منوعات
بشير فريك يتساءل في كتاب جديد:

حكم بوتفليقة… جنون أم خيانة؟

الشروق أونلاين
  • 3324
  • 7
ح.م

صدر لوالي وهران السابق بشير فريك كتاب جديد بعنوان حكم بوتفليقة… جنون أم خيانة؟، عن دار الأمة، حي لقي رواجا كبيرا خلال فعاليات صالون الجزائر الدولي.

وقال المؤلف في مقدمة عمله، قد يتساءل القارئ: لماذا هذا الكتاب حول سنوات حكم بوتفليقة دون غيره من الرؤساء، وكيف تمّ إنجازه ومتى؟، لينوّه أنه كان في البداية من المتفائلين المستبشرين باستقدام الرجل بخلافة الرئيس اليامين زروال “المستقيل”، نظرا لارتباط اسمه بالراحل هواري بومدين، عندما كانت الجزائر في أعز وأزهى أيامها.

ولكن بمرور الوقت تأكد أنه يقود البلاد إلى المجهول بانفراده بالسلطة واختزال مؤسسات الدولة في شخصه، فهو الرئيس، والبرلمان، والعدالة والإعلام، والكل لابد أن يسبح بحمده ويمجّد فخامته، فكانت فكرة إنجاز كتاب حول العهدة الأولى للرئيس بوتفليقة، يتم فيه رصد وتدوين وتوثيق الحقائق والوقائع والخطوات التي قام بها، وهو يجوب البلاد طولا وعرضا، والعالم شرقا وغربا.

وكان الكاتب يعتقد أنها العهدة الأولى والأخيرة أمام اصطفاف قيادة الأركان مع الرافضين لعهدة جديدة له، وما أكثرهم، فأنهى المخطوط تحت عنوان “الاضطراب” في بداية 2004.

إلا أن الرئيس خاض غمار العهدة الثانية وسط عاصفة إعلامية وسياسية عندما جنّد مقدرات الأمة المادية والبشرية والسلطوية من إدارة وعدالة ومخابرات، انتهت بترتيب فوزه الساحق.

حينها كان على المؤلف إعادة فتح الدفاتر والسجلات من جديد لمواصلة التدوين والتوثيق والتعليق على مجريات العهدة الثانية، حيث كان عنوان المخطوط الثاني “الإخفاق” انعكاسًا لما آلت إليه أوضاع البلاد من انتكاسة الديمقراطية وتكريس الزعامة التسلطية ومواصلة التردي الاجتماعي والاقتصادي وتسخير الريوع البترولية للأغراض الشخصية.

ومع ذلك اعتقد الكاتب أن الرئيس سيحترم الدستور في تحديد العهدات الرئاسية، إلا أنّ الجموح الجارف انتهى به إلى فتح العهدات في عرس جنائزي عبر “برلمان آخر زمان”.

وبذلك أنهى فصول المخطوط الثاني في ألم وحسرة في العاشر من جانفي 2009، حيث وضع الأوراق في مأمن، بل فكّر في حرقها وإتلافها، لأنه من المستحيل أن يجد من يغامر معه بنشر كتاب يتضمن غسيل العهدتين بذلك الشكل وتلك الجرأة.

ظل الكاتب يتابع الأحداث ومجرياتها خلال العهدة الثالثة، حيث استوى بوتفليقة على “العرش” كأنه ملك بلا تاج، وهو الآمر بأمره والناهي بسلطانه.

وفي عملية جنونية مطلع 2019 أقدم الرئيس على الترشح لعهدة خامسة، وهو شبه محنَّط، قبل أن تخلص الثورة الشعبية السلمية البلاد من كابوس اسمه بوتفليقة وحاشيته الفاسدة، على حد تعبيره.

ذلك ما حفّزه على إحياء مشروع الكتاب مجددا حول سنوات حكم بوتفليقة بعد عشر سنوات من الترقب والانتظار، من خلال تحيين وتنقيح ما كتب حول العهدتين الأولى والثانية، ومحاولة رصد وتسجيل وتوثيق وقائع وأحداث العشرية الثانية لحكم المغيَّب المُقعَد.
س.ع

مقالات ذات صلة