-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حمير السلطان

الشروق أونلاين
  • 1624
  • 1
حمير السلطان

لكثرة اللغط حول “تحديد المفاهيم” التي أدخلت حكوميا في مشروع تقنين البث التلفزيوني وضبطه ومراقبته، وما دار حوله من “تنقريش” برلماني بين مؤيد ومعارض ومتفهم وفاهم ومتفيهم وغير فاهم ومتفاهم حول “المفهوم”، وجدت نفسي أنا صاحب القرار الأعلى، الأخير والنهائي الذي لا يعلوا فوقه أي صوت ولا صورة ولا كلمة! الآمر الناهي لأفصل بين “قهوى” مساهل و”لتاي” البرلمان! القاضي الأعلى الذي يقضي بكونه كن فيكون!

 جمعت كل النساء، بمن فيهم الرجال من حولي وقلت لهم: باعتباري السلطان وباعتباركم “دستور” السلطان وحريمه، فأنا أوصي بما يلي:

التلفزيون ملكي والمال مالي (ولو كان في النيجر!). الفضاء فضائي والقضاء قضائي والسماء سمائي والأرض أرضي وعرضي وجاهي! الشرعية من الشعب الراعي، عليه أن يراعي أننا فوقه نرعاه! وأننا نعمل لرفع مستواه ودفع بلواه، ونقل عدواه. أنا الطبيب الذي نعرف مرضه ودواه! البث لنا وحدنا، ومن يريد أن يبث، فلا يبث حتى نبث نحن في أمر بثه! كما أن الناشر لا ينشر إلا بمنشور ولا يطبع طابع طبعا إلا إذا طبع معنا وتطبع على طباعنا!. لقد قلنا لهم ولكم، لكي تنقلوا عنا هذا القول من جديد وختاما وليغلق كل واحد فمه أنه لم نكن نود أن نفتح السماء على مصراعيه لكل من بث وثب! كما فتحنا يوما الصحافة “المكذوبة” لكل من كتب وكذب! لا نريد أن نسقط في نفس الورطة! لقد كلفنا الوضع بعد 90، عملا إضافيا كنا في غنى عنه! لقد أمضينا وقتا طويلا في غلق وتشميع العناوين والمقار وحبس الكلامجية والكتاتبية وتخويفهم وترهيبهم وتهديدهم، قبل أن يتوب التائبون ويخنع الخانعون! أرغمناهم وبالقانون أن يخضعوا لقانون المرور إلى المطابع، التي هي ملكنا ولا ينبغي لأحد أن يطبع خارج مطابعنا التي نطبع لهم بها مقابل السكوت عن الدفع المسبق ورفع سقف الديون على وسائل “الإعدام”، حتى إذا فتحت بعض هذه الوسائل فمها وأبرزت أنيابها، كنا أول من يسائلها عن دينها وديدنها وعن نبيها ورسولها” فإما السكوت، وإما دفع الفاتورة بالكامل وفي وقت قياسي! الإشهار قد تم التحكم فيه ليصبح وسيلة قيادة وضغط وشكلا من أشكال التمويل: نمول من نشاء بمال الإشهار وننزع المعونة عمن نشاء! إلى أن يعفوا ويتوبوا! وهكذا تاب الناس ولله الحمد ولم يبق إلا بعض الرؤوس التي تريد رفع رأسها من حين لأخر، لكن سيف الحجاج فوق الرقاب العواج! نفس الشيء، أريد أن يطبق مع الفضائيات! البث المباشر والموضوعي والموضوعاتي. نريد أن نفعل كما فعل السيسي في مصر ما بعد مرسي! لقد أخذوا عنا السوابق ونحن نأخذ عنهم اللواحق! نحن سبقناهم في الديمقراطية وما بعد الديمقراطية، وهم سبقونا في تكميم الأفواه مع الأخ السيسي، لهذا استقبلنا وزير خارجية بحفاوة بالغة لأنه هو من أعطانا خطة طريق المستقبل في التعامل مع الفضائيات، بعد أن أعطيناهم نحن خارطة الماضي في التعامل “الفوضويات”.

عليكم بالرقابة على كل شاردة وواردة: راقبوا البث المباشر عندما نسمح به، وراقبوا التلفونات مع الجيل الثالث، وراقبوا المحمول والثابت والـ”عنتر ـ مات”، راقبوا كل ما يهب ويدب وحتى من لا يدب ولا يهب! غلوا أسعار الهواتف والاشتراك في الجيل الثالث حتى لا يتجرأ أحد أن يمشي في الشارع وهو على “الفيس” ـ بوك! أو ينقل صورا نحن من يجب أن يتحكم في تصديرها أو حجبها. أمنعوا التصوير بالهاتف والكاميرات بدعوى أن التصوير حرام! إلا إذا كان فاعل الحرام، هي الدولة وحاموها هم حراميوها! تعرفون أن حرية التعبير غير المسيطر عليها وغير المنضبطة وغير المراقبة، قد تجر علينا الويلات  وتكشف المستور وتنبش رفات المقبور! لا نريد أن نبقى دائما نعمل على التبرير! لقد حاولنا أن نبرر أفعالنا السابقة وأفعالكم التي سبقت بكل السبل وشتى الطرق، لكن هذا الأمر لا يجب أن يستمر على الدوام، فدوام الحال من المحال! علينا أن نحضر أنفسنا لمرحلة الهجوم بعد مرحلة الدفاع عن النفس! تلاحظون أننا اليوم وخلال هذه السنوات الأخيرة التي حركت ما يسمى “بالبعير البعري”، قد تساهلنا وتسامحنا مع الشعب والناس: تركنا لهم الحابل على الغارب ورفعنا عن أعناقهم مؤقتا “سيف دمقليس”، فاعتقدوا أن الدولة ضعيفة وأنهم قادرون على فرض رأيهم على الدولة وعلى النظام! راهم غالطين! الدولة اليوم أقوى مما يتصوره أحد! قادرون على أن نفك اعتصام أية رابعة ولو كان 70 في المائة من الجزائريون رابعة! لن نتساهل لا مع رابعة ولا مع خامسة! مستعدون أن نضحي بثلاثة أرباع الغاشي لكي يعيش البقية آمنين مطمئنين، يأكلون ويشربون ويسافرون ويتعلمون ويخلصون حتى ولو كانوا لا يعملون! فمقدرات دولتنا، تجعنا أكثر غنى من قطر والإمارات والسعودية! ولولا 38 مليون من الأفواه، لكنا أحسنهم على الإطلاق!

لهذا، خذوا حذركم وطبقوا القانون على كل رأس خشن! أنتم هم القانون، نحن هم القانون، وينبغي أن يطبق القانون.. وبالقانون! فنحن دولة القانون ولا أحد يعلوا فوقنا، أي فوق القانون.

هذا ما عندي ما أقول، وهيا عفطوا علي كل واحد يروح لفلاحته وخلوني نتفرج في حريم السلطان!

وأفيق من نومي وزوجتي تقول لي: شفت الرجال شحال خداعين، ما كان لا سلطان ولا خدام، قاع خداعين! وأنا أرد عليها: واش، مازال ما يكمل علينا هذا الهم نتاع “حمير السلطان”؟

http://ammar-yezli.blogspot.com

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • الاسم

    مقالك استحمار للمستحمرين