-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حوار الطرشان في القاهرة

صالح عوض
  • 6162
  • 0
حوار الطرشان في القاهرة

يستدعي التفاؤل أن نعتقد أن بالإمكان ان يلتقي الوفدان الحمساوي والفتحاوي في القاهرة على أرضية من حسن النوايا ومبادرات لتجاوز ما فعله الحداد بينهما لإخراج الشعب الفلسطيني من ويلات تناحرهما غير المبرر وغير المفهوم..الا ان ما قدمه الطرفان بين يدي اللقاء لا يبشر بخير.. ويصبح التفاؤل من باب الاماني الخادعات.

  • وبعد أن تردد المصريون في الدعوة للحوار عقب تصريحات أولمرت بخصوص الجندي الاسرائيلي الاسير يبدو أن هناك رسائل قد وصلت القاهرة تحثها على فتح المعابر للوفود .. ولم يكن الأمر يحتاج أكثر من تصريحات لميتشل المبعوث الامريكي للمنطقة وطوني بلير مبعوث الرباعية حيث أفادا ضرورة الاتصال بحماس وإشراكها في حكومة وحدة وطنية فلسطينية كخطوة أساس لإحلال السلام بالمنطقة ولإنجاح المسيرة السياسية ..
  • هنا بالضبط برزت الاشكاليات ..حماس وجدت أنها لابد ان تستثمر ما حصل في غزة الى أبعد مدى ولابد من فرض أجواء صمودها على الحوار وانتزاع ما يمكن انتزاعه من مواقع في مركز القرار الفلسطيني وتهميش شخصيات وقوى من فتح وخارج فتح تعتقد حماس انها ليست ذات بال في الساحة الفلسطينية ..ويصل الامر الى اشتراطات حول نوعية وأسماء الاشخاص الذين يلتقون حماس في الحوار..ومن جهته وجه الرئيس محمود عباس خطابا يذكر بأن على الحكومة القادمة حكومة الوحدة الوطنية ان تلتزم بكل الاتفاقيات والمعاهدات التي أخذتها على نفسها “م.ت.ف” بما فيها اتفاقية أوسلو واتفاقية خارطة الطريق وكل القرارات الأممية ذات الصلة.
  • في القاهرة حوار طرشان..تذهب حماس الى القاهرة محملة بالأسى لتصرف المصريين معها طيلة أيام حرب غزة وقبيلها..ولتصرف شخصيات في السلطة كانت لا تجيد الا الشماتة بما يحصل في غزة أيام المجزرة..فحال حماس اليوم وهي ذاهبة الى القاهرة يقول: إننا لم نمت ولم نتبخر ولم تقطع رؤوسنا بل صمدنا في حرب لم تصمد فيها جيوش عربية لدول كبيرة..وأجبرنا اسرائيل على الانسحاب من كل قطاع غزة ..فما لم ينتزع منا بالحرب لن نقدمه طواعية بالحوار..لاسيما والعالم الغربي أصبح مدركا ضرورة فتح قنوات الاتصال بحماس وأصبحت غزة عاصمة عربية مغرية للوفود الاجنبية!! وتذهب فتح الى القاهرة وهي تقول لاإمكانية لإعمار غزة دون حكومة وحدة وطنية ولا حكومة وحدة وطنية الا اذا التزمت بالمعاهدات وإلا فإنها ستكون مدعاة الى مزيد من الحصار..فتح تقول لا فتح لمعبر رفح ولا إعمار الا بالتصالح وحكومة وحدة وطنية تفوض عباس باستمرار المفاوضات والعمل السياسي ..تذهب فتح للحوار مسلحة بموقف عربي رسمي داعم لها لاسيما الموقف المصري والسعودي وذلك لالتزامها بالعملية السلمية.
  • سيلتقي الطرفان مشحونين بمشاعر ونوايا ولكل مواله وسيتكلمون كثيرا ولكنه كلام بعيد عن المفيد.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!