حنين إلى تألق “الخضر” في البرازيل ودعوة إلى مونديال للهواة وآخر للمحترفين
خلف الخروج المبكر والجماعي للمنتخبات العربية من سباق مونديال روسيا 2018 الكثير من الجدل وسط التقنيين والمتتبعين وحتى الجماهير الكروية، وهذا في ظل التساؤل المطروح حول جدوى هذه المشاركة الهزيلة التي تزيد حسبهم في تسويد سمعة الكرة العربية بشكل عام، خاصة أن المنتخبات الأربعة المتأهلة لم تحقق عشر ما حققه المنتخب الوطني وحده في مونديال 2014 بالبرازيل.
لم يتوان اللاعب الدولي السابق سمير زاوي في انتقاد المشاركة العربية في نهائيات كأس العالم الجاري وقائعه في ملاعب روسيا، مشيرا إلى أن حضور العرب بـ 4 منتخبات لم يضف أي شيء، بدليل خروجها الجماعي قبل الأوان، وهذا بعدما حصدت هزائم بالجملة خلال الجولتين الأولى والثانية من الدور الأول، ولم يتوان اللاعب السابق لجمعية الشلف والمنتخب الوطني في دعوة المنتخبات العربية إلى كسب الخبرة والعبرة من المشاركة النوعية للمنتخب الجزائري في مونديال 2014 بالبرازيل،حيث قال بصريح العبارة: “كان على المنتخبات العربية المتأهلة لكأس العالم إعادة مشاهدة لقاءات الخضر في مونديال 2014، من أجل التحفيز وتمثيل العرب أحسن تمثيل، وبالمرة اكتساب القلب والحرارة في اللعب الذي يعد علامة مسجلة جزائرية، على وقع وان تو ثري فيفا لالجيري”. لكن الذي نسيه سمير زاوي هو أن المنتخب الوطني عجز عن تسجيل حضوره في محفل روسيا العالمي، ما يجعله ملزما بإيجاد الوصفة المناسبة لنفسه قبل تقديم الدروس لغيره.
من جانب آخر، ذهب بعض المتتبعين وحتى الأكاديميين بعيدا في مقترحاتهم، وهذا على ضوء الوجه الشاحب للمنتخبات العربية، وبعض المنتخبات التابعة إلى العالم الثالث، بعدما وصلوا إلى قناعة بأن التألق في الكرة أصبح موازيا للنجاح في مجال الاقتصاد والصناعة والتكنولوجيا، ما كشف حسبهم عن عالمين، عالم قوي وآخر نائم، وفي هذا السياق أكد الدكتور يوسف بن يزة من كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة باتنة 1، أنه على الفيفا التفكير من الآن في مونديال درجة أولى وآخر درجة ثانية، أو مونديال للمحترفين وآخر للهواة، حتى يتمكن هؤلاء المغادرون في الأدوار الأولى من معانقة الأدوار المتبقية مع أقرانهم في التخلف وقلة التجربة على أن يتأهل الفائز بمونديال الهواة لتصفيات المونديال القادم للمحترفين، على أن يسقط إلى تصفيات هذا الأخير أول المغادرين من المونديال الأول، وقال الدكتور يوسف بن يزة في هذا الجانب: “العالم عالمان، عالم للقوة بكل تجلياتها يسكنه المجتهدون، وعالم للبهتان يسكنه الكسلاء الحالمون النائمون”.
وعلى وقع صدمة الخروج الجماعي للعرب من المونديال، فقد فضل الدكتور الناقد سعيد بوطاجين الوفاء لتعاليقه الساخرة بنكهة جادة، حيث قال: “تضامن المنتخبات العربية في المونديال: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى”.