمت إسلامي، ووطن كبير مزقته الفتنة وابتغى غير الإسلام دينا ودنيا، بين فرق أنتجت الإرهاب باسمه وفرق طلّقت العلم باسمه، وأعياد زادت من خلافاتنا، ففي عيد الفطر نختلف في الرؤية وفي عيد الأضحى ننحر بعضنا  وفي  مظاهر  البدع  في  عاشوراء  ندفن  كل  آمال  العودة  … أو  بعضها .
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
20
  • samira

    baraka allho fik ya hakim hadihi elouma

  • وفاء

    شكرا أخي على هذا المقال واشكر صاحب تعليق لم نزرع حتى نحصد والله صدقت

  • ...Arc

    ارفع لك القبعة على هذا المقال الذى أيته بالصدفة وانا اطالع اخبار الاقتصاد..وارفع لك القبعة مرة اخرى لجديد التعبيرات التى قرأتها بمطلع المقال وهى التى شدتنى لقراءة السطور الطيبة المعنى والتوجيه المحكم..وعن الشيعة والتشيع فجموع المسلمون كلهم شيعة متشيعون الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام..- والامر المحير فى امرهم ان القرآن بيّن والسنة المطهرة بيّنة فالعجب العجاب هذا الذى استحدثوه والذى هو مناف للعقل والمنطق..بل ان ما يقطع نياط القلب هو التطاول على امهات المومنين او صحابة الحبيب ابو بكر وعمر واللذان كنت ارجو الله ان اكون شعرة فى صدر احدهما..
    سلام عليكم وعلى شهداءكم - الاحياء -الكرام البررة.

  • raRIB

    السلام عليكم الرجال من يقول ها نحنو وليس من يقول كانو ابائن و اجدادن لو المسلمين عمل بي هذا المثل لكنو اليوم هم من يقود هذا العالم اضن ان الغرب عمل بي هذا المثل

  • بدون اسم

    ان أردنا أن نتوحد باسم العرب فلن نتوحد , و ان أردنا أن نتوحد فالنتوحد باسم الاسلام

  • بدون اسم

    ان أردنا أن نتوحد باسم العرب فلن نتوحد , و ان أردنا أن نتوحد فالنتوحد باسم الاسلام

  • نونـــــــــــــــــة ميـــــــــــــــــلة

    شكرا لك اخي صاحب التعليق رقم 13نحن لم نزرع خيرا حتى نحصد

  • مريمش نورالدين

    السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
    دائما نريد الحصول على أفضل الفواكه و قد نسينا أننا لم نزرع شىء. لقد ارادوا و عزموا ثم ربوا و كونوا اجيالا صنعت امجاد أممهم. لم نعتصم بحبل الله فهدا ما آل اليه حالنا. مبادىء هشة, مقومات راثية و تفكير مقلد. ]ا رب سترك و رحمتك انك على كل شيء قدير.

  • hamzeddine

    والله سلم فاك صاحب المقال

  • fawzi mn bled fased ela bled 3adl.france

    hadahwa sah

  • باديس بن الشاطيء

    الامور واضحة في هدا الدين الا من اراد الفتنة . و من غاص في تفاصيل لا جدوي منها سقط في الفتنة و العياد بالله و ما اكثرهم هدا الزمان. فاين نحن من هولاء الاشاوس رضي الله عنهم و الدين نكفرهم. هدي الله الجميع الي الطريق المستقيم. امين يا رب العالمين. 

  • عثمان

    بسم الله و الصلاة و السلام على خاتم الأنبياء و المرسلين
    لا أظن العيب في غيرنا،إلا أن الخير لن يزول عن أمة بُعث فيها سيد الخلق و أعزها الله بالإسلام.
    إلا أنه لا يمكننا أن نتجاهل قوالله تعالى "لن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
    فلا أعد من خالف شرع الله من أمة الحبيب المصطفى
    فحدود الله واضحة المعالم، لا يراها إلا من فقد البصيرة.

  • سليم

    أشكرك أخي مسلم على تعليقك الهادف. أما حديث الأخ صاحب المقال عن غلو الشيعة في حب ال البيت رضوان الله عليهم فهذا من منهجهم و معتقدهم الضال الذي يرون فيه جنتهم هداهم الله أما حديثه عن الذين يريدون أن يكونوا شيعة للسلف الصالح رضوان الله عليهم و كأنه يخصص فئة ما و كل أهل السنة يتمنون ذلك, ان كان هندام الأفغان (لا يسمى بشعب ما بل هو هندامهم رضوان الله عليهم هدانا الله) هو السنة لما لا تلبسه و ان كان العود من السنة فتسوك به عسى ابتغاء الأجر لا أكثر و لا أقل. لكن اعتقاد السلفيين و لله الحمد هو اتباع كتاب الله و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم.

  • محمد الصادق

    و الله كالعادة موضوع ممتاز . المسلمون الأوائل صنعوا المعجزات ، ابن الهيثم مثلا لم يبقى في القيل و القال و السؤال عن الحيض و النفاس بل صنع علما مبادؤه اليوم في بعدها الثالث .
    و إليكم القانون التالي : المسلم من يفعل و ليس من يقول . كل الناس يمكنها أن تقول ما تشاء لكنها لا تستطيع فعل ما تشاء و هو الفرق بين الخيط الأبيض و الأسود . القول هو سبب كل الخلافات و النزاعات و التكاره لكن الفعل يعجب الجميع .
    ممتاز يا ناصر . واصل.

  • جعفر بن حجر

    وماذا عسنا أن نقول.....إلا قول الله وهو الحق:( ولو شاء الله ما اختلفوا، ولكنّ الله يفعل ما يريد ) البقرة
    وهذا أيضا لا يمنعنا من الدّعاء إلى الله سبحانه وتعالى والابتهال إليه، عسى أن يوحّد أمّتنا على كلمة سواء، لكن المشكلة هنا، بأي طريقة ندعوه ؟ فالكلّ يدّعي الصواب والكلّ يدعي أنّه على الحق ومنهاجه هو الصحيح، لقد كان حبيب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بسيطا في عبادته متواضعا في معاملاته كريما في عطائه متسامحا مع المخطئين في حقه غير متعصب سمْح ٍ وبعبارة شاملة (كان خلقه القرآن) ووالله لو كان حيا معنا لتبرّأ ممّن نحسبهم مسلمين

  • مسلم

    أرجو المعذرة، فلديّ استفسار حيّرني أرجو أن يصل إلى صاحب المقال:

    وجود من يسيء لأصحاب النبيّ -صلى الله عليه وآله وسلّم- هذا أمر واقع رأيناه وسمعناه وقرأناه، ولا ينكره إلا مكابر، لكنّ الذي لم نره ولم نسمع عنه هو وجود من يسيء لأحفاد النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم!!!.
    والكاتب كرّر هذه العبارة في أكثر من موضع في مقالاته، وأنا أخشى أن يكون تسويقه لهذه العبارة لأجل ترضية أطراف معيّنة، وإلا فإنّه لا يوجد بين أهل السنّة من يسيء إلى أحد من أهل بيت النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الأبرار، لا سلفيّ ولا إخوانيّ ولا أشعريّ.
    • يقول ابن تيمية رحمه الله مبيّنا عقيدة أهل السنّة في أهل البيت: " محبّتهم عندنا فرضٌ واجب، يؤجر عليه، فإنّه قد ثبت عندنا في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم قال: خطبنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بغدير يُدعى خمّاً، بين مكّة والمدينة فقال: ( أيها الناس! إني تاركٌ فيكم الثقلين كتاب الله )، فذكر كتاب الله وحضّ عليه، ثم قال: ( وعترتي أهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي ) ". (مجموع الفتاوى: 4 / 487 ).
    • ويقول ابن تيمية مبيّنا عقيدة أهل السنّة فيمن أبغض أهل البيت: " من أبغضهم فعليه لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً ". (مجموع الفتاوى: 4 / 487 ).
    • ويقول في فضل عليّ رضي الله عنه: " فضل عليّ وولايته لله وعلوّ منزلته عند الله معلوم ولله الحمد، من طرق ثابتة أفادتنا العلم اليقيني، لا يحتاج معها إلى كذب ولا إلى ما لا يُعلم صدقه ". (منهاج السنّة: 8 / 165).
    • ويقول في حقّ من قتل الحسين رضي الله عنه أو رضي بقتله: " وأمّا من قتل الحسين أو أعان على قتله، أو رضي بذلك فعليه لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلا ". (مجموع الفتاوى: 4 / 487).

    فأتمنّى لإخواني أهل السنّة ألا يكونوا كمن قال الله في حقّهم: { سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ }، وألا يمارسوا على أنفسهم نوعا من جلد الذّات لأجل أن يرضى عنهم من لا يرضى إلا باتّباع سبيله.

  • عبده واد ريغ

    قال النبي صلى الله عليه وسلم الخير في امتي الى يوم الدين

  • محمد

    كفيت ووفيت وبارك الله فيك وفي قلمك

  • لا حول و لا قوة الا بالله

    معروف عن الأعياد في كل دول العالم وفي الإسلام بالخصوص أنها جامعة للناس، فهي تذوّب الخلافات، وتئد الفتنة، ولكننا في عيد عاشوراء نجدها استفزاز للآخر من منادب تُذرف فيها الدموع على حفيد الرسول الذي قُتل منذ أربعة عشر قرنا، ولا تُذرف الدموع على العراق الموطن المدفون فيه سيدنا الحسين الذي قتل منذ تسع سنوات بقنابل امريكية وصمت إسلامي، ووطن كبير مزقته الفتنة وابتغى غير الإسلام دينا ودنيا، بين فرق أنتجت الإرهاب باسمه وفرق طلّقت العلم باسمه، وأعياد زادت من خلافاتنا، ففي عيد الفطر نختلف في الرؤية وفي عيد الأضحى ننحر بعضنا وفي مظاهر البدع في عاشوراء ندفن كل آمال العودة ... أو بعضها .

  • nina

    dieu soit avec nous vraiment c malheureux