-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
حينما تصبح الحجامة مهنة من لا مهنة له..

حلاقون وسلفيون يستأجرون مستودعات لحجامة الناس!

الشروق أونلاين
  • 7269
  • 10
حلاقون وسلفيون يستأجرون مستودعات لحجامة الناس!

تعرف ظاهرة الحجامة إقبالا كبيرا من طرف الجزائريين باعتبارها خدمة علاجية استطاعت في وقت وجيز القضاء على العديد من الأمراض المزمنة وقد انتشر استعمالها في العديد من المجتمعات القديمة، وقد ورد في الصحيحين أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- احتجم وأعطى الحجام أجره. ولكن حين تزاول بدون تراخيص وسط أماكن غير مهيأة، ويسيطر عليها أشخاص لا علاقة لهم بالطب ولا الجراحة، وتصبح مهنة من لا مهنة له، هنا لابد للمواطن أن يتحمل نتائج أفعاله.

الحجامة الصحيحة دواء

لمعرفة طرق وحقيقة الحجامة، قصدنا إحدى العيادات المختصة في التداوي بالأعشاب والعقاقير الطبية. وتحدثنا مع أحد الأطباء الحجامين الذي نبّه على أن الحجامة ليست سحرا ولكنها طريقة طبية تجرى على أسس طبية وبأدوات معقمة. وشرح المتحدث الطريقة الشرعية لتطبيقها، ووصفها بأنها عملية امتصاص الدم الفاسد في الجسم الذي يقوم القلب بتصفيته وتطبق الحجامة مرة في العام وتخص ثلاثة أيام من الأشهر القمرية وهي 17 ، 19 ، 21. ويعرف الدم في هذه الفترة دورة كاملة في الجسم، وتظهر حكمة الله عز وجل في هذه المرحلة بشفاء الأمراض التي يعاني منها الجسم وتساعد الحجامة – حسب الدكتور- في تسكين الألم، حيث أنها تزيد من إفراز مادة الأندروفين، والدليل أن المحتجم يحس بنوع من الراحة بعد إتمام عملية الحجامة الصحيحة، كما تعالج مرضى السكري، وتقوي جهاز المناعة، كما تنشط الدورة الدموية وتمتص السموم التي توجد على هيئة تجمعات دموية بين الجلد والعضلات، التشنجات العضلية، ألم الظهر، كما تعد مفيدة جدا في علاج الإعياء والإرهاق. وتفيد النساء في مرحلة انقطاع الطمث وفي علاج الهبات الساخنة، وكذا  الباحثات عن الإنجاب. وبعض الأمراض الروماتيزمية “وهنا لا تكون الحجامة شافية ولكنها تساعد على تخفيف الألم”، كما تساعد على تقوية المناعة وعلاج الغدة الدرقية.

محمد” قال أنه جرّب الحجامة عدة مرات، ولم يستفد منها، حيث أنه كان يعاني من أوجاع الظهر والمفاصل فقام بإجراء الحجامة قبل أربع سنوات، وتابع الأمر، حيث أصبح سنويا يقوم بها، وآخر مرة أجراها لم يلمس أية نتيجة.. كما أن الأوجاع مازالت نفسها ولم يتغير شيء. وأضاف ذهبت الى أطباء وسألت عن فائدة الحجامة فقالوا لي إذا لم تنفع فإنها لا تضر، ولكن لم يتغير شيء بعد الحجامة، لذا لم أواضب عليها.

على خلاف “محمد”، أكد “السعيد” أنه كان يعاني من وجع في الظهر، وقد لجأ إلى الحجامة قبل فترة، أجرها ثلاث مرات خلال السنوات الماضية، أنه لمس نتيجة جيدة وشعر بالراحة بعد الحجامة، وهو على قناعة كبيرة بفائدتها. أما “نبيلة” وهي سيدة في الأربعينات من العمر فقالت أنها تأتي لإجراء الحجامة مرة كل سنة مع كل موسم ربيع، مشيرة إلى أن الحجامة تخلصها من آلام الظهر التي تعاني منها منذ سنوات. فيما أوضحت “حورية” بأن الحجامة نفعتها كثيرا، وأنها تواظب عليها، لأنها تشعر بتحسن في صحتها وتجددت طاقتها.

