-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حماس: أحلاهما مر!!

صالح عوض
  • 7582
  • 0
حماس: أحلاهما مر!!

تكون حماس بلقائها كارتر وما نتج عنه دشنت مشوارا في السياسة سلكته فتح منذ أكثر من عشرين سنة لما ارسل مجموعة أعضاء من الكونغرس رسالة واضحة بلقائهم بقيادة (م. ت. ف) مفادها ان العنف والضغط لم يجديا حيلة مع حركة مقاومة شعبية..وسارت قيادة فتح في دهاليز السياسة العرجاء خلف المبعوثين لامريكان سنين طويلة لدرجة انها قدمت كل التنازلات الجوهرية دون ان  تنال أي شيء جوهري وصولا الى أوسلو وخارطة الطريق ثم قتل ياسر عرفات.ماذا قالت حماس لكارتر؟ أكيد لم تقل له ان فلسطين كاملة مسألة عقائدية لا يمكن التنازل عن جزء منها كما كانت تقول في مواجهة (م ت ف) لما وقعت الاخيرة اتفاقية اوسلو..وأكيد لم تقل له: ان المقاومة هي الوسيلة التي لا تنازل  عنها في مواجهة الكيان الصهيوني المعتدي كما كانت تمارس في ظل سلطة فتح في التسعينيات..وأكيد لم تقل قيادة حماس للرئيس الامريكي إنها ضد المفاوضات مع اسرائيل وانها ضد التوصل الى اتفاقيات سلام معهاان حماس تعرف ان البديل عن هذا إنما يعني استمرار الحصار على أهل غزة وشد الخناق عليها واستمرار اغتيال رجالاتها وقصف المنشآت وتعطيل الحياة  في القطاع واستمرار تشديد الحصار على الشعب الفلسطيني في كل عناصر الحياة.. حماس تعرف ان البديل عن هذا الموقف هو الموت البطيء لقطاع غزة واستمرار الاستيطان وبشكل متسارع أكثر في الضفة الغربية. هنا تفتح ثلاثة أبواب للفهم، الباب الاول: هل هناك فارق جوهري بين موقف حماس السياسي عن موقف جماعة فتح؟ اذا راعينا فقط جدة الموضوع على حماس وانها  ستتعامل مع الموضوع بخجل في البداية..ثم ستسلك النهج نفسه الذي مورس من قبل.. الباب الثاني: هل لايزال عباس رقما مهما في المعادلة الفلسطينية بالنسبة للاسرائيليين والامريكان بعد ان استعدت حماس ان تخطو خطوات مهمة في طريق التفاهم وهي تمتلك من القوة على الارض ما يجعلها الى حد ما مهابة الجانب وهي بذلك تكون مؤهلة أكثر من  غيرها للتفاوض وتوقيع الاتفاقيات لأنهم يحتاجون من يمثل قوة في المجتمع  قادرة على ضبطه وهذا متوفر لدى حماس على الاقل هذا ما تجلى في قطاع غزة؟ الباب الثالث: هل تصمد حماس للعمل السياسي الذي يقودها بعيدا عن المقاومة وبعيدا عن الثوابت الفلسطينية ام انها ستنسحب؟حماس بين خيارين أحلاهما مر ولكن أحدهما مر مقرون بذل ذلك الذي ينهي خيار المقاومة ويكرس خيار التسوية والتنازل، والاخر مر مقرون بعزة ذلك الذي يحافظ على دفق المقاومة والتمسك بثوابت إنهاء الكيان العنصري الصهيوني من على أرض فلسطين.. حماس على مفترق طرق استراتيجي وستختار هي في أحلك الظروف ماذا ستفعل.   

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!