-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
المجرمون لم ينالوا ذهبا ولا فضة

حيرة وتساؤلات بعد مقتل الشيخ الصائغ بسطيف

الشروق أونلاين
  • 1678
  • 0
حيرة وتساؤلات بعد مقتل الشيخ الصائغ بسطيف
ح.م
هاني صالح

شيعت زوال الجمعة جنازة الصائغ عمي صالح الذي قٌتل داخل محله بالعلمة بولاية سطيف، والتي أدخلت سكان البلدية في حيرة كبيرة، إذ لم يتوقعوا أن تكون نهاية هذا الشيخ الطيب بهذه الطريقة البشعة.

عمي صالح مثلما يصفه سكان حي هواري بومدين بالعلمة الذي زارته الشروق اليومي صباح الجمعة، هو ذاك الشيخ الخلوق الذي أدرك سن الخامسة والستين، ورغم كبر سنه، إلا أن عشقه لحرفة إصلاح الذهب والفضة دفعه إلى الإصرار على ممارستها في آخر عمره، فهي ليست مصدر قوت بالنسبة إليه بقدر ما هي هواية يعشقها منذ أن كان في ريعان شبابه.

هو لا يعرف وجهة بعد بيته سوى المحل البسيط الذي يتنقل إليه كل يوم لمداعبة سلاسل وخواتم الفضة والذهب البسيطة. كل من رآه يعطف عليه، لأنه نحيف الجسم، وحسب ابن أخيه فإن وزنه لا يتعدى 50 كلغ. وهو رجل مريض لا يقوى على بذل أي مجهود ويعاني من الاختناق وفي غالب الأحيان تكاد روحه تغادر جسده عند تعرضه لنوبة ضيق التنفس. فهو لا يقوى حتى على فتح محله بيديه وعلى ابنه أن يلحق به يوميا لتولي المهمة فيفتح له ابنه الوحيد المحل قبل أن يتوجه إلى العمل ليختلي بنفسه أو يجالس جاره في المحل، ولازال العمود الكهربائي الذي يستند إليه شاهدا على جلستهما الحميمية.

هذه يوميات عمي صالح التي انقطعت منذ يومين بعد ما هجم عليه مجهولون فنزلوا عليه ضربا بآلة حادة وتسببوا له في جروح على مستوى الخد والأنف والعينين مع إصابة على مستوى الرِجل وهي الضربات التي أودت بحياته ولم يتم اكتشاف أمره إلا بعد دخول بائع الجرائد الذي اعتاد تسليمه الجريدة ففزع لجثة عمي صالح وهو مكبل الرجلين.

وحسب المعطيات الأولية، فإن منفذي العملية أخطأوا مرتين، الأولى عند اعتدائهم العنيف على عمي صالح واستعانتهم بقضيب لضربه وهو الشيخ النحيف الذي لا يحتمل جسده قبضة يد، والخطأ الثاني يكمن في اختيارهم لهذا المحل الفارغ الذي لا توجد به مصوغات ولا مجوهرات، فالرجل اعتاد على اصلاح أكسيسوارت وإرجاعها مباشرة للزبائن، بأدوات بسيطة، وهو الأمر الذي حير أفراد العائلة الذين تحدثت إليهم “الشروق “، وظل سؤالهم الكبير: لماذا قتل عمي صالح، وماذا يريد هؤلاء اللصوص؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!