التحجيم بالكؤوس الأكثر شيوعا وخطرا

من جهة أخرى، شدد الأطباء والمختصون الذين تحدثنا إليهم، على أن الحجامة عامل مساعد لعلاج كثير من الأمراض وليس كلها، وحذروا من خطورة تطبيقها في مواضع وكيفيات وطرق خاطئة، خاصة استعمال الكؤوس في امتصاص الدم، الأمر الذي يؤدي إلى انتقال البكتيريا والميكروبات والأمراض الخطيرة من شخص لآخر عن طريق الدم، إلى جانب احترام شروط النظافة، واستعمال وسائل معقمة لتجنب الإلتهابات والتعفنات التي قد تصيب المحتجم. وفي هذا الإطار، أفاد تحقيق ميداني قامت به الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث أن 70 بالمائة من المواد المستعملة في الحجامة، يتكرر استعمالها دون مراعاة أدنى قواعد التعقيم والصحة، مما يجعلها سببا في نقل عدد من الأمراض التي تشكل خطرا على صحة المواطنين، ومن بين هذه الأمراض التهاب الكبد الفيروسي، حيث تم إحصاء 460 حالة جديدة خلال سنة 2012، 30 بالمائة منها ناجمة عن الاستعمال العشوائي للحجامة، وكذا مرض فقدان المناعة “السيدا”، وبذا أصبحت الحجامة سببا مباشرا لعشرات الأمراض.

الحجامة في محلات الحلاقة والأماكن المشبوهة

بعيدا عن مراكز الحجامة، يقوم بعض الحجامين رجالا ونساء بإجراء الحجامة بمنازلهم أو حتى في مستودعات بيوتهم، وأقبية العمارات، وحتى في المنازل والأسواق الشعبية، حيث تعد هذه الأماكن غير مرخصة، وغير مجهزة بالوسائل وأسس التعقيم التي تحمي المرضى من انتقال العدوى، ولا تعلم وزارة الصحة عنها شيئا على الرغم من أنها أشبه بالعيادات الخاصة. يستهينون بحياة الناس مقابل الحصول على المال ويقصدهم بعض البسطاء الذين يجهلون عواقب انعدام شروط التعقيم والنظافة إضافة إلى انعدام التكوين الصحيح، فيقعون ضحية جهلهم. وفي هذا السياق كشف “وليد” أنه قصد أحد الرقاة طلبا للحجامة، لكن المكان الذي يمارس فيه ذلك كان عبارة عن مستودع للسيارة، كما أن الوسائل التي كان يستخدمها مرمية بشكل عشوائي دون مراعاة أدنى شروط النظافة، مضيفا ومنذ ذلك اليوم أقلعت عن فكرة الحجامة نهائيا. من جهتها “سمية” التي أسرت لنا أنها قصدت مع زميلتها بالعمل “امرأة متجلببة” تدعي التداوي بالقرآن. وتوضح “سمية” كل شيء كان عاديا عند وصولنا وأيضا استقبالنا، ولكن حين دعتنا السيدة لأن نتبعها إلى قبو منزلها، أين كانت آثار الدماء وروائح الرطوبة في كل مكان، هنا أصررت على الخروج مباشرة، وفعلا كان لي ذلك ولم افكر في الأمر ثانية.

عمال نظافة وحلاقون وسلفيون يحتكرون الحجامة

الكثير من الدراسات المتخصصة أثبتت أن ثلث من يشرفون على عمليات الحجامة هم من الأئمة والرقاة الذين لا يمتون للطب بصلة ولم يتلقوا أي تكوين في الحجامة، وفي الأغلب يعتمدون عليها لأغراض تجارية بحتة. وقد كشف الكثير من المواطنين الذين التقيناهم أن الكثير من المتطفلين الذين لا يملكون شهادات تثبت تكوينهم في مجال الحجامة ويمارسونها عشوائيا وبشكل فوضوي، حتى أنهم  لا يعرفون المكان المناسب للتحجيم سواء كان الرقبة أو الركبة أو الظهر أو الصلب أو غيرها من الأماكن، ولا يعرفون أي نوع من الحجامة يليق بالمريض سواء كانت الحجامة الجافة أو الدامية، فعلى سبيل المثال مرضى السكري لا تلائمهم الحجامة الدامية لصعوبة شفاء جروحهم. أما مرضى ضغط الدم فلا يجوز لهم القيام بالحجامة إلا إذا ضبطوا ضغطهم لما في ذلك من خطورة على صحتهم.

أصبح كل من هب ودب يمارس الحجامة، بل أصبحت مقتصرة حسب ما هو شائع في المجتمع الجزائري على “السلفيين وبعض الدراويش”، يستخدمون طرقا بدائية، ولأنها أصبحت تجارة مربحة، توسعت يد المتطفلين لتشمل: الأئمة، عمال النظافة، وأشخاص يعملون في محالات بيع العسل، الأعشاب، صالونات الحلاقة، وهو ما يشكل خطرا كبيرا على الصحة العامة. ولأن الجهل هو السيد، يكون الإهمال واللامبالاة بأرواح الناس شيئا عاديا. ونجد الكثير من المواطنين أصيبوا بتشوهات في الظهر نتيجة القيام بحجامة على أيدي غير متخصصين وغير مؤهلين لذلك. هنا كشفت الآنسة “خليدة” أنها قصدت أحد الرقاة المعروفين بالعاصمة، ولكنه أقنعها بضرورة إجراء الحجامة وأمام شدة إصراره رضخت لرغبته واستسلمت لشفرات زوجته التي كانت أكثر من حادة وشوهت جسمها بندبات لم تنفع معها كل الكريمات التي جربتها لإزالتها. بدوره “سمير” الذي سرد على مسامعنا قصة جاره “مصطفى” -رحمه الله- والذي توفي قبل سنتين في ظروف غامضة بعد أن قام بـ”التحجيم” في رقبته ومن ذلك الحين وهو يعاني حتى وافاه الأجل.

ومهما كان حجم الإقبال على الحجامة والاهتمام بهذه الطريقة العلاجية، يبقى على من يقوم بها توخي الحذر جراء الأخطاء التي قد تصاحب ممارستها. وعلى المريض أن يجتهد في البحث عن مختصين متمرسين في هذا المجال ويأخد بعين الإعتبار نظافة المكان، وتعقيم الأدوات المستعملة، أي الإلتزام بشروط ممارسة الحجامة التي تقتضي أن تكون تحت إشراف طبي ومراكز طبية معتمدة لتفادي انتقال الأمراض.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
10
  • SAMIRA

    IL faut legaliser el hijama et qu'elle soit etudiée dans les universités et pratiquée par des specilistes dans un milieu saint avec des instruments sterilisés; pour éviter les dangers; en europe plusieurs universités l'ont faitpourquoi pas nous? MERCI

  • الطيب اللونشريسي

    ماهده الخرفات عندك الحق يانوويوة

  • حنان

    مقال يقتل بالضحك و عنوانه جايح و بايخ يامن تستعملون منابركم للنيل من السلفية ....و هل كان النبي صلى الله عليه وسلم جراحا وهل من احتجم له كان طبيبا مختصا وقد اوصى عليه الصلاة و السلام ان يكون لكل بيت حجامه قل موتو بغيضكم السلفيون ليسو دراويش بل دكاترة و اطارات و مختصون و تجار و خدام و انا منهم ان شاء الله سلفية اطار دولة و اقوم بالجامة لاهل بيتي ماشاء الله و الحمد لله

  • algerien

    de sensibiliser les gens sur l'egiene faire , c'est

  • مراد

    زهور ما تحبيش السلفيين واقيل؟
    الحجامة يمارسوها كامل الأطياف خاصة الاخوان
    في حومتي واحد إخواني قُح عندو حانون نتاع الاعشاب و الحجامة
    علاش الخرطي علااااش

  • أبوعبدالله

    السلفيون السلفيون لما أنتم ناقمون على السلفية وتتحدثون عنها بدون أدلة أين هذه المستودعات التي تقام فيها الحجامة أتحداك أن تجد أخ سلفي بحق يقوم بهذا العمل المزعوم إتق الله ياهذا ولاترمي الناس بم يحدثك به هواك وحقدك على منهج الصالحين

  • @عبد الله

    لا نريد رؤية لا سلفي ولا إمام في ممارسة الحجامة
    بر نريد ممرض أو طبيب أو جراح

  • نووها

    يا خويا رقم 1 الشروق بحد ذاتها لازم تضرب رقية عند بالحمر ..يقطعلها التابعة لخاطر متوبعين بالسلفيين هههه.................

  • العباسي

    حلاقون وسلفيون يستأجرون مستودعات لحجامة الناس! والعدوة بلامراض الخطيره فاشه ومسؤولين في صحه يلتزمون الصمت التلاعب بصحة الناس والتجاره بدين اصبخت عند البعض وسيله للاسترزاق

  • عبد الله

    السلفيون هم أعادوا الإعتبار للحجامة بعدما كانت سنة مهجورة ثم يدخل الدخلاء من أمثال بلحمر و بلزرق برعاية الدعاية الشروقية ثم يمسح الموس مجددا بالملتزمين.
    عليكم من الله ما تستحقون ألا تخشون الله فيوم القيامة قريبب