-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
حُلمه رفع الآذان في الحرم الشريف

عمر سخري.. قارئ ومُؤذن شاب أبهر الجميع بقدراته

م. عبد الرحمان
  • 407
  • 0
عمر سخري.. قارئ ومُؤذن شاب أبهر الجميع بقدراته
ح.م

يُعدّ الطالب عمر سخري، من الزاوية التابعية بالحي الغربي بمدينة أولاد جلال، من بين أبرز القارئين والمؤذنين على مستوى الوطن حاليا، فموهبته “الخارقة” في مجال ترتيل القرآن وأداء الأذان مكنته في ظرف وجيز من أسر قلوب المصلين والمواطنين عامة. فالله سبحانه حباه بخامة صوتية رائعة ونادرة، وقدرة فائقة على تقليد كبار المقرئين والمؤذنين.. وهذا التميز جعل ابن الـ17 ربيعا، يحصد ألقاب جميع المسابقات المنظمة بولايته، السنوات الأخيرة، آخرها مسابقة فارس القرآن للتجويد والآذان المنظمة في رمضان المنصرم.
انطلاقة عمر سخري رحلته في مجال تعليم وحفظ القرآن والتجويد والأذان، كانت بالزاوية التابعية المتواجدة بحيّهم، أين قرّر والده تعليمه حفظ القرآن الكريم، وبتعلق الطفل بكتاب الله، بدأ يواظب على تلاوة القرآن وسماع القراءات بأصوات كبار المقرئين، ليكتشف مع مرور الوقت موهبته في التلاوة والتجويد والآذان.
واكتشف قدرته أيضا على تقليد كبار المقرئين وبإتقان، ليؤكد لـ”الشروق” أنه في يوم كان يرتل القرآن بصوت عالٍ في فناء المنزل، سمعته والدته فأعجبت به كثيرا، لتخبر والده بهذه الموهبة التي اكتشفتها في ابنها الصغير.. الوالد طلب من عُمر إسماعه شيئا من القرآن ترتيلا، ففعل، ثم طلب منه أن يكرر القراءة مرة أخرى، فانبهر بما سمع.

أوّل آذان كان تقليدا لعبد الباسط عبد الصمد
وقرر والده التواصل مع إمام الزاوية التابعية، الكائنة بالحيّ، وإطلاعه بما سمع، أملا في تنمية موهبة ابنه.. وعن هذا، يقول عمر سخري: “بمجرد ذهابي إلى الزاوية لحفظ القرآن، كما جرت عليه العادة، استدعاني في اليوم الموالي إمامها أحمد البدوي محياوي، وطلب أن أسمعه شيئا من القرآن، ثم طلب مني تأدية الآذان ففعلتُ، وهذه اللحظة كانت فارقة في حياتي، لأنها سمحت لي بأداء الآذان في مسجد الزاوية التابعية لأول مرة وقت صلاة العصر، وبمقام العجم وبصوت الشيخ الراحل عبد الباسط عبد الصمد”.
ويذكر محدثنا، أن المصلين وساكنة الحي تفاجؤوا لهذا الصوت الجديد “الصدّاح”، عبر مكبرات الصوت، بمسجد الزاوية التابعية. وفي اليوم التالي، طلب منه الإمام ارتداء قميص وطاقية، بما يليق بمؤذن في مسجد، وذاك ما فعله عمر، الذي أكد أن إمام الزاوية كان يرافقه خطوة بخطوة ويشجعه كثيرا، من خلال إدخاله في فترة تكوين غير مباشر ودون تصريح، من خلال منحه فرص أداء الآذان باستمرار.
وأصبح عمر سخري في ظرف وجيز مؤذنا للزاوية وفي الصلوات الخمس، وفي الفترة نفسها، كان يواظب على حفظ وتعلم القرآن من خلال دروس نظرية وتطبيقية تخص أحكام التجويد، على يد الشيخ أحمد البدوي، إمام الزاوية، الذي تعلم على يديه فن الخطابة المنبرية بالجمعة والأعياد.

تألّق في المسابقات الرمضانية تجويدا وأذانا
يذكر القارئ والمؤذن سخري عمر أنه في سن الـ11، شارك لأول مرة في حياته في مسابقة رمضانية تخص تجويد القرآن وأداء الآذان بدار الشباب محمد بوضياف، حيث حصد المرتبة الأولى في الآذان وعن جدارة، وكرر نفس المشاركة في سنوات متتالية آخرها في رمضان المُنصرم وحصد المرتبة الأولى.
ويقول محدثنا، إن تألقه في المسابقات المحلية “شجعه على توسيع مشاركاته إلى خارج الولاية ولم لا خارج الوطن”، لأنه يؤمن بإمكانياته وقدرات صوته وإتقانه فن التجويد والآذان، على حدّ قوله، وهو الآن ينتظر الفرصة المناسبة للتألق.
وكما استعان سخري بالأستاذ الموسيقار المعروف عبد الفتاح لكحل لتحسين أدائه الصوتي، من خلال تعلم كل ما يرتبط بالمقامات الصوتية، ما مكّنه من تحسين مقامات صوته وأدائه الذي تطور كثيرا، وساعده في حصد الجوائز والتألق في مختلف المسابقات.

“موهبتي خدمة لمساجد الله”
وعن طموحات القارئ الشاب، التي يجتهد لبلوغها، بحسب قوله، أن يرفع بصوته الآذان في الحرم الشريف، قائلا: “منذ صغري وأنا معجب كثيرا بمؤذني المسجد الحرام، وبعد اكتشاف موهبتي في الآذان، تمنيت من أعماق قلبي لو أؤدّي الأذان في الحرم الشريف.. أعلم أنها غاية صعبة، ولكن لا مستحيل مع مشيئة الله وقدرته تبارك وتعالى”.
ليؤكد أن هذا الحلم سيبقى “شغله الشاغل”، وسيسعى لتحقيقه يوما، عن طريق مواصلة الاجتهاد تنمية لموهبته وقدراته، مستعينا بنصائح المختصين ودعوات والديه، متمنيا التوفيق من الله، فهو، كما قال، سيُسخّر موهبته خدمة للمساجد ولدين الله، فالنعمة التي أنعم بها الله عليه، سيسعى بحسبه إلى تطويرها بالقدر الذي سيسمح له بأن تكون له المكانة الرفيعة والصيت العالي، سواء في تلاوة وتجويد القرآن أم في تأدية الآذان.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!