جواهر
جزائريات يكشفن عن العطايا

“حق الملح” هذه السنة.. دولارات وسيارات وأطقم ذهبية!

سمية سعادة
  • 4971
  • 9

تحولت عادة”حق الملح”التي توارثها الجزائريون عن أجدادهم إلى مناسبة للتباهي والتفاخر هذه الأيام الأخيرة من رمضان.

وكشفت مجموعة من الجزائريات اللواتي استبقن عيد الفطر لتقديم “حق الملح” عن الهدايا التي تلقينها من الزوج وحتى الخطيب والأب والأم اعترافا بالمجهودات التي بذلنها طيلة رمضان لإسعاد أفراد الأسرة بأشهى الأطباق.

وخلافا لما هو متعارف عليه في هذه العادة، لم تكن الهدية عبارة عن خاتم فضي أو ذهبي أو مبلغ متواضع يضعه الرجل في الفنجان بعد أن يرتشف قهوته بعد عودته من صلاة العيد، بل كانت عبارة عن هدايا كثيرة لم تحتويها كاميرا الهاتف الذي صُورت به قبل أن تنشر على مجموعة فيسبوكية تضم مئات الآلاف من المشتركين.

عطور فرنسية، أطقم ذهبية، هواتف ذكية، سيارات فاخرة، بالإضافة إلى عملتي الدولار والأورو، وأكوام من الأوراق النقدية الجزائرية، منها أوراق جديدة من فئة 2000 دج التي لم يلمسها الجزائريون بعد ولم يشموا رائحتها!

وقد علقت إحدى السيدات على الأمر بأن مركز البريد نفسه لا يمتلك كل هذه السيولة!

ويبدو أن هذه “الخرجة” الجديدة، ألهبت حماس المشتركات في المجموعة، فقمن بإخراج كل مدخرات الأسرة من الخزانة والتقطن لها الصور ما جعل الأمر يخرج عن نطاق “حق الملح” ويتحول إلى فرصة للتفاخر الممقوت الذي يزدريه العقل ويعافه الوجدان!

وأثارت الصور المرفقة بالتعليقات المستفزة”حق الملح من زوجي، من خطيبي، من أبي” استياء المشتركين الذين أطلقوا تعليقات ساخرة وغاضبة في بعض الأحيان، حيث قالت أم سيرين:

“هذه مبالغة لا غير، من سابع المستحيلات أن تكون هذه الهدايا هي “حق الملح”، مضيفة: ” يمكنني أن أصور نقود زوجي وعلبة هاتفي الفارغة وأدّعي أنها هدية” حق الملح” لقد أتعبتمونا بنفاقكم وتطلعكم إلى فوق”.

وعلّقت رزان بقولها:”حق الملح هو كلمة طيبة وهذا يكفي، بدل أن تعتبر المرأة نفسها خادمة تنتظر أجرتها من زوجها”، مضيفة ” هناك أشخاص عجزوا عن توفير لقمة العيش وأنتم تتفاخرون بالأموال الطائلة”.

“أدركت الآن أن الشعب الجزائري ثري ويخفي أمواله تحت البلاط “الكارلاج” ولا وجود للفقير بينهم”هكذا علقت منال، التي أكدّت أن بائعي الدقيق والزيت والخضر من حقهم أن يرفعوا الأسعار مادمنا نتمتع بهذا المستوى الكبير من الرفاهية.

ويبدو أن أم منصف أرادت أن تكشفت “اللعبة” فراحت تخاطب صاحبات الصور بقولها ” أعيدي ملابسك المستعملة إلى الخزانة، وارفعي مناديل الاورو واحتفظي بها في مكانها”.

وقال محمد مستنكرا هذا الأسلوب الجديد في التباهي” منذ أن دخل فيسبوك حياتنا نُزعت البركة من بيوتنا وأفشيت أسرارنا”.

“حق الملح” عادة جميلة أدرك أجدادنا الأوائل سر مغزاها ومقصدها، فمسحوا بها على الأجساد المتعبة والأفئدة المنهكة.

وظلت هذه العادة الطيبة تؤدي دورها في العائلات التي مازلت تعمل بها إلى أن اقتحمها شباب طائش حولها عن مسارها الصحيح وأفرعها من محتواها ومنحها بعدا ماديا لا غير.

مقالات ذات صلة