-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حول الحركة الوطنية لإنقاذ الجزائر

أحمد عظيمي
  • 3573
  • 17
حول الحركة الوطنية لإنقاذ الجزائر

أثار الاقتراح المقدم، الأسبوع الماضي، حول ضرورة إنشاء حركة وطنية لإنقاذ الجزائر، العديد من التعاليق والملاحظات، سواء على موقع الجريدة أو على الشبكة الاجتماعية “الفايس بوك”.

 مقال الأسبوع الماضي تعرض للأسباب التي تفرض علينا العمل بجد وبنشاط لإنشاء هذه الجبهة؛ وحتى يكون الهدف واضحا، لا بد من التأكيد بأن الاقتراح لا يعني أبدا إنشاء تنظيم شبيه بحزب سياسي أو جمعية، فالمعروف أن المواطنين الجزائريين أصبحوا يأنفون من مثل هذه التنظيمات، بل نقترح أن يبدأ نقاش واسع، على كل المستويات وفي كل جهات الوطن، حول الانتخابات الرئاسية المقبلة ومن يصلح، من أبناء الجزائر، ليكون رئيسا. النقاش يتطور ويتوسع، مع الوقت، ليفرز خلايا على مستوى الأحياء والمدن تتولى عملية تعميق النقاش وتوجيه الرأي العام نحو مناقشة القضايا الأساسية واكتشاف أفضل الرجال من بين أبناء الأمة ودعوتهم لإلقاء المحاضرات والاستماع إليهم ومناقشتهم، وبالتالي التمكن من التعرف عليهم وتقييمهم للاتفاق في الأخير على الأجدر لانتخابه؛ وفي يوم الانتخاب، تتولى خلايا الأحياء والمدن مهمة حماية الصناديق من التزوير.

قد تكون هذه الفكرة شبه خيالية، أو غير ناضجة، لكنها تبقى، في نظري، الطريقة الوحيدة التي يضمن بها الرأي العام الجزائري وصول من يختاره فعلا إلى منصب الرئاسة.

إن الرهان جد كبير، والمصالح لا حدود لها بالنسبة للذين هم في السلطة، وهؤلاء ليس لهم أي استعداد لمغادرة الحكم والتحول إلى مجرد مواطنين عاديين، الذين استولوا على السلطة سيستعملون كل الوسائل، بما فيها شراء الذمم وترويع المواطنين وتخويفهم، للديمومة في الحكم. هؤلاء تربت عندهم قناعة بأنهم خلقوا ليحكموا الجزائر وليتمتعوا بخيراتها وبالتالي فسيلجأون حتى لاستعمال “بلطجياتهم” لفرض من يريدونه أن يكون خادمهم في رئاسيات 2014.

بدأ البعض يتكلم عن تحالف جديد من أحزاب كانت في السلطة وأخرى أنشئت أصلا لتدعيم مسعى العهدة الرابعة المقبورة. إنه تحالف المصالح والركود وقوى الفساد وكل الذين أفرغوا المؤسسات الجزائرية وأضعفوا البلد وحولوه إلى مجرد تابع وصامت أمام مؤامرات القوى العالمية والإقليمية التي تستهدف ثرواته وأمنه.

التحالف الجديد سيدفع بالجمعيات والمتملقين وبائعي الكلام وحثالة الجامعة لإقناع الناس بضرورة الاستمرار. هؤلاء سيوهمون المواطنين، كما تعودوا، بأن الأخطار محدقة بالجزائر مما يستوجب الالتفاف حول الشخصية التي تضمن “الاستقرار”. إنها نفس الأساليب التي يتبعونها منذ 1999.

التحالف الجديد سيعتمد على الإدارة لتزوير الانتخابات، ولا توجد أية هيئة أو مؤسسة قادرة اليوم على منع التزوير، وبالتالي فإن الرئيس المقبل سيكون، بهذا المنطق، كغيره من معظم الذين سبقوه، نتاج تزوير واغتيال لإرادة الشعب الجزائري؛ ولنتصور كيف يكون الرئيس الذي يصل إلى أعلى منصب في الدولة عن طريق التزوير وما إذا كان هذا الرئيس يستطيع مواجهة الفاسدين الذين أوصلوه أو مفاوضة الدول الكبرى بما يخدم الجزائر.

  هكذا يخطط التحالف الجديد، غير أن الأمور تغيرت كثيرا هذه المرة فوسائل الاتصال المختلفة من صحافة خاصة وقنوات تلفزيونية خاصة ومواقع اجتماعية تمكن من كشف خطط دعاة المواصلة والاستمرارية، كما تمكن من ربط علاقات بين مختلف الشباب الطامح إلى التغيير وإلى السير بالجزائر نحو وضع أفضل بكثير.

الأمر، هذه المرة، يتعلق فعلا باستقرار الجزائر وبمصيرها. كل المؤشرات تبين بأن النظام الحالي سار بالجزائر إلى مستوى الخطر وأن لا حل أمامها سوى إحداث التغيير الحقيقي الذي ينظف مؤسسات الدولة من كل الفاسدين والانتهازيين والمصلحيين وهو ما لا يتم إلا عن طريق حسن اختيار الرجل الذي يعمل بدوره، وبالتفاف القوى الحية والنظيفة من الجزائريين حوله، على اختيار أفضل الرجال وأكثرهم شباب لتبوء المناصب الحكومية.

إن أي تغيير إيجابي لا يمكن أن يتم في الجزائر عن طريق النظام الحالي الذي أصبح غارقا في الفساد وراضخا لضغوطات الدول الكبرى، كما أن أي تغيير إيجابي لا يمكن أن يأتي عن طريق الأحزاب السياسية الحالية لكونها إما معنية مباشرة بتركة التسيير السيء أو لأنها فاقدة للقاعدة الشعبية والبعد الوطني أو لأنها مجرد إطار أنشأه أصحابه لربح المال عن طريق بيع المواقع الأمامية على القوائم الانتخابية أو لأن أصحابها هم من الوجوه المنبوذة اجتماعيا؛ لذلك يبقى الحل الوحيد يكمن في هذه الجبهة الواسعة من الشباب الجزائري الرافض للفساد والرافض لمصادرة أصواته.

 

إن أي تغيير عن طريق العنف لن يزيد الوضع إلا سوءا، كما أن العنف سيخدم النظام الحالي ويجعله يستمر أكثر، لذلك فلا يبقى أمام الشباب الجزائري سوى السعي، بكل جد، للاهتمام بالانتخابات الرئاسية المقبلة وبدء الحوار والنقاش حول: من يصلح لحكم الجزائر؛ ولما يحين الوقت نلتف كلنا حول الشخصية التي نراها الأكثر قدرة على تسيير الشأن العام.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
17
  • عبدالحميد

    هدا راي الصواب ولا مجال هنا لكسر العزيمة او لاحباط لنفس لا بد ان تتوحد الامة على كلمة واحدة والعمل مع جميع ابناء هدا الوطن العزيز فلاداعي الى الفشل ورضوخ للوهم لان في هدا البلد شباب قادرين على حمل المشعل كما حمله اسلافهم ضد المستعمر الدي كان قوة لايستهان بها فدحروها بكل عزيمة وارادة ولهدا وجب علينا اليوم ان نقوم بنفس العزيمة والارادة لبناء هدا الوطن الغالي علينا ونحافظ على امانة الشهدا .اناابارك هده الخطوة فالنعمل والباقي على الله وفقكم الله.

  • الجزائرية

    التغيير وارد ،بل إننا قد قطعنا شوطا لا يستهان به في مسار التغيير الطويل،أشرح أكثر ، لو عدنا بذاكرتنا قليلا إلى الوراء و بالتحديد إلى الثمانينات أو بداية التسعينات و استقرأنا حياتنا كجزائريين و منطق حكمنا على الأشياء و أساليب حياتنا و تفكيرناونظرتنا للكثير من الأمور و القضايا لوجدنا أنفسنا قد حققنا الكثير اليوم بل و قطعنا مسافات ،أكيد لا يزال التعثر و لا تزال النقائص تتحكم في مجريات ما نعيشه لكن الأكيد كذلك أننا سرنا إلى الأمام سواء ما تعلق بالتنمية أو الوعي السياسي لكننا نسير بعشوائية و فوضى !!

  • محيد/ع

    يادكتور إن التغيير لا ولن يحصل مهما كانت الامور لأن اي مسؤول أو اي ضابط يعيش حياة البذخ ،الرفاهية واللهو لن يتنازل ابدا عن مسؤوليته ليصبح مواطنا عاديا بل هو مستعد لفعل اي شئ وحتى حرق الجزائر من اجل الحفاظ على امتيازاته ونفوذه وسلطته ولا يقبل اطلاقا بالديمقراطية التاي تزيحه ولكن يقبل بالديمقراطية التي تبقيه على حاله

  • محمد

    في ظل الوقت الراهن و الاحداث المتتالية لايمكن أن تسمح الدولة الجزائرية أن تسمح بمرور هذا الطرح

  • حنصالي

    اريد ان اشرح فكرتى حتى لا يغضب علينا الدكتور

    الفكرة لها علاقة بقانون الجذب فالانسان العادى لديه العاكسة فى مخيلته فهو كالمبتدئ فى ركوب الدراجة يخاف ان يصطدم بالراجل امامه فلا يدرى الا وهو يتجه نحوه مباشرة لانه مسكين اعطى اوامر فى الحقيقة عاكسة فى الا شعور ولو تجاهل الرجل لما حول الاتجاه نحوه هذه الفكرة معروفة عند علماء التنمية البشرية

    فعندما نقول انقاذ الجزائر الانضار مباشرة تتجه نحو الفزع والهلع فى الا شعور والنتيجة يكون هناك ارباك ويليه توتر ومن تم تخبط فيغيب الوعي وهواساس

  • أحمد السطايفي

    سبحان الله !!!!! الآن عرفت ان النظام الحالي أصبح غارقا في الفساد وراضخا لضغوطات الدول الكبرى !!!!! من يسمعك الآن يخيل إليه ان شخصا آخر غيرك يتحدث !!!!

  • عبد القادر

    هل ما زال يحق للشعب الجزائري أن يحلم برفع رأسه ف دولة تتمتع بكل مقاييس الدولة الحديثة ؟
    ما أجمل أن تقرأ فقرة تجعلك تحلم بأن تعيش ولو لفترة قصيرة وأنت مرفوع الهامة في وطن محترم ، ومواطنوه كلهم محترمين بغض النظر عن تفاوتهم في العلم والتربية وليس في المال والمناصب .
    افكارك جيدة سيد عظيمي ، لو نجد طريقة جميلة نقنع بها الناس بها لتتحول إلى واقع يخيفه الفساد

  • حنصالي

    يا دكتور والله لاحبك فى الله ..لاكن اتحفض على التسمية لا تعجبنى تسمية "انقاذ الجزائر" وهذا له علاقة بالا شعور او البرمجة النفسية

    وسبق وان حذرنا من تصادم التيارات فى المجتمع ولا يجب ان يخطوا انسان خطوة باعتبار الاخر مسيئ غير بناء حتى لا تصبح الجزائر كالمد والجزر فى البحر عرضة لتجاذبات لا طائل منها وغير مجدية

    فانا افضل تسمية ايجابية بديلة تحفيزية غير مربكة او مشوشة للذهن مثلا تنمية او الجزائر الجديدة او غيرها من التسميات هذا مجرد اقتراح ورئي دكتور لا تؤاخذ علينا

    انا اتمنى ان اشارك

  • دياب

    كلام جميل واراء غاية فى الاهمية اعتقد ان الشعب الجزائرى كما يقال راه ضاربها بحرنة ولاكن انا متاكد ادا فتح المجال والدى يجب ان يفتح باى وسيلة االا العنف سترون ان هدا المارد كيف ينتفض ويعطى كل ما لديه من اجل هدا الوطن الغالى تجاربنا ثرية جدا ودروس كثيرة اخدة واعتقد ان الشعب الجزائرى هو العربى الوحيد الدى احتك بالديكتاتوريات وواجهها عدة مرات والان اصبح بروفيسيونيل ولا يمكن الفوز عليه الا بقواعد اللعبة الحقيقة والا فلن يلعب المبارات اصلا ويفقد الحفل الرياضى طعمه كما هو حاصل الان شكرا استاد

  • بدون اسم

    الرئيس القادم هو سلال وانت تعرف دلك جيدا فلا داعي لتضييع وقت وجهد الناس

  • hicham

    السلام عليكم
    الوضع متعفن بغض النظر عن من ساهم فيه
    يجب وضع خطة استباقية لمنع تدهور الاوضاع
    لنرى مايهم المواطن الامن الغذاء الادارة الاعلام
    كا اجراء استباقي الامن يجب التخلص من الفوضاوين اللذين يؤرقون راحة المواطن اليومية كباعة المخدرات و الكحول بعقوبات صارمة وهم يعتبرون وقود اي انزلاق لاسمح الله
    اما الغذاء فيجب تقوية الانتاج المحلي لانه الحل الوحيد لمواجة اي ازمة محلية او عالمية
    الادارة يجب ان لاتنام يعني متوفرة على الخدمات طيلة الاسبوع
    الاعلم صحيح يكون حر ولكن بضوابط لكي لايكون وسيلة للفتنة

  • مراد

    أعتقد أن هذه الطريقة يمكن أن يكتب لها النجاح إذا التف حولها الشعب الواعي خاصة و أخلص القائمون عليها نواياهم من قبل ثم لم يديروا أظهرهم للشعب من بعد - إن نجاحت - و هذا لا يعلمه إلا الله.
    بقي إذا إقناع المخلصين من الشعب وهذه أصعب مهمة لاسيما إذا تذكرنا التاريخ المعاصر للبلد. أنا واحد من الذين يإسوا من السياسيين و الحكام لكن من لا يخاطر بالمعقول لا يرجى التغيير المنشود و نحن مستعدون دائما لخدمة وطننا العزيز حتى و إن خانه آخرون فربنا يجازي كل حسب نيته و هو الموفق لكل خير.

  • الجزائرية

    إن الحديث عن تغيير النظام ليس بالأمر السهل و لن يتم في شهور أكيد، كما لا يجب أن نختزله في تغيير رئيس الجمهورية أو بطانته فقط.فالتغيير حتميةتاريخية لا مناص منها لكن التغيير المنشود يظل مرهونا بتحديد أدواته و أطره وقبل ذلك استراتيجياته ثم مراميه و غاياته ،وما تتطلبه هذه العمليات من تدقيق في الإعدادات على المدى القريب و المتوسط و البعيد .إدن فالرئاسيات هي إحدى محطاته و يبقى العمل الجواري هو المنطلق .أن الحراك الشعبي الواعي يجب أن يبدأ مع ممثلي الأحياء في استعادة قيم المجتمع و فرض الأمن و حل المشاكل

  • الحرة بنت الحرة

    أسئلة تحتاج الى اجابة

    هل الشعب الجزائري لديه الأهلية لتبني هذا الاقتراح الخيالي كما وصفته انت؟

    هل يمكن ان ننتقل الى مرحلة دون نخرج بتقييم جوهري عن المرحلة السابقة حتى نكمل ما يحتاج ان يكتمل و نغير ما كان مصيره الفشل؟

    نريد ان نصلح يا أستاذ و لا نرغب أبدا في ان نهدم

    انا لا اعرف لماذا نحرق المراحل و نختصر المسافات الجزائر لن يصلح حالها الى بصلاح افرادها دعونا نعمل على اصلاح المجتمع وبعدها نتطلع الى النظام...
    دعونا نهذب الروح و نحي الضمائر حتى نتعلم المسؤولية...

  • Nour-Eddine Bouzaréa

    Cher Monsieur Adimi
    vous êtes l'un des hommes qui font partie de la solution de l'Algérie.je suis un cadre de la nation comme vs l'étiez. je vs lis depuis toujours. j'adhère à votre démarche. je voudrais vs contacter.je demande au peuple algérien de lire ce que écrit ce grand Monsieur et d'adopter ses thèses pour le changements.mail:radjel.derguez@gmail.com

  • محمد المجاجي

    أحيي المجاهد والرئيس الجزائري الوطني الفحل السيد لمين زروال ... الأمين فعلا وقولا.أنا أقدر وأحترم هذا الرجل الكبير...لأنه أكبر من الرئاسة ومن أطماع الدنيا....لقد أثبت الآن كم هو عظيم برفضه الترشح للرئاسة.... لنستحدث وساما خاصا للعفة والطهارة والنبل، ويكون الرئيس زروال أول من يناله وبكل جدارة واستحقاق.

  • محمد

    يجب ان يبدأ الإصلاح على مستوى الفرد -اصلاح ذاتي-: الطالب، العامل، التاجر، السياسي، الفنان، الإمام، البطال، ... ، الإنسان. احترام الغير، نزاهة في التعامل، تعامل حضاري، إحترافية، الإعتماد على النفس، عدم اقساء نصف المجتمع، ايمان خالص، إلخ. بعدها يتغير المجتمع، الأمة، النظام